ليس مستغرباً أن مقالي (في إيلاف) عن ضرورة صرف الحكومة الحالية، قد أثارك بهذا الشكل، ورحت تتحدث عني كطائفي سني، فأنت مستثار أصلاً من أي وجود خارج طائفتك! أنت متقوقع منتعش داخل قوقعتك الذهبية اللندنية، بينما تقول أنك علماني معتقداً أنك قد نفيت عنك صفة الطائفية واسترحت. صدام ونظامه كانا يقولان أنهما علميان، بينما كانا على ما هما عليه من دجل ديني! علمانيتك هذه مجرد قناع، تاريخك الشخصي يقول أنك كنت تلهث وراء مصالحك لا من أجل المبادئ. أنت لا تدرك أن القناع ربما يصمد في قضايا الإرهاب، لكنه لا يصمد في مجال الفكر، لأن الفكر لا يقف عند الوجه خاصة إذا كان ملثماً، الفكر يغوص في النخاع لا في القناع! عليك أن تعرف أنني لا أكتب من أجل طائفتي كما تقول، أنا لا طائفة لدي!... للأسف أنا الآن حتى بلا وطن ولا شعب ولا سكن مستقر! لقد فقدتها جميعاً مرغماً منذ ثلاثين عاماً! أنا ما زلت أحاول أن أنتمي للإنسانية، وهذه غاية صعبة المنال! أنا براء من الطائفية لا لأني علماني، فالعلمانية كما هي حالتك يمكن أن تكون فجاجة وتظاهراً يخفيان طائفية مزمنة ومستفحلة! العقل لا يبرأ من الطائفية إلا إذا كان إنسانياً، أو حاول أن يكون إنسانياً! وكونياً أو حاول أن يكون كونياً ! قلت في رسالتك أنني أخاف من غضب طائفتي. لا أقول لك إنني لا أخاف. فما أنا ببطل عادي ولا أسطوري، حتى أبطال الأساطير صاروا الآن يخافون داخل لعب الكومبيوتر في الأقل! ولعلك تتذكر عندما كنا نعمل معاً في بغداد كيف تعرضت لتهديد جدي بالقتل ومحاصرة بسبب مقالي الأسبوعي في جريدة الصباح، وكان عن العلم العراقي لا العلم الطائفي، وقد جاءني التهديد ممن تعتبرهم أنت أصدقائي أبناء طائفتي! لأربعين عاماً أحمل هم الكتابة، ليس دون خوف، ولكن بامتثال ثابت إزاء الواجب والضمير! ومن يكتب في القضايا العامة يكون في خوف أو حذر دائم، لا عيب في ذلك!
لقد كنت أنت ولست أنا من وقع قبل سقوط النظام بأشهر وفي لندن على الإعلان المسمى (إعلان شيعة العراق) والذي كان إعلاناً طائفياً بامتياز، وقد حمل الكثير من الشؤم، ولعلك تذكر المقالين الذين كتبتهما أنا في جريدة المؤتمر مبصراً بخطورة توجهات هذا الإعلان، وكونه سينسف وحدة الشعب العراقي بإقامة الهيمنة الطائفية بدلاً من الهيمنة الوطنية!
وتذكر رد موفق الربيعي ناشر وموزع الإعلان على المنتقدين، والذي جاء متهافتاً كعادته....
لقد تحققت تحذيراتنا نحن المنتقدين بحذافيرها (وليتنا كنا مخطئين) فها هو الوطن يغرق بالصراع الطائفي، والناس يحترقون مع بيوتهم وثرواتهم ومقدساتهم ووطنيتهم أيضاً!
وهكذا لقد كسب القادة الطائفيون الشيعة الحكم الشكلي وخسروا العراق وأهله!
لقد كانت أولى الأخطاء الرهيبة التي جر إليها هذا الإعلان سيئ الصيت هو استغفال واستدراج الأمريكيين على أساس مفهوم مظلومية الشيعة (أتباع أهل البيت) فالتقط الأمريكان الطعم، وجاءوا على أساس أنهم سيجدون في أكثرية الشعب العراقي نصيراً وقاعدة لهم، فيحكمون دون السنة، أو يلحقون بهم هزيمة نكراء. وعلى هذا الأساس جرى حل الجيش العراقي، وحل حزب البعث، وبقية الأجهزة التي ٌأعطي لهم انطباع عنها من أنها سنية، بينما كانت في الواقع متخمة بقادة وعناصر وحشود من الشيعة المتنفذين والمستفيدين والمتواطئين إما قلباً وقالباً، أو قالباً لا قلباً(على أساس مبدأ التقية)!
لكن الواقع وجه للأمريكيين وحلفائهم الجدد لطمة كبرى! فلا الشيعة كجماهير وكشعب وكمثقفين أحرار ارتضوا بهذا الانقلاب الذي لا مبرر له، ولا السنة استسلموا له، فكان هذا الاضطراب والاقتتال والخراب والانهيار العام !
ليت الأمر توقف عند هذا الحد : لقد مضى هؤلاء الرجال الطائفيون، قادة أو بمستويات أقل بخداع جماهير الشيعة والناس البسطاء مثيرين مع الغبار أحقاد ألف وأربعمائة عام، كما تثيرها الآن في رسالتك، وتوقفوا (وهذه أخطر حلقة) عند قيام الدولة العراقية الحديثة قائلين أن الحكم قد انتزع من أيديهم وأعطي للسنة، وثبتوا ذلك في الدستور كأبشع ديباجة بين فقراته البشعة الأخرى، بينما الوقائع والحقائق تشير عكس ذلك تماماً! فقادة وأأمة الشيعة هم الذين استنكفوا عن الحكم مستندين لقاعدة شرعية لديهم تقول (الحكم والدولة باطلان حتى ظهور المهدي المنتظر) وأصدروا فتاوى تمنع التحاق أبناء الشيعة في المدارس، أو التحاق المتعلمين منهم بالوظائف الحكومية. وسبب ذلك هو أن الإقطاعيين الشيعة خافوا أن يتسرب أبناء الفلاحين إلى المدارس ومن ثم إلى مواقع النفوذ، فيفقدون فلاحيهم ونفوذهم حين يصير أبناؤهم موظفين ومهندسين وأطباء وضباط في الجيش ووزراء في الحكومة. إن ثورة العشرين التي قادها رجال وأأمة الشيعة غالباً هي كانت في جوهرها دفاعاً عن مصالح الإقطاعيين الشيعة حيث كان الحكم العثماني يجيز الإقطاعيات الكبيرة بينما سرت أخبار في حينها أن الإنجليز سيفتتون الإقطاعيات الكبيرة ويحدثون الزراعة! (قالوا حينها أنهم مع العثمانيين أعداءهم السابقين لأنهم مسلمون، وضد الإنجليز لأنهم كفار)
لقد امتلك الإقطاعيون الشيعة النسبة الأكبر من أخصب وأجود الأراضي الزراعية !
وشكل التجار والصناعيون الشيعة أعلى نسبة بين أعضاء غرفة تجارة بغداد quot; راجع حنا بطاطو (العراق الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية الجزء لأول ص70 وص 282quot;) أما النفط وبقية ريع الأرض فكان يوزع خاصة في العهد الملكي ما بين استهلاك عام، ومشاريع توزعت من شمال العراق حتى جنوبه quot; علماً أن حالات الفساد كانت أقل بكثير في العهد الملكيquot; فكيف تكون الطائفة مهمشة ومقموعة ومظلومة بينما أبناؤها يسيطرون على النسبة الأعظم من الاقتصاد الوطني وثروات البلاد ؟
إن الظلم الأكبر الذي وقع على الشيعة هو من ذلك الحلف القاسي والمقدس المبرم ما بين الإقطاعيين الشيعة ورجال الدين قادتهم الروحيين والسياسيين. حيث كان رجال الدين يجيزون للإقطاعيين اضطهاد الفلاحين وامتصاص دمائهم والاستحواذ على ثمرات كدهم مقابل حصولهم على الخمس، وكثير منا يتذكر حين وزع عيد الكريم قاسم أراضي الإقطاع على الفلاحين الشيعة كيف أصدر المرجع الديني محسن الحكيم فتاوى تحرم استثمار هذه الأراضي من قبل الفلاحين، وقال في الفتاوى أن هذه الأرض مغصوبة وتحرم فيها على الفلاح صلاته وزوجته!
واليوم لا أدري كيف تطاوع رجال الدين وقادة الطائفة الشيعية ضمائرهم في إلقاء جريرة ما سببه ظلمهم لأبناء طائفتهم من معاناة وآلام وتخلف على أبناء السنة جميعاً!
إن الوضع الذي جر، إليه سنة العراق، كطائفة حكم عليها بالهزيمة وانطلقت منذ 9 نيسان 2003محاولات إذلالها وإهانتها وتحميلها جرائم وذنوب صدام، و 1400عام من آثام ومظالم حقيقية ووهمية تعرض لها الشيعة، هو الذي خلق لديهم حالة اليأس والارتباك والغضب وربما نزعة الانتقام فصاروا برغبتهم أو على مضض حواضن للقاعدة والجماعات التكفيرية وعصابات السلفية لتقوم بجرائمها الفظيعة المدانة ضد الشيعة وغيرهم!
وقد رحب الطائفيون الشيعة ومن ورائهم الإيرانيون بانجرار السنة إلى هذا المستنقع الخطر، ولذلك فهم قلقون، والمالكي في مقدمتهم من صحوتهم ونهوضهم للتصدي للقاعدة وكل أشكال الإرهاب ! الطائفيون لا يرتضون للطائفة الأخرى بأقل من انحلالها وفنائها لكي يخلو جو البلاد لهم وحدهم!
إن الدمار الكبير الذي لحق بالدولة العراقية وانهيارها في انقلاب العسكر عليه في 14 تموز 1958 يعود قسم كبير من أسبابه إلى مفاهيم قادة الشيعة من أن الدولة باطلة في غيبة صاحب الزمان، وهذا المفهوم الغريب أنتج معظم حالة التوتر الدائمة على مر القرون ما بين الدولة والمجتمع العراقي، لا توجد حالة شد وجذب وشك وتسفيه بين المجتمع والدولة في أي بلد عربي أو غير عربي كما هو قائم في العراق! وبالطبع لا يمكن أن يكون الحال غير ذلك إذا كانت أكثرية المجتمع تعتقد أن الدولة باطلة وفاسدة وحرام مادام الإمام المعصوم ليس على رأسها وما يزال غائباً، أي هو غير راض عنها! (ولا أحد يدري متى يعجل الله فرجه!)كيف تعمل الدولة مع مجتمع يكرهها ويهتف بسقوطها في المواكب الحسينية وغيرها من المواكب والاحتفالات الحزينة والغاضبة التي هي اكثر من أن تحصى أو تعد لدى المتدينين الشيعة؟(راجع قصائد الجواهري الدموية وبحر العلوم والوائلي وغيرهم ودورها في خلق النقمة ضد الدولة الحديثة)
كيف يتقدم البلد؟ كيف يتطور؟ إذا كان فيه المجتمع يكره الدولة، والدولة تكره المجتمع؟ وعلى مدى سنين طويلة! وقد ظل هذا المفهوم سائداً وحتى بعد ظهور إجازة الخميني حكم الشيعة وفق مبدأ ولاية الفقيه! (يمكن إرجاع الكثير من تذمر ورفض جماعة مقتدى الصدر للحكم استناداً إلى هذا المفهوم، ورفضهم للأمريكيين بناءاً على توجيهات إيران) وكثيرون وأنت منهم أسلموا عقولهم لقادة الدين الطائفيين وللترسبات الطائفية القديمة والتي يحقن بها الطائفي الشيعي عائلته وأبناءه بما تحوي من أحقاد وسموم منذ الطفولة! وهذا الاعتقاد الخاطئ أو الملفق هو أساس أزمة الشيعة من جهة، وأزمة السنة من الجهة الأخرى، ولكن الموضوعية تقتضي القول أن أزمة قادة الشيعة أشد تعقيداً وأكثر استعصاءً على الحل، وهي تنذر إذا أصروا على السير فيها، وأفلحوا في تحقيق فدرالية الجنوب على أسس طائفية لا أسس وطنية وإدارية بجعل جماهير الشيعة المغلوبة على أمرها تصحوا ذات يوم لتجد نفسها في عزلة خانقة كعزلة اليهود الشرقيين في إسرائيل! نعم هذه هي الحقيقة المرة، وعليهم أن يعرفوها ويتداركوها قبل فوات الأوان !
لقد كتبت وسأكتب كلما اقتضى الأمر مبصراً أهلنا الشيعة بالمفاهيم الخاطئة والخطرة والمدمرة التي روج لها قادتهم الطائفيون متحدثين :عن مظلومية أتباع أهل البيت بدلاً من الحديث عن مظلومية الشعب العراقي كله، وضرورة رفع الظلم عنه وإنصافه واستعادة الوحدة الوطنية والوجدانية بين الشيعة والسنة، وبقية مكونات الشعب العراقي وعدم الحديث عن أكثرية وأقلية وتفوق وتدن! حقاً : لا يمكن لمجتمع أن يعيش موحداً ومستقراً إذا كان هناك من يحقن عروقه بمفاهيم: أن هذا منتصر وذاك مهزوم، وهذا قاتل لأئمته، وهذا بريء وضحية!
وعندما كتبت عن المسألة الطائفية في العراق أكثر من خمسة عشر مقالاً نشرت في (إيلاف) امتدحت أنت يومها ما قلته عن قادة السنة، لأني قسوت عليهم وبما كنت أعتقده موضوعياً، ومع ذلك يبقى موضوعياَ القول أن قادة السنة اضطروا لتسلم الحكم بعد أن أدار الشيعة ظهورهم له، وتحملوا مع جماهير الشيعة وخاصة مثقفيهم، ومع الكرد والتركمان والمسيحيين واليهود والمندائين وغيرهم أعباء بناء الدولة الحديثة في العراق. بينما تمتع قادة طائفة الشيعة، ورجال الدين، بخيرات الأرض الزراعية الوفيرة، والتجارة الرابحة، وزج أبناء طائفتهم بمواكب اللطم والبكاء والتشويش على عمل الدولة ومشاريعها الإنمائية منذ قيامها في العشرينات، ثم يأتون اليوم ليعاقبوا السنة والمسيحيين والمندائيين. إن التقارير والاستطلاعات الموثقة لأوضاع المناطق السنية (أو المثلث السني كما يحلو لك تسميته) تشير إلى أن الذي وقع على الناس هناك في عهد النظام السابق لا يقل عن الظلم الذي وقع على أبناء الجنوب (باستثناء حالة الانتفاضة، وهذه لها حديث معقد شائك آخر). أو الظلم الذي وقع على مكونات المجتمع الأخرى. هل تحدث أحد بما يكفي عن الظلم الذي وقع على المسيحيين، ليس من الدولة وحسب، بل من مراكز وجماعات نافذة في المجتمع وهجراتهم الجماعية الكبيرة من العراق؟ بينما هم سكان العراق الأصليون ويكادون اليوم يختفون من موطنهم كالهنود الحمر في أمريكا!
أنا لم أكتب مطالباً بإقالة حكومة المالكي لأنه شيعي، بل لأن الدليل اليومي الواضح للعيان أثبت إنه طائفي وبذهنية دينية ضيقة، وحكومته مشلولة عاجزة متخلفة، (اليوم، السيستاني واليعقوبي وعادل عبد المهدي وهمام حمودي ينتقدون المالكي وحكومته، فهل هؤلاء يكرهون الشيعة ؟). كنت بالطبع سأكتب مندداً بأي رجل سني طائفي أو كردي شوفيني إذا كان مثله، وأتـى بحكومة مثل حكومته: (للأسف لا يمكن القول تركماني أو مسيحي أو مندائي لأن هذا محرم في الدولة الدينية والقومية !). وفق منطقك الطائفي سوف لا يكون من حق أي شخص من أبناء السنة أن ينتقد رئيس وزراء أو وزير شيعي، لأنه سيكون متهماً منذ البدء بالطائفية وبالتحامل المذهبي. وربما سيحسب أي تأييد أو مباركة على أنها نفاق ومداهنة وتملق. وحيث أن أكثرية الشعب شيعة، ورئيس الوزراء سيكون شيعياً على مر الزمان، لذا فسيكون محرماً على أبناء السنة انتقاد الحكومة وإلى الأبد ! هذا ما يريده الطائفيون وما ترشح به رسالتك!
إن حل المأزق العراقي يكمن وبالدرجة الأولى في قيام حكم يتحاشى الأسس الطائفية، ويعتمد الكفاءة والنزاهة والوطنية بمعنى الانتماء للعراقيين كلهم. لكن المعضلة تبرز مرة أخرى في الآلية التي تحقق ذلك، وهنا نرجع للخطأ الفادح الذي وقع به بوش حين استدرج لانتخابات سريعة لعب بها السيستاني أسوء الأدوار، مثلما لعب بها الإرهاب والجماعات التكفيرية أدواراً قذرة ومدمرة!
ولكن علاج الأمر لم يفت بعد، فالواقع العراقي على تعاسته ما يزال زاخراً بالرجال والنساء الكفء الرافضين للمحاصصة الطائفية والقومية والمحتكمين لوطنيتهم! وما يزال يحمل أيضاً شحنات إيجابية كثيرة وفيه آفاق حلول طيبة كثيرة! فإذا لم تسعف الحالة الدستورية على علاتها في تحقيق اصطفاف برلماني جديد يتيح تشكيل حكومة إنقاذ وطني تعتمد الخبراء والمختصين، وعلى الأغلب أن ذلك لا يمكن أن يتحقق خلال الفترة القصيرة المطلوبة! فإن على أمريكا أن تلعب دورها بصفتها محتلة للعراق ومسؤولة أمام الشعب العراقي وشعبها والعالم عن تحقيق الاستقرار في العراق (ناهيك عن التقدم والازدهار)وتقوم بإلغاء العملية السياسية القائمة كلها، والبدء بعملية سياسية جديدة كبرى تتحاشى كافة الأخطاء التي وقعت بها التجربة السابقة، خاصة وهي الآن تقوم باحتلال العراق من جديد عبر قدوم قوات جديدة وتنفيذ عمليات نوعية في مطاردة الإرهابيين، ويجب أن يكون أهم أسس العملية السياسية الجديدة هو تشريع دستور حديث يضاهي دساتير الدول المتحضرة يكون في مقدمة بنوده فصل الدين عن الدولة وإطلاق مصادر التشريع لتكون وضعية وعلمية وتقدمية، وتحقيق فترة عمل متوسطة المدى تتشكل فيها أحزاب حضارية جديدة، لا تستعمل الدين لأغراض السياسة وتنبذ الطائفية والتقوقع القومي !
هل إذا أدلى كاتب أو مواطن بآرائه هذه يصير طائفياً كما اتهمت ؟ هل تريد تجريد الناس من حقهم في التعبير عن آرائهم بحجة مس الذات الطائفية؟ بأية صفة تنصب نفسك ولياً على الرأي الخاص والعام ؟لماذا تريد حصر القيادة والهيمنة والرأي والفكر بطائفتك وليس للعراقيين جميعا؟ لماذا تريد أن تجعل من طائفتك كتلة مقدسة لا تناقش مهما داخلها من شطط يمس الناس ويحدد مصائرهم بشكل سيئ وأليم؟ أين حقوق المواطنة ؟ من الواضح أنك تريد العراق لك وحدك، ولا تعترف بوجود الآخرين إلا كأشباح تنغص عليك عيشك، وتصيبك بداء عضال، وعليك أن تكرهها، وتعمل بأية طريقة لقتلها، وحتى تتم إبادتها يجب التسلح لها باحمرار الكلمات وصفرة الوجه، لا يسعني إلا أن أرثي لحال
- آخر تحديث :
التعليقات