-1-
لم تدم فترة التنوير التطبيقي العربي في التاريخ العربي القديم والحديث أكثر من 63 سنة. منها 33 سنة في العهد العباسي الأول، الذي قام به الخليفة المأمون (813-833)، والخليفة المعتصم (833-842)، والخليفة الواثق (842-846). والمدة الباقية، وهي 30 سنة تمّت في تونس، في العصر الحديث، في عهد الرئيس التنويري النهضوي الحبيب بورقيبة (1957-1987). فيكون الحاصل 63 سنة فقط من التنوير التطبيقي مقابل 1500 سنة من تاريخ العرب منذ ظهور الإسلام حتى اليوم. وهذه السنوات القليلة، كافية لأن تُعطينا فكرة كاملة عن الظلام الذي عاشه العرب، والمتجلّي بفرض الأيديولوجية الواحدة والفكرة الواحدة والطريق الواحد، وتجيب على كثير من الأسئلة المطروحة اليوم على العرب، والتي مُجملها:
لماذا العرب في هذا التخلف، وهذا الهوان حتى الآن؟
-2-
إذ لم يجد المثقف التنويري النهضوي السلطان النهضوي المثقف على غرار الخلفاء العباسيين المأمون، والمعتصم، والواثق، والرئيس التونسي بورقيبة، لتطبيق مشروعه التنويري، فسيبقى كلام المثقف عبارة عن مقولات، وحكم، وخُطب فقط، في دفاتر الأحوال.
فقد شهدنا ذلك الكم الكبير من الخطاب النهضوي، الذي تمَّ إنتاجه في أواخر القرن التاسع عشر، وطوال القرن العشرين، من خلال ثلاثة أو أربعة أجيال من النهضويين، فهل تمَّ تطبيق أي حرف منه، ما عدا ما تمّ في عهد الحبيب بورقيبة؟
والسبب، أن المثقف لم يجد السلطان، الذي يمكن أن يتبنى خطابه، ويملك القوة والشجاعة السياسية الكافية، لكي يُطبّق مشروعه النهضوي، كما فعل الخليفة المأمون، ومن بعده الخليفة المعتصم (جهد قليل جداً) والواثق، ومن خلال خطاب المعتزلة التنويري.
-3-
وهذه الخواطر تقودنا إلى مسألة مهمة جداً، وهي أننا في العصر الحديث سرنا ndash; عامةً ونخباً، غوغاء ومثقفين - وراء السراب السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي قاده عبد الناصر، ونكصنا عن السير وراء الواقعية والعقلانية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي قادها لأول وآخر مرة في تاريخ العرب الحديث الحبيب بورقيبة. فأضعنا فرصة حضارية لا تعوّض، كما سبق وأضعنا فرصاً سياسية لا تعوّض، برفضنا قرارات الأمم المتحدة المختلفة بشأن فلسطين.
-4-
قارنوا بين عبد الناصر في مصر، الذي كان يملك القوة السياسية الفائقة، والماكينة الإعلامية العربية الهائلة، ولكنه ndash; للأسف الشديد - لم يكن يملك مشروعاً نهضوياً شجاعاً وواقعياً، كالحبيب بورقيبة؟
ففي الوقت الذي كانت فيه زعامة عبد الناصر قائمة على الشعارات السياسية الرومانسية، والخطابات الشعبوية، ودغدغة العواطف، ومخاطبة الجماهير بما تحب أن تسمع، لا بما يجب عليها أن تسمع، كانت زعامة بورقيبة تقوم على العقل، والنقد الذاتي للواقع الجماهيري التونسي، ونقد كل التأويلات والتفسيرات التاريخية التي تراكمت كالكلس المتحجّر على النصوص المقدسة، وأخفت بريقها الإنساني، وأظهرت ظلام خطاب المفسرين، والمؤرخين، والحواريين، والأصوليين المتشددين.
فعبد الناصر كان يسعى لزعامة الأمة العربية، وقيادة قطعان من الأنعام في الشوارع العربية، بينما كان بورقيبة يسعى لإصلاح الأمة العربية، وردِّ عقلها إليها، بعد أن خطفه السحر والشعوذة والتدين الشعبي، كما قال - ما معناه - الباحث الفلسطيني أسعد عبد الرحمن في كتابه (الإنماء السياسي في التجربتين الناصرية والبورقيبة، ص65، 1977).
-5-
فتخيّلوا معي، لو أن بورقيبة بمشروعه التنويري النهضوي، وبثقافته الواسعة، وبعقله التنويري، كان يحكم مصر بحجمها ومكانتها في العالم العربي، وفي دول العالم الثالث، وبماكينتها الإعلامية الضخمة بدل عبد الناصر،، واستطاع أن يحقق في مصر ما حققه في تونس، من إعطاء المرأة حقوقها، وخلع حجابها، ومساواتها بالإرث والشهادة مع الرجل، وبعدم طلاقها إلا في المحكمة أمام القاضي، وإصلاح التعليم، والتعليم الديني خاصة في الجامعة الزيتونية (أزهر المغرب العربي)، وإصلاح القضاء.. الخ. إضافة إلى أن بورقيبة كان بالتأكيد سوف ndash; بواقعيته الشجاعة التي قرأناها في كتاب لطفي حجّي quot;بورقيبة والإسلامquot; ndash; يوقف انفجار القنبلة الديمغرافية التي انفجرت في مصر منذ سنوات، ووصلت بسكان مصر إلى أكثر من 75 مليوناً إلى الآن، وتهدد كل خطط التنمية، وتلتهم الأخضر واليابس، وتضع أكثر من 70% من سكان مصر، تحت خط الفقر.
فكيف سيكون حال مصر الآن، لو أن واحداً كبورقيبه حكمها بدل عبد الناصر؟
بل كيف سيكون حال العالم العربي الآن؟
إن هذا الافتراض ndash; الذي نأمل أن نقوم به يوماً - بحاجة إلى تطبيق نظرية quot;الواقع المضادquot; التاريخية Counterfactual التي سبق وطبقناها في كتابنا (لو لم يظهر الإسلام، ما حال العرب الآن؟ 2002).
-6-
ومرة أخرى، لا مجال لتحقيق الحداثة إلا بسلطان شجاع ومثقف. كما لم تنتشر أية أيديولوجية في التاريخ البشري إلا بسلطان. ومسؤولية التنويريين الكبرى والتاريخية اليوم، هي ردم الهوة بين الأمير والمثقف، كما نادى سعد الدين إبراهيم في الثمانينات من خلال كتابه المهم (تجسير الفجوة بين صانعي القرارات والمفكرين العرب، 1984) ودعم كل سلطان، لديه بوادر إصلاح، أو بارقة أمل في الحداثة، والاقتراب منه، لإقناعه ودعمه وتنويره أكثر فأكثر بجدوى الإصلاح وأهميته، والإشادة بخطواته الإصلاحية، حتى ولو كانت قصيرة وبطيئة، نتيجة للبنية الاجتماعية المتخلفة والمتكلّسة، وحتى لا ندع السلطان فريسة لخطاب الأصوليين المتطرفين والمتشددين وحدهم، ورهينة لأفكارهم الماضوية. فالأصولية الإسلامية المتطرفة والمتشددة، ترصد الخطوات التنويرية بعناية فائقة، ولديها من الأسلحة الدينية الفتاكة الكم الكبير، لكي تعيق وتوقف كل خطوة نهضوية، تسير في طريق الحداثة، وتُشكِّل خطراً على امتيازاتها المختلفة.
-7-
وهذه الوقائع التاريخية - بما فيها ما ذكرناه في مقالنا السابق quot;ضرورة السلطان لتحقيق الحداثةquot;- تشير إلى أن تحقيق الحداثة بدون قوة سياسية، لن تفلح ولن تنجح، وغير ممكنة. ولو نظرنا حولنا في إيران، والخليج العربي، وغزة، وجنوب لبنان، وجنوب العراق، لوجدنا أن الأصولية الدينية المتطرفة، لم تطغَ هذا الطغيان الحالي المشهود، إلا بفضل قوى سياسية مختلفة، تسندها، وتدعمها، وتدفعها إلى التقدم للإمام. وهذا هو حال الإيديولوجيات الرئيسية في العالم كالرأسمالية والاشتراكية، التي رأينا تطبيقات واضحة لها على أرض الواقع، من خلال القوى السياسية العظمى المختلفة في الشرق والغرب، التي أفسحت الطريق لهذه التطبيقات، وساندتها، وحمتها.
-8-
فالحداثة العربية اليوم، بحاجة إلى مأمون جديد، وواثق جديد، ونابليون جديد، ومحمد علي باشا آخر، وبورقيبة جديد، لكي تُطبّق ما في الكتب والرؤوس والصدور الحداثية العربية، على أرض الواقع العربي.
فما أكثر مفكري التنوير والنهضة العربية اليوم، وما أقل سلاطين التنوير والنهضة العربية اليوم!
وكان الأمل معقوداً على حملة quot;حرية العراقquot; 2003، وعلى نابليون الثاني (الرئيس بوش). ولكن السنوات الخمس الماضية، أثبتت أن الأرض العراقية، لم تكن جاهزة لمثل هذا الإنبات الحداثي بما فيه الكفاية، نتيجة لسنوات الطغيان والقهر والديكتاتورية الطويلة، التي مرت في العراق، منذ أن حكمها العباسيون عام 750م إلى اليوم. كما أن الرئيس بوش لم يكن علمانياً وحداثياً، بالقدر الذي كان عليه نابليون بونابرت في القرن الثامن عشر، إضافة إلى أن النخب السياسية العراقية التي تولّت الحكم بعد 2003، لم تصل إلى قامة محمد علي باشا، والحبيب بورقيبة العلمانية والحداثية، بل كانت على عكس من ذلك، وكما رأيناها ونراها الآن، عبارة عن طبقة دينية أصولية، لكن بدون عمائم سوداء وبيضاء.
السلام عليكم.
لم تدم فترة التنوير التطبيقي العربي في التاريخ العربي القديم والحديث أكثر من 63 سنة. منها 33 سنة في العهد العباسي الأول، الذي قام به الخليفة المأمون (813-833)، والخليفة المعتصم (833-842)، والخليفة الواثق (842-846). والمدة الباقية، وهي 30 سنة تمّت في تونس، في العصر الحديث، في عهد الرئيس التنويري النهضوي الحبيب بورقيبة (1957-1987). فيكون الحاصل 63 سنة فقط من التنوير التطبيقي مقابل 1500 سنة من تاريخ العرب منذ ظهور الإسلام حتى اليوم. وهذه السنوات القليلة، كافية لأن تُعطينا فكرة كاملة عن الظلام الذي عاشه العرب، والمتجلّي بفرض الأيديولوجية الواحدة والفكرة الواحدة والطريق الواحد، وتجيب على كثير من الأسئلة المطروحة اليوم على العرب، والتي مُجملها:
لماذا العرب في هذا التخلف، وهذا الهوان حتى الآن؟
-2-
إذ لم يجد المثقف التنويري النهضوي السلطان النهضوي المثقف على غرار الخلفاء العباسيين المأمون، والمعتصم، والواثق، والرئيس التونسي بورقيبة، لتطبيق مشروعه التنويري، فسيبقى كلام المثقف عبارة عن مقولات، وحكم، وخُطب فقط، في دفاتر الأحوال.
فقد شهدنا ذلك الكم الكبير من الخطاب النهضوي، الذي تمَّ إنتاجه في أواخر القرن التاسع عشر، وطوال القرن العشرين، من خلال ثلاثة أو أربعة أجيال من النهضويين، فهل تمَّ تطبيق أي حرف منه، ما عدا ما تمّ في عهد الحبيب بورقيبة؟
والسبب، أن المثقف لم يجد السلطان، الذي يمكن أن يتبنى خطابه، ويملك القوة والشجاعة السياسية الكافية، لكي يُطبّق مشروعه النهضوي، كما فعل الخليفة المأمون، ومن بعده الخليفة المعتصم (جهد قليل جداً) والواثق، ومن خلال خطاب المعتزلة التنويري.
-3-
وهذه الخواطر تقودنا إلى مسألة مهمة جداً، وهي أننا في العصر الحديث سرنا ndash; عامةً ونخباً، غوغاء ومثقفين - وراء السراب السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي قاده عبد الناصر، ونكصنا عن السير وراء الواقعية والعقلانية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي قادها لأول وآخر مرة في تاريخ العرب الحديث الحبيب بورقيبة. فأضعنا فرصة حضارية لا تعوّض، كما سبق وأضعنا فرصاً سياسية لا تعوّض، برفضنا قرارات الأمم المتحدة المختلفة بشأن فلسطين.
-4-
قارنوا بين عبد الناصر في مصر، الذي كان يملك القوة السياسية الفائقة، والماكينة الإعلامية العربية الهائلة، ولكنه ndash; للأسف الشديد - لم يكن يملك مشروعاً نهضوياً شجاعاً وواقعياً، كالحبيب بورقيبة؟
ففي الوقت الذي كانت فيه زعامة عبد الناصر قائمة على الشعارات السياسية الرومانسية، والخطابات الشعبوية، ودغدغة العواطف، ومخاطبة الجماهير بما تحب أن تسمع، لا بما يجب عليها أن تسمع، كانت زعامة بورقيبة تقوم على العقل، والنقد الذاتي للواقع الجماهيري التونسي، ونقد كل التأويلات والتفسيرات التاريخية التي تراكمت كالكلس المتحجّر على النصوص المقدسة، وأخفت بريقها الإنساني، وأظهرت ظلام خطاب المفسرين، والمؤرخين، والحواريين، والأصوليين المتشددين.
فعبد الناصر كان يسعى لزعامة الأمة العربية، وقيادة قطعان من الأنعام في الشوارع العربية، بينما كان بورقيبة يسعى لإصلاح الأمة العربية، وردِّ عقلها إليها، بعد أن خطفه السحر والشعوذة والتدين الشعبي، كما قال - ما معناه - الباحث الفلسطيني أسعد عبد الرحمن في كتابه (الإنماء السياسي في التجربتين الناصرية والبورقيبة، ص65، 1977).
-5-
فتخيّلوا معي، لو أن بورقيبة بمشروعه التنويري النهضوي، وبثقافته الواسعة، وبعقله التنويري، كان يحكم مصر بحجمها ومكانتها في العالم العربي، وفي دول العالم الثالث، وبماكينتها الإعلامية الضخمة بدل عبد الناصر،، واستطاع أن يحقق في مصر ما حققه في تونس، من إعطاء المرأة حقوقها، وخلع حجابها، ومساواتها بالإرث والشهادة مع الرجل، وبعدم طلاقها إلا في المحكمة أمام القاضي، وإصلاح التعليم، والتعليم الديني خاصة في الجامعة الزيتونية (أزهر المغرب العربي)، وإصلاح القضاء.. الخ. إضافة إلى أن بورقيبة كان بالتأكيد سوف ndash; بواقعيته الشجاعة التي قرأناها في كتاب لطفي حجّي quot;بورقيبة والإسلامquot; ndash; يوقف انفجار القنبلة الديمغرافية التي انفجرت في مصر منذ سنوات، ووصلت بسكان مصر إلى أكثر من 75 مليوناً إلى الآن، وتهدد كل خطط التنمية، وتلتهم الأخضر واليابس، وتضع أكثر من 70% من سكان مصر، تحت خط الفقر.
فكيف سيكون حال مصر الآن، لو أن واحداً كبورقيبه حكمها بدل عبد الناصر؟
بل كيف سيكون حال العالم العربي الآن؟
إن هذا الافتراض ndash; الذي نأمل أن نقوم به يوماً - بحاجة إلى تطبيق نظرية quot;الواقع المضادquot; التاريخية Counterfactual التي سبق وطبقناها في كتابنا (لو لم يظهر الإسلام، ما حال العرب الآن؟ 2002).
-6-
ومرة أخرى، لا مجال لتحقيق الحداثة إلا بسلطان شجاع ومثقف. كما لم تنتشر أية أيديولوجية في التاريخ البشري إلا بسلطان. ومسؤولية التنويريين الكبرى والتاريخية اليوم، هي ردم الهوة بين الأمير والمثقف، كما نادى سعد الدين إبراهيم في الثمانينات من خلال كتابه المهم (تجسير الفجوة بين صانعي القرارات والمفكرين العرب، 1984) ودعم كل سلطان، لديه بوادر إصلاح، أو بارقة أمل في الحداثة، والاقتراب منه، لإقناعه ودعمه وتنويره أكثر فأكثر بجدوى الإصلاح وأهميته، والإشادة بخطواته الإصلاحية، حتى ولو كانت قصيرة وبطيئة، نتيجة للبنية الاجتماعية المتخلفة والمتكلّسة، وحتى لا ندع السلطان فريسة لخطاب الأصوليين المتطرفين والمتشددين وحدهم، ورهينة لأفكارهم الماضوية. فالأصولية الإسلامية المتطرفة والمتشددة، ترصد الخطوات التنويرية بعناية فائقة، ولديها من الأسلحة الدينية الفتاكة الكم الكبير، لكي تعيق وتوقف كل خطوة نهضوية، تسير في طريق الحداثة، وتُشكِّل خطراً على امتيازاتها المختلفة.
-7-
وهذه الوقائع التاريخية - بما فيها ما ذكرناه في مقالنا السابق quot;ضرورة السلطان لتحقيق الحداثةquot;- تشير إلى أن تحقيق الحداثة بدون قوة سياسية، لن تفلح ولن تنجح، وغير ممكنة. ولو نظرنا حولنا في إيران، والخليج العربي، وغزة، وجنوب لبنان، وجنوب العراق، لوجدنا أن الأصولية الدينية المتطرفة، لم تطغَ هذا الطغيان الحالي المشهود، إلا بفضل قوى سياسية مختلفة، تسندها، وتدعمها، وتدفعها إلى التقدم للإمام. وهذا هو حال الإيديولوجيات الرئيسية في العالم كالرأسمالية والاشتراكية، التي رأينا تطبيقات واضحة لها على أرض الواقع، من خلال القوى السياسية العظمى المختلفة في الشرق والغرب، التي أفسحت الطريق لهذه التطبيقات، وساندتها، وحمتها.
-8-
فالحداثة العربية اليوم، بحاجة إلى مأمون جديد، وواثق جديد، ونابليون جديد، ومحمد علي باشا آخر، وبورقيبة جديد، لكي تُطبّق ما في الكتب والرؤوس والصدور الحداثية العربية، على أرض الواقع العربي.
فما أكثر مفكري التنوير والنهضة العربية اليوم، وما أقل سلاطين التنوير والنهضة العربية اليوم!
وكان الأمل معقوداً على حملة quot;حرية العراقquot; 2003، وعلى نابليون الثاني (الرئيس بوش). ولكن السنوات الخمس الماضية، أثبتت أن الأرض العراقية، لم تكن جاهزة لمثل هذا الإنبات الحداثي بما فيه الكفاية، نتيجة لسنوات الطغيان والقهر والديكتاتورية الطويلة، التي مرت في العراق، منذ أن حكمها العباسيون عام 750م إلى اليوم. كما أن الرئيس بوش لم يكن علمانياً وحداثياً، بالقدر الذي كان عليه نابليون بونابرت في القرن الثامن عشر، إضافة إلى أن النخب السياسية العراقية التي تولّت الحكم بعد 2003، لم تصل إلى قامة محمد علي باشا، والحبيب بورقيبة العلمانية والحداثية، بل كانت على عكس من ذلك، وكما رأيناها ونراها الآن، عبارة عن طبقة دينية أصولية، لكن بدون عمائم سوداء وبيضاء.
السلام عليكم.
التعليقات