بداية لا يمكن التدخل في حق أي حكومة في منح جنسيتها لمن تشاء وترغب، فتلك الأمور هي من أعمال السيادة الوطنية المحضة التي لا تقبل الجدل ولا النقاش، وحكومة دولة قطر قد عودت جميع المراقبين على رؤيتها وهي تلهث لمنح جنسيتها للعناصر البشرية البارزة رياضيا وسياسيا وفنيا... وبعض من حصل على جنسية قطر لا يعرف اللغة العربية أصلا بل هومن أصول سلافية كما هوحال الرياضي البلغاري وكانت هنالك محاولات لمنح لاعبة التنس السويسرية (مارتينا هينغز) الجنسية القطرية إكتفت اللاعبة بالإبتسام في الرد عليها.
وطبعا تقوم الدول بمنح جنسيتها بناءا على الخدمات الجليلة أوعلى مصالح معينة، وبما أن دولة قطر هي مالئة الدنيا وشاغلة الناس وهي تجمع كل المتناقضات وتغني بألحان مختلفة بعضها نشاز وبعضها يجرح الأذن، وبعضها يسبب الصمم و(الصماخة)، فقد كان لقرارها بمنح جنسيتها للمغني العراقي الأصل والحامل للجنسية الكندية (كاظم جبار السامرائي) الشهير بكاظم الساهر صدى عميق في الأوساط العراقية ولاقى مشاعر مختلفة ومتضاربة بين الرفض والقبول وعلى خلفية مواقف وخلافات سياسية بحتة لا علاقة لها بأصل القضية، وأعتقد أن العديد من الفنانين العرب المشهورين كانوا يحملون جنسيات تكريمية عربية عديدة فالموسيقار الراحل فريد الأطرش مثلا كان يحمل جنسيات مصر ولبنان وسوريا والمغرب ولربما جنسيات أخرى لا نعلمها، وكذلك الحال مع الراحلة أم كلثوم والراحل الموسيقار محمد عبد الوهاب والفنانة الشحرورة (صباح) أمد الله في عمرها، ولكننا وسط هذه الهوجة القائمة ومن دولة قطر تحديدا الباحثة عن الشهرة والأضواء ولفت الأنظار ولومن خلال (الإتجاهات المعاكسة) والمواقف المتناقضة وتحولها لقلعة وجزيرة نضالية شامخة يتعايش فوقها ثوار الشيشان وثوار الزيديين وثوار العراق وثوار فلسطين وثوار الصومال من أهل المحاكم!! وثوار أفغانستان من أهل الطالبان وكذلك السلف الصالح وجماعات القاعدة ومن يرى رأيهم ويستن بسنتهم.
كما أنها تضم ياللهول القيادة الأميركية للشرق الأوسط عبر القاعدتين المعروفتين (العديد) و(السيلية)، لتكون صورة سوريالية معبرة عن تناقضات العولمة وحسناتها، وطبعا الفنان كاظم الساهر لا يحتاج الجواز القطري لأنه يتطلب الحصول على فيزا مسبقة لدخول بلدان الغرب وهوالأمر الذي لا يتم مع جواز السفر الكندي الذي يسهل مهمات التنقل والسفر بعيدا عن وجع رأس الفيزا ومتطلباتها وإشكالياتها، فقط أردت القول من أن هنالك قبيلة عربية قطرية كاملة بلغ عدد أفرادها الخمسة آلاف ويزيد جردوا من جنسيتهم القطرية وأعتبروهم بجرة قلم (بدون جنسية) وسحبت منهم كل وسائل الحياة وهم (بنومرة) على خلفية غضب السلطة القطرية من بعض أبناءها التي قيل أنهم كانوا في حالة تورط بمحاولة إنقلابية لم تحدث وكانت مجرد خلاف عائلي وداخلي سرعان ما تمت تسويته ولكن الفأس وقع في رأس (بني مرة) والذين لا أعرف أين وصلت قضيتهم اليوم وهل تمت تسويتها أم لا؟.
ولا أدري إن كان من بين أبناء القبيلة المذكورة لاعب تنس أوكرة قدم أومراسل في (الجزيرة) أومطرب أوملحن أوحتى ملاكم ليخرج من طائفة (البدون) ويدخل في خانة (ولد الديرة)!!، المعلومات حول هذه القضية شحيحة بل معتم عليها بالكامل ولا تشفي الغليل ولكنها تعطي المرء تقويما حقيقيا لدور السلطة العربية في النظر للمواطن بإعتباره مجرد سلعة!! وبالتالي فإن المواطنة ليست حق طبيعي لكل إنسان بل هي منحة من الدولة تستطيع إستردادها متى شاءت ؟ وهو مفهوم خطير للمواطنة في عصر العولمة، وغني عن الذكر أن دولة قطر وقبل الإستقلال شهدت نزوح عائلة (المهاندة من آل المسند) على خلفية نزاع مع الحاكم تلك الأيام (الشيخ أحمد) حطت رحالها في الكويت لتنال جنسية دولة الكويت، أما مصيبة (بني مرة) فهي أن بعضها يحمل الجنسية السعودية!! وذلك ما أثار غضب الجانب القطري؟؟ رغم أنهم أي (بنومرة) لا يحملون الجنسية البلغارية ولا السنغالية بل جنسية الشقيقة الكبرى!! على كل حال نتمنى التوفيق لكاظم الساهر في جنسيته الجديدة كما نتمنى التوفيق لكل الرياضيين وأبطال الساحة والميدان بجنسيتهم القطرية الجديدة ولكننا من حقنا أن نتساءل هل شملت المكرمة (بنومرة) بألوفهم الخمسة ؟ أم أنهم لا يعرفون إطلاق (الآهات) ولا تسديد اللكمات ولا لعب التنس!! لذلك فإن قضيتهم تظل معلقة حتى ظهور المسيح الدجال ؟.. إنها تساؤلات مشروعة... وسلامتكم من (الآه) على حد قول المطرب القطري (كاظم اللي ما ينام) أي الساهر... وفالكم طيب.....؟
[email protected]