أعلن تنظيم القاعدة تحمله مسؤولية التفجير الأنتحاري في عملية فندق المنصور ndash;ميليا في بغداد, وعده انتصارا لمقتل عراقيين بجسد منتحر نتن, وهذا الأعلان يبث أعلاميا من خلال صفحة في الأنترنيت تعود لهذا التنظيم ومن خلال قناة الجزيرة القطرية. المشتهرة بمساندتها وتعاطفها. مع التنظيمات الأرهابية, وكما يعلن أيمن الظواهري بين فترة وأخرى تصريحات تدلل بما لايقبل الشك عقم التفكير وسذاجة الموقف والتحليل الذي يفسره التصريح المعلن حين يعتقد انه سينتصر على العالم بتلك العقول التي عافها الزمن وتخلفت عن ركب الحضارة. وأعتماد الأرهاب والقتل طريق ومنهج في سلوك تنظيم القاعدة الأرهابي.
ونتيجة لخسة تلك الأفعال, وموت الأبرياء. يحصد تنظيم القاعدة أحتقار العقل المتنور العربي والأسلامي والتقدمي, وكراهية الناس في اكثر مناطق العالم, ولعل من بين أكثر هؤلاء شرائح الفقراء من كل الديانات, وهولاء لايجدون الحماية من شرور القاعدة التي يجدها ويتحصن بها الأغنياء والأقوياء والسلاطين والحكام. ضمن أتقاقيات وعقود, بالأضافة الى الشوائب التي تتخلل تاريخ صناعة هذا التنظيم, والعديد من الأسئلة والألغام التي لم تزل غامضة حتى اليوم وأولها بداية. صنع التنظيم في غرف المخابرات الأمريكية وأستخدامه في حرب افغانستان ضد الحكومة الأفغانية اليسارية أو ضد الأتحاد السوفياتي لاحقا, كما لم يزل اللغز. في قضية الباكستاني. آغا حسن عابدي المدير المفوض لبنك الأعتماد والتجارة الدولي والمسؤول المالي للتنظيم ومسؤول صفقة السلاح الشرقي بين القاعدة وأسرائيل, وفراره مع الملايين من الدولارات الى الولايات المتحدة الأمريكية وأستقراره فيها قائما دون تفسير.
وسعي تنظيم القاعدة المتطرف في ارتكاب العمليات الأرهابية المتتالية, والتي تطال الأبرياء من المدنيين تدلل على دجل التستر ببرقع الأسلام الذي يزعم الظواهري وأبن لادن تمسكهم به وسعيهم المسعور لأقامة دولة خلافة تحت أمرة ابن لادن, وبعدهم كل المتوهمين والمغيبين عقليا ونفسيا من الشباب الذي يتم استغلاله في سوق الأنتحار.
والطرق التي يقدم عليها اتباع تنظيم القاعدة والتي. لاتمثل الشجاعة ولاالموقف الشريف في القتال, ولاالمنازلة التي يؤكد عليها الأسلام والشرف والقيم, وتخالف أصالة المسلم وأبتعاده عن الغدر الذي صار من سمات عمليات القاعدة, ولا المنهج المتطرف في الغاء الاخر الذي تتمسك به القاعدة, ولا التحجر الفكري الذي اتسمت به فتاوى بن لادن او الظواهري, ولذا عرفت القاعدة بعملياتها الأرهابية ومنهجها المتطرف, واساليبها وارتباطاتها المشبوهة.
أن فكرة التضحية بالأنسان من اجل ايقاع اكبر الخسائر بأكبر مجموعة بشرية, سواء بتفجير المنتحر نفسه, او في عمليات الأنتحار بطائرات او سيارات مفخخة, جميعها بالنتيجة جرائم ارهابية تتعارض مع منهج الأسلام, وجميع العمليات الأنتحارية التي سجلت ضد القاعدة وأخواتها من التنظيمات المتطرفة في المنطقة العربية او الأسلامية, تدلل على عقم هذا المنهج ومحاولته استقطاب الأنشداد الديني الساذج عند الشباب العربي والمسلم, الرازح تحت نير السلطات القمعية والدكتاتورية, واعتقاده ان الخلاص في الطريق الذي ترسمه القاعدة وقادتها, ومن خلال الوسائل المادية التي تمكنت منها المنظمة الأرهابية, ومن خلال وسائلها وشبكتها, فقد دفعت بالعديد من الشباب الى العراق الذي تم تكفير شعبه واستباحة دماء ابناءه, والسعي. لقتل المزيد من العراقيين بكل أطيافه القومية والدينية, وكما غررت أبناء شعوب أخرى بزعم محاربة الكفار والمحتلين, ولعل العراق الساحة المثالية التي كشفت الوجه البشع والأرهابي لهذا التنظيم, وكل التنظيمات التي ترتبط به او تتبعه أو تتعاون معه , ولعل النماذج التي نفقت وقضت منتحرة او مقضي عليها في العراق دليل أكيد على استغلال النوازع الأجرامية عند بعض النماذج التافهة مثل الزرقاوي وأبو ايوب المصري ومن هذا النمط الاجرامي الذي ارتكب من الجرائم ما يندى له الجبين بحق شعب العراق وبحق الأنسانية , غير ان للقاعدة حساباتها الخسيسة في اتفاقيات مع دول وزعماء لأبعاد شرورها عن سلطاتهم وبلدانهم, يعبر عن منهج يجسد. الأنحطاط في أخلاقيات العمل العسكري ويفضح الحقيقة العدوانية والرخيصة لتلك التنظيمات وتلك الزعامات.
وغدت ظاهرة استقطاب الشباب العربي المتخلف وتسويقهم للأنتحار في القطارات والطائرات وسيارات النقل العام, من اجل قتل المدنيين, سمة ظاهرة من سمات التنظيم الأٍرهابي, وتمكنت القاعدة من ان تزرع الشك في قلوب الأوربيين تجاه كل ماهو عربي ومسلم, لتعدو الظاهرة الأرهابية لصيقة بالمجتمع المسلم والعربي.
ولعل سؤال يثار عن فاعلية التنظيم الأرٍهابي وانتشاره مثل الميكروبات في الأوساط العربية خصوصا والأسلامية عموما, كما يعكس الشريط المصور الذي تبثه على الأغلب قناة ( الجزيرة القطرية ) ذهنية وعقل المنتحر, وغايته التي يراد لها ان تستقطب غيره من الشباب الواهم والمفلس والفارغ من امنيات الحياة واسبابها , ولعله يجد الخلاص من عذاباته ومن حياته وما يمر به من أزمات نفسية وعقلية, ولعله يعتقد بالترحيب والأعجاب. الذي تصوره له زورا. التنظيمات الأٍهابية, كما يجسد نمط الناس التي تحاول قطع مسيرة حياتها وترك اهلها والالتحاق بهذا النموذج من التنظيمات.
تأسس تنظيم القاعدة عام 1988 على يد أسامة بن لادن عقب الحرب الأفغانية بناء على مشورة عزام, ومن خلال مكتب خدمات المجاهدين الذي كان قد تأسس عام 1979 تحت أشراف المخابرات المركزية, واستمر المكتب. يعمل على تسويق المقاتلين العرب والمسلمين حتى عام. 1989 كمساهم في الحرب ضد السوفيت لصالح القوة الأمريكية وتحت غطاء الدفاع عن الأسلام, وكان يتخذ من مدينة بيشاور الباكستانية مقرا له حيث كان يتم استقبال المجاهدين العرب والمسلمين من جميع أنحاء العالم, ويقوم بتدريبهم في معسكرات غير سرية وتلقى الدعم والحماية من الحكومة الباكستانية المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية, وتتطلب مهمة المكتب استيعاب تلك الاعداد. من أجل المشاركة في قتال القوات الروسية في أفغانستان ودعم المجاهدين الأفغان.
وبعد انهيار الاحتلال الروسي وسيطرة الفصائل الأفغانية على كابول انتقل ابن لادن إلى داخل الأراضي الأفغانية وانتقل معه مكتب خدمات المجاهدين والذي تحول الى تنظيم القاعدة. الذي كان يهدف من خلاله جمع شتات المقاتلين. العرب والمسلمين من كافة الجنسيات وخاصة الذين شاركوا في الحرب الأفغانية، ليعاد ضمهم إلى معسكرات تدريب جديدة داخل الأراضي الأفغانية وخارجها.
أن نمط العمليات العسكرية المتمثلة في أغتيال السياح وتفجير المباني. وتفجير باصات النقل العام او القطارات, وعمليات تفجير الطائرات الممتلئة بالبشر, ومن ثم تفخيخ الجثث أو حث المقاتلين على الأنتحار بطريقة تفجير الحزام الناسف, وقتل المدنيين جميعها أساليب ومناهج تؤكد الأرهاب الذي لم تنفه. قيادة القاعدة ولا استنكرته, وبالتالي فقد توزعت العمليات الأجرامية لتلك المنظمة ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا وبريطانيا, وانما طالت العراق ولبنان وتونس والجزائر واليمن والصومال والسودان. ومصر والمملكة العربية السعودية والمغرب ودول أخرى, كما تسعى المنظمة الى تطوير اساليب الغدر والقتل بغسيل الدماغ الذي تعتمده في كسب الشباب المنتحر او المتطوع للقتال ضمن فريقها, كما أن استغلال الفكر العدائي المتجذر في العقل العربي والأسلامي بكراهية الولايات المتحدة الأمريكية ذات السجل الغارق في معاداة حقوق الشعوب وحرياتها, وسمعتها السيئة في العلاقات الدولية, من اجل جمع كم كبير من تلك الذهنية التي تعتقد ان خلاصها في قتال الأمريكان, وان القاعدة توفر لها المكان والمال. والسلاح, الا ان القاعدة تستغل تلك العقليات في حشرها ضمن عمليات في اماكن بعيدة عن التواجد الأمريكي من اجل ألحاق الضرر والأذى بالناس في تلك الأماكن من اجل ترسيخ مفهوم الأرهاب الذي تعتمده القاعدة في عملها وحلمها في تكوين أمارة ابن لادن الطالبانية.
وقراءة متأنية في شخصية أسامة بن لادن وفكره يقودنا الى اكتشاف العقلية الشريرة والنوازع المتخلفة التي تسيطر عليه,. والتنافس في حجم. ارتكاب الشر هو الفيصل الوحيد لتأهيل. القياديين في التنظيم, ولعل بروز ظاهرة الزرقاوي اللص المنحرف والمجرم السادي الذي اصبح أميرا للمؤمنين تجسد تلك الحالة, كما نافس الزرقاوي ابن لادن في رغباته الشريرة, ولعل هبوط مستوى القيادة لدى قائد تنظيم الجهاد الاسلامي ( أيمن الظواهري ) الذي وجد نفسه مقادا من قبل بن لادن تعبر عن مستوى تلك الشخصيات, ومثل ذلك شخصية تافهة مثل على الرشيدي المشهور بأبي عبيدة البنشيري. , وتلك المعادلة تفضحها ليس المستويات العلمية او الشجاعة او المقدرة في القيادة, فقد تم انكشاف الخط الأجرامي المعتمد في أن يصير العنصر قياديا بوسائل الذبح المباشر وفصل الرأس عن الجسد, او في ارتكاب جرائم القتل العشوائي, او في تمكن العنصر من الأنتحار او تسويق المنتحرين, غير أن الرغبة المريضة والعارمة المتجسدة في استغلال الشعوب الفقيرة مثل الباكستان وبنغلادش وأفغانستان لتنصيب بن لادن أميرا للمؤمنين وزعيما لهذه التنظيمات, تدل على حقيقة بن لادن, وتؤكد حقيقة أخرى يمكن ان نقترب معها من فكر وعقلية بن لادن من خلال أصراره على أن يكون الملا عمر ( المتخلف ) ودولته الشهيرة بطالبان والتي أبرزت للعالم الوجه المتخلف والبشع للتخلف الحضاري والتقاطع مع مفاهيم الأسلام الحقيقية, واظهارها الدين وكأنه السيف والسوط والتراجع التاريخي وبما خلفته من مواقف التخلف والتوقف عن التطور, ومن خلال ما خلفته دولة طالبان التابعة لأبن لادن من شروخ وجروح عميقة أعاقت حياة الناس وعرقلت مسيرتهم واوقفت عملية البناء في افغانستان لرغبة. مريضة عند. الملا عمر وابن لادن. وأظهرت حجم التخلف الذي تؤمن به هذه المجموعة.
وأذا كانت وكالة الأستخبارات الأمريكية صانعة للقاعدة فأنها تمردت عليها وانشقت من جسدها, غير انها بقيت وفية وملتزمة لهذا التنظيم, فسلطت اعمالها جميعها ضد المدنيين, متناسية ان من اكبر قواعد الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج العربي تقع. في قاعدة السيلية القطرية. ضمن اراضي الدولة التي تتخذها القاعدة عونا أعلاميا ومحطة للتوقف, كما تناست القاعدة أن في تركيا قاعدة من اكبر قواعد الأمريكان في الشرق هي قاعدة ( انجرليك ), كما انها تناست ان في أيران حكومة طائفية تعتمد المذهب الذي قررالظواهري وأبن لادن استباحة دماء ابناءه,. كما أن التحالفات السرية والأتفاقيات التي تمكن القاعدة من فتح شبكات الأنترنيت والتراسل والأتصال والأنصات, وغض النظر عنها من جهات عديدة باتت طرق معروفة ومكشوفة, بالأضافة الى تواجدها. ضمن منطقة محددة في كهوف تورا بورا, وهي منطقة معروفة وممسوحة عسكريا. ومرصودة بالأقمار الصناعية بشكل دقيق, ومع تمكين افرادها من الأنتقال من افغانستان ( تنظيم دولة طالبان المتخلفة ), عبر باكستان وايران الى العراق دليل اخر على تلك التحالفات التي ستنكشف وتتوضح. أكثر يوما بعد آخر, وحينها سيخسر المنتحرين خسارة. مضاعفة في توظيفهم. الساذج وأنتحارهم بأجسادهم ليصيروا مطايا لتنظيم القاعدة وأخواتها من التنظيمات الأرهابية, التي لاتمثل الا حالة التخلف في الفكر والتردي في الفهم والتقاطع في الدين والشريعة.
الخطوة التي دفعت بالقاعدة ان تكون على ارض العراق لتسجل نهايتها وتستعجل تدحرجها نحو الهاوية, فالعراق ليس المكان المناسب لتواجدها, وان استغلت الظروف التي سنحت لها لتتسلل عبر انفاق الخلافات العراقية والظروف غير الأعتيادية في انعدام الأمن,. والتعكز على الطائفية التي وجدت ميكروباتها موطيء قدم في الجسد العراقي,. فانها أن لقيت الانسجام مع النظام الصدامي البائد, فلن تلقى سوى الاندحار والأنتحار على ارض الرافدين, وفي داخل كل عقل وضمير عراقي حقيقة تكشف مهمة القاعدة, ومثلما تتوحد العقول العراقية في أيجاد القواسم المشتركة لأنهاء التواجد الأجنبي في العراق, فانها ستجد لها القواسم المشتركة من أجل انهاء تنظيمات القاعدة وأخواتها, وهاهي الأنبار تصحو لمحاربة وطرد جراثيم الأٍرهاب القاعدي, كما تصحو ديالى وبعدها الموصل ويعود العراق نظيفا من كل تلك الميكروبات التي تحاول ان تنخر الجسد العراقي عبر الحدود, وستبقى اللعنات العراقية تلاحق تاريخ تلك المنظمة الأرهابية, وستبقى اللعنات العراقية تلاحق قياديها الذين نسقوا وخططوا في زمن. الدكتاتورية ضد شعب العراق, وتمكنوا أن يقتلوا الالاف من العراقيين في زمن الغدر, ويوما بعد يوم يتم القضاء على تلك الزمر المنحرفة من جند الأسلام الى جماعة التوحيد والجهاد وبقية التنظيمات المتبرقعة بأسماء أسلامية زورا وبهتانا, غير ان النهاية التي سيسجلها التاريخ لتنظيم القاعدة على أرض العراق مع كل تلك الخسارة الكبيرة التي يدفعها شعب العراق نتيجة التصدي لهذه الزمرة المنحرفة والتي لن تجد لها موطيء قدم الا من خلال خيانات ومواقف طائفية متطرفة لاتلبث ان تزول ابدا, لتنتهي معها كل الأحلام المريضة لبن لادن ومعه كل مرضى العقول, وحين يعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن مقتل زعماء عشائر الأنبار العراقية في فندق المنصور, وحين يتبنى عمليات تفجير الأسواق وكراجات النقل العام. واماكن تجمع العمال, فهو يعبر عن حقيقته الواضحة في معركته الخاسرة ضد شعب العراق, وتلك المعركة مقتله النهائي الذي لن تنفعه بياناته التي تبثها قناة الجزيرة القطرية ولا صفحات الأنترنيت المحمية أمريكيا.