-1-
يبدو أن حركة التنوير العربية ndash; الإسلامية، سوف تأتينا هذه المرة من المغرب العربي، كما سبق وجاءتنا من الأندلس. فبعد أن كان المشرق العربي هو مهبط الوحي، وأرض الإسلام، فإن المغرب العربي (الجزائر، المغرب، تونس) ستكون منبع حركة الإصلاح الديني، وحركة التنوير العربية، بعد أن جفَّ المشرق، ولم يعد فيه غير رجال الدين الأصوليين (الأشاعرة الجُدد) يصولون، ويجولون، تساندهم مؤسسات دينية أصولية، وبعد أن كان المشرق منبع ومهد الجماعات الإسلاموية المتطرفة كحركة الإخوان المسلمين، والجماعات الإسلاموية الأخرى. ويكفي المشرق العربي، أن يخرج منه ابن لادن، وأنصار quot;القاعدةquot;. في حين أن المغرب العربي قد ضجَّ وامتلأ بالمصلحين الدينيين العصريين (المعتزلة الجُدد)، وبمفكري الحداثة والتنوير العربي. فمن الجزائر، جاء إلينا محمد أركون، ومالك بن نبي، ومالك شبل، وغيرهم. ومن المغرب، جاء إلينا عبد الله العروي، وعبده الفيلالي الأنصاري، وطه عبد الرحمن، وكمال عبد اللطيف، ومحمد عابد الجابري. ومن تونس خرج لنا الطاهر عاشور، والعفيف الأخضر، ومحمد وعبد المجيد الشرفي، ومحمد طالبي، وغيرهم. ولكل واحد من هؤلاء اسهامات كبيرة في دعوة الإصلاح الديني وحركة التنوير العربية، التي أصبح المغرب العربي بدوله الثلاث، يقود الآن هذه الحركة، بعد أن كانت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في المشرق العربي، متمثلاً بمصر وبلاد الشام. ولكل هذا أسبابه وعوامله المنظورة وغير المنظورة، والتي نأمل أن نتحدث عنها في مقال لاحق. ولكن، لا شك بأن الحرية الدينية، والحرية السياسية النسبية، وحرية التفكير، ونظام التعليم التقدمي بعد الاستقلال، وإصلاح التعليم الديني، وعلاقة المغرب العربي الثقافية المتينة بفرنسا، ووجود قادة سياسيين يؤمنون بالتنوير والحداثة كالحبيب بورقيبة، كانت من ضمن الأسباب، التي نقلت مركز قيادة الإصلاح الديني والتنوير العربي- الإسلامي من المشرق العربي إلى المغرب العربي. وهذا لا يعني عدم وجود مفكرين تنويريين معاصرين في المشرق العربي، من أمثال فؤاد زكريا، ومراد وهبة، وجورج طرابيشي، وعزيز العظمة، وهاشم صالح، ونصر أبو زيد، وعبد الحميد الأنصاري، وحسن حنفي، وجلال صادق العظم، وعلي حرب، وأحمد البغدادي، وغيرهم من الأحياء في المشرق العربي. ورغم هذا، فإن كم الكتابات والإصدارات التي يطلقها مفكرو المغرب العربي التنويريون أكثر بكثير، مما يقوم به مفكرو المشرق.
يبدو أن حركة التنوير العربية ndash; الإسلامية، سوف تأتينا هذه المرة من المغرب العربي، كما سبق وجاءتنا من الأندلس. فبعد أن كان المشرق العربي هو مهبط الوحي، وأرض الإسلام، فإن المغرب العربي (الجزائر، المغرب، تونس) ستكون منبع حركة الإصلاح الديني، وحركة التنوير العربية، بعد أن جفَّ المشرق، ولم يعد فيه غير رجال الدين الأصوليين (الأشاعرة الجُدد) يصولون، ويجولون، تساندهم مؤسسات دينية أصولية، وبعد أن كان المشرق منبع ومهد الجماعات الإسلاموية المتطرفة كحركة الإخوان المسلمين، والجماعات الإسلاموية الأخرى. ويكفي المشرق العربي، أن يخرج منه ابن لادن، وأنصار quot;القاعدةquot;. في حين أن المغرب العربي قد ضجَّ وامتلأ بالمصلحين الدينيين العصريين (المعتزلة الجُدد)، وبمفكري الحداثة والتنوير العربي. فمن الجزائر، جاء إلينا محمد أركون، ومالك بن نبي، ومالك شبل، وغيرهم. ومن المغرب، جاء إلينا عبد الله العروي، وعبده الفيلالي الأنصاري، وطه عبد الرحمن، وكمال عبد اللطيف، ومحمد عابد الجابري. ومن تونس خرج لنا الطاهر عاشور، والعفيف الأخضر، ومحمد وعبد المجيد الشرفي، ومحمد طالبي، وغيرهم. ولكل واحد من هؤلاء اسهامات كبيرة في دعوة الإصلاح الديني وحركة التنوير العربية، التي أصبح المغرب العربي بدوله الثلاث، يقود الآن هذه الحركة، بعد أن كانت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في المشرق العربي، متمثلاً بمصر وبلاد الشام. ولكل هذا أسبابه وعوامله المنظورة وغير المنظورة، والتي نأمل أن نتحدث عنها في مقال لاحق. ولكن، لا شك بأن الحرية الدينية، والحرية السياسية النسبية، وحرية التفكير، ونظام التعليم التقدمي بعد الاستقلال، وإصلاح التعليم الديني، وعلاقة المغرب العربي الثقافية المتينة بفرنسا، ووجود قادة سياسيين يؤمنون بالتنوير والحداثة كالحبيب بورقيبة، كانت من ضمن الأسباب، التي نقلت مركز قيادة الإصلاح الديني والتنوير العربي- الإسلامي من المشرق العربي إلى المغرب العربي. وهذا لا يعني عدم وجود مفكرين تنويريين معاصرين في المشرق العربي، من أمثال فؤاد زكريا، ومراد وهبة، وجورج طرابيشي، وعزيز العظمة، وهاشم صالح، ونصر أبو زيد، وعبد الحميد الأنصاري، وحسن حنفي، وجلال صادق العظم، وعلي حرب، وأحمد البغدادي، وغيرهم من الأحياء في المشرق العربي. ورغم هذا، فإن كم الكتابات والإصدارات التي يطلقها مفكرو المغرب العربي التنويريون أكثر بكثير، مما يقوم به مفكرو المشرق.
من اليمين lsquo;لى اليسار: الأخضر، ابو زيد، العظم، الأنصاري وحنفي |
-2-
ولا شك أن بُعد المغرب العربي الجغرافي، عن الصراع العربي- الإسرائيلي، وعن الديكتاتوريات العسكرية، في مصر، والعراق، وسوريا، واليمن، والسودان، ودعاوى القومية العربية التي قامت به أحزاب مشرقية، وعلى رأسها حزب البعث في سوريا والعراق، وحركة القوميين العرب في بلاد الشام والخليج، وغيرهما من الأحزاب القومية الصغيرة، وبُعد المغرب العربي النسبي عن هذا الانهماك القومي، إضافة للانهماك الإسلاموي بفعل حركة الإخوان المسلمين والجماعات الدينية الأخرى، كان من الأسباب التي جعلت حركة الإصلاح الديني والتنوير العربي- الإسلامي أقوى بكثير مما هي في المشرق العربي، الذي كان لمدة نصف قرن، يركض خلف سراب، يقوده عبد الناصر، وحافظ الأسد، وعلي عبد الله صالح، وصدام حسين، وياسر عرفات، وحفنة من الضباط السودانيين.
ولا شك أن بُعد المغرب العربي الجغرافي، عن الصراع العربي- الإسرائيلي، وعن الديكتاتوريات العسكرية، في مصر، والعراق، وسوريا، واليمن، والسودان، ودعاوى القومية العربية التي قامت به أحزاب مشرقية، وعلى رأسها حزب البعث في سوريا والعراق، وحركة القوميين العرب في بلاد الشام والخليج، وغيرهما من الأحزاب القومية الصغيرة، وبُعد المغرب العربي النسبي عن هذا الانهماك القومي، إضافة للانهماك الإسلاموي بفعل حركة الإخوان المسلمين والجماعات الدينية الأخرى، كان من الأسباب التي جعلت حركة الإصلاح الديني والتنوير العربي- الإسلامي أقوى بكثير مما هي في المشرق العربي، الذي كان لمدة نصف قرن، يركض خلف سراب، يقوده عبد الناصر، وحافظ الأسد، وعلي عبد الله صالح، وصدام حسين، وياسر عرفات، وحفنة من الضباط السودانيين.
-3-
مالك شبل واحد من المفكرين التنويريين الجزائريين، الداعين إلى الإصلاح الديني، والنهضة الفكرية العربية. وقد أصدر حتى الآن ثلاثة كتب مهمة كان آخرها عام 2007 quot;الإسلام مشروحاً كما يراه مالك شبلquot; وقبل هذا، كان قد أصدر كتابين: quot;بيان من أجل إسلام التنوير، 2004quot;، و quot;الإسلام والعقل: معركة الأفكار، 2005quot;، وهو الكتاب الذي عرضه المفكر السوري هاشم صالح، في كتابه quot;معضلة الأصولية الإسلاميةquot;.
وأهمية هؤلاء المفكرين في المغرب العربي، الذين سبق واستعرضنا بعض أسمائهم، أنهم في معظمهم مؤمنون غير ملحدين، ويعتبرون الإسلام الدين الكبير، والعريق في تراثه الحضاري، وأنهم ينكرون الإرهاب والعنف على الإسلام، ويخلصون في دعوتهم هذه، في الغرب وخاصة في فرنسا. ويحاولون في كل ما يكتبون، الكشف عن آليات عقلانية لإعادة قراءة الإسلام من جديد. وهم من جانب آخر، ومعهم مالك شبل، يعتبرون بأن العرب الآن أمة متخلفة، وجاهلة، ومتعصبة، وذات أفق ضيق، لذا فهم جاءوا لكي يوسّعوا من أفق العرب، ويدفعون بهم إلى التقدم والتسامح واحترام الآخر. وأن الإسلام كدين، لا علاقة له بكل هذه المصائب والكوارث، التي تحلُّ بالعرب، نتيجة لعوامل مختلفة، لا علاقة للإسلام - الدين الحقيقي - بها، بقدر ما هي مسؤولية المفسرين، والمؤرخين، والمعقبين، والشارحين، والخلفاء، والأوصياء، على الإسلام والمسلمين. وهؤلاء هم الذين خطفوا الإسلام وفعلوا فيه ما هو عليه الآن. والأمل كل الأمل، بمفكري المغرب العربي، لكي يُخرجوا الإسلام من عنق الزجاجة، ويُخرجوا العرب من غياهب هذا الجُبِّ العميق، الذي رموا فيه أنفسهم. ولا يمكن أن يكون الدين، الذي أدخل العرب في التاريخ ndash; كما قال هاشم صالح - قبل 15 قرناً، أن يكون هو نفسه الدين الذي أخرج العرب الآن من التاريخ. وعنق الزجاجة وغياهب الجُببِّ هما، تربية العرب على قراءة الإسلام من فوق التاريخ، وليس من خلاله. والطريق إلى الخلاص من كل هذا، هو إخضاع المقدس، لعلوم التاريخ، والألسنيات، والفلسفة، وعلم الأديان المقارنة، وعلم اللغويات، وعلم النفس. ولنا أن نتصور، أننا لم نبدأ حتى الآن بداية قوية بكل هذا. بل إن المناداة بوسائل هذا الخلاص، تُعتبر في بعض البلدان العربية كفراً وزندقة، ويُقام على المنادي بها حدّ الجلد أو القتل.
مالك شبل واحد من المفكرين التنويريين الجزائريين، الداعين إلى الإصلاح الديني، والنهضة الفكرية العربية. وقد أصدر حتى الآن ثلاثة كتب مهمة كان آخرها عام 2007 quot;الإسلام مشروحاً كما يراه مالك شبلquot; وقبل هذا، كان قد أصدر كتابين: quot;بيان من أجل إسلام التنوير، 2004quot;، و quot;الإسلام والعقل: معركة الأفكار، 2005quot;، وهو الكتاب الذي عرضه المفكر السوري هاشم صالح، في كتابه quot;معضلة الأصولية الإسلاميةquot;.
وأهمية هؤلاء المفكرين في المغرب العربي، الذين سبق واستعرضنا بعض أسمائهم، أنهم في معظمهم مؤمنون غير ملحدين، ويعتبرون الإسلام الدين الكبير، والعريق في تراثه الحضاري، وأنهم ينكرون الإرهاب والعنف على الإسلام، ويخلصون في دعوتهم هذه، في الغرب وخاصة في فرنسا. ويحاولون في كل ما يكتبون، الكشف عن آليات عقلانية لإعادة قراءة الإسلام من جديد. وهم من جانب آخر، ومعهم مالك شبل، يعتبرون بأن العرب الآن أمة متخلفة، وجاهلة، ومتعصبة، وذات أفق ضيق، لذا فهم جاءوا لكي يوسّعوا من أفق العرب، ويدفعون بهم إلى التقدم والتسامح واحترام الآخر. وأن الإسلام كدين، لا علاقة له بكل هذه المصائب والكوارث، التي تحلُّ بالعرب، نتيجة لعوامل مختلفة، لا علاقة للإسلام - الدين الحقيقي - بها، بقدر ما هي مسؤولية المفسرين، والمؤرخين، والمعقبين، والشارحين، والخلفاء، والأوصياء، على الإسلام والمسلمين. وهؤلاء هم الذين خطفوا الإسلام وفعلوا فيه ما هو عليه الآن. والأمل كل الأمل، بمفكري المغرب العربي، لكي يُخرجوا الإسلام من عنق الزجاجة، ويُخرجوا العرب من غياهب هذا الجُبِّ العميق، الذي رموا فيه أنفسهم. ولا يمكن أن يكون الدين، الذي أدخل العرب في التاريخ ndash; كما قال هاشم صالح - قبل 15 قرناً، أن يكون هو نفسه الدين الذي أخرج العرب الآن من التاريخ. وعنق الزجاجة وغياهب الجُببِّ هما، تربية العرب على قراءة الإسلام من فوق التاريخ، وليس من خلاله. والطريق إلى الخلاص من كل هذا، هو إخضاع المقدس، لعلوم التاريخ، والألسنيات، والفلسفة، وعلم الأديان المقارنة، وعلم اللغويات، وعلم النفس. ولنا أن نتصور، أننا لم نبدأ حتى الآن بداية قوية بكل هذا. بل إن المناداة بوسائل هذا الخلاص، تُعتبر في بعض البلدان العربية كفراً وزندقة، ويُقام على المنادي بها حدّ الجلد أو القتل.
-4-
مالك شبل في كتابه المذكور، يتمنى أن يكون بيننا فرقة كفرقة المعتزلة، بفكرها النير، وحريتها في التفكير، وأن يكون لدينا حكام كالخليفة المأمون والمعتصم والواثق. والمعتزلة كانوا على عكس ما يتهمهم به الأشاعرة ( فرقة كلامية من أهل السُنَّة والجماعة، سموا بالأشاعرة، نسبة لأبي الحسن الأشعري 873-935م ، الذي كان من المعتزلة، وتعلم منهم علم الكلام والفلسفة، ثم انشق عنهم في الأربعين من عمره) الذين قاموا بانقلاب فكري عليهم، لم يخرجوا عن القرآن، وإنما كانوا مؤمنين به. وهم وحدهم من عرف وفهم روح القرآن. وهم أول من قال في الإسلام، بأن الإنسان حر طليق، وهو الذي يخلق أفعاله (بينما يقول الأشاعرة أن أفعال العباد مخلوقة)، وأن الله لا يتدخل في اختيار الإنسان. وهذا الاختيار الحر هو الذي جعل الإنسان مسئولاً عن أفعاله. فلا مسئولية بدون حرية. ومن يقرأ حوليات وأدبيات المعتزلة، يقرأ العقل العربي- الإسلامي، بآفاقه الرحبة الواسعة، ويقرأ العقلانية السامية في النظر إلى الإنسان، والدين، والكون. والمعتزلة، هي الفرقة التي رفضت القراءة الحرفية للقرآن، وأصرت على القراءة المجازية. ولكن الحنابلة والأشاعرة انتصروا في النهاية على المعتزلة، وسبب ذلك، أن الحنابلة لم يكونوا فلاسفة كالمعتزلة، وكانوا قريبين من العامة، ومنطقهم.
مالك شبل في كتابه المذكور، يتمنى أن يكون بيننا فرقة كفرقة المعتزلة، بفكرها النير، وحريتها في التفكير، وأن يكون لدينا حكام كالخليفة المأمون والمعتصم والواثق. والمعتزلة كانوا على عكس ما يتهمهم به الأشاعرة ( فرقة كلامية من أهل السُنَّة والجماعة، سموا بالأشاعرة، نسبة لأبي الحسن الأشعري 873-935م ، الذي كان من المعتزلة، وتعلم منهم علم الكلام والفلسفة، ثم انشق عنهم في الأربعين من عمره) الذين قاموا بانقلاب فكري عليهم، لم يخرجوا عن القرآن، وإنما كانوا مؤمنين به. وهم وحدهم من عرف وفهم روح القرآن. وهم أول من قال في الإسلام، بأن الإنسان حر طليق، وهو الذي يخلق أفعاله (بينما يقول الأشاعرة أن أفعال العباد مخلوقة)، وأن الله لا يتدخل في اختيار الإنسان. وهذا الاختيار الحر هو الذي جعل الإنسان مسئولاً عن أفعاله. فلا مسئولية بدون حرية. ومن يقرأ حوليات وأدبيات المعتزلة، يقرأ العقل العربي- الإسلامي، بآفاقه الرحبة الواسعة، ويقرأ العقلانية السامية في النظر إلى الإنسان، والدين، والكون. والمعتزلة، هي الفرقة التي رفضت القراءة الحرفية للقرآن، وأصرت على القراءة المجازية. ولكن الحنابلة والأشاعرة انتصروا في النهاية على المعتزلة، وسبب ذلك، أن الحنابلة لم يكونوا فلاسفة كالمعتزلة، وكانوا قريبين من العامة، ومنطقهم.
-5-
والتاريخ اليوم يعيد نفسه. فالإخوان المسلمون وكل الحركات الإسلاموية (الأشاعرة الجُدد)، أقرب للعامة من التنويريين المنعزلين، والمتقوقعين داخل كتبهم، وندواتهم، ومواقعهم المحدودة على الانترنت. في حين تغلغلت الأصولية الإسلامية في صفوف السواد الأعظم من الناس، من خلال كل الوسائل الإعلامية المتاحة. وهم يخاطبون الناس بكلام سهل وبسيط يفهمونه، على عكس معظم التنويريين (المعتزلة الجُدد) الذين يترفعون عن الكتابة في الصحافة اليومية (صلاة الصبح كما أطلق عليها هيجل)، والاشتراك في البرامج التلفزيونية- وهي الطريق السريع إلى العامة - ما عدا قلة منهم كالعفيف الأخضر، وعبد الحميد الأنصاري، وأحمد البغدادي، وهاشم صالح، وغيرهم.
والتاريخ اليوم يعيد نفسه. فالإخوان المسلمون وكل الحركات الإسلاموية (الأشاعرة الجُدد)، أقرب للعامة من التنويريين المنعزلين، والمتقوقعين داخل كتبهم، وندواتهم، ومواقعهم المحدودة على الانترنت. في حين تغلغلت الأصولية الإسلامية في صفوف السواد الأعظم من الناس، من خلال كل الوسائل الإعلامية المتاحة. وهم يخاطبون الناس بكلام سهل وبسيط يفهمونه، على عكس معظم التنويريين (المعتزلة الجُدد) الذين يترفعون عن الكتابة في الصحافة اليومية (صلاة الصبح كما أطلق عليها هيجل)، والاشتراك في البرامج التلفزيونية- وهي الطريق السريع إلى العامة - ما عدا قلة منهم كالعفيف الأخضر، وعبد الحميد الأنصاري، وأحمد البغدادي، وهاشم صالح، وغيرهم.
السلام عليكم.
التعليقات