-1-
تنشط في هذه الأيام دعوات السلام مع إسرائيل، على غير العادة، مما كان قائماً في الستينات والسبعينات، وغلبة شعار ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة. وهو قول صحيح إلى حد ما، فيما لو مَلَكَ العرب القوة العسكرية والعلمية الحقيقة.
ولكن أين هي القوة العسكرية العربية، التي تضاهي القوة العسكرية الإسرائيلية؟
لذا، لم يكن أمام العرب من خيار غير خيار السلام، والسلام الوهمي الكاذب والرخيص، الذي تستطيع الزعامات العربية أن تسوّقه على إسرائيل، وتبادله بالأرض الغالية، كما فعل السادات في اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، وكما فعل الملك حسين في اتفاقية وادي عربة 1994. وكان أن إسرائيل (أكلت مقلب) السلام العربي، وتنازلت عن الأرض الغالية، مقابل السلام الرخيص.
-2-
هذه ليست دعوة لإسرائيل ndash; والعياذ بالله ndash; لكي تكفَّ عن دعوة السلام العربي مقابل استرجاع الأرض. فالسلام الآن مفيد للعرب وغير مفيد لإسرائيل في المدى القصير، ولا أقول أنه مضر بإسرائيل. فالسلام الآن بين العرب وإسرائيل ومنذ نصف قرن؛ أي منذ حرب 1967 لم يعد مفيداً لإسرائيل، بقدر ما هو مفيد للعرب. فإسرائيل في مصر والأردن ndash; مثلاً ndash; وبرغم السلام الرسمي مع هاتين الدولتين، لا تستطيع أن تشترك في معرض الكتاب الدولي هنا وهناك، وهو أضعف الإيمان، ولا تستطيع أن تقيم أي مناسبة وطنية يحضرها سياسيون وصحافيون ومثقفون مصريون أو أردنيون في القاهرة أو في عمان. ولكن إسرائيل تصرُّ على السلام، لعل وعسى يمكنها - ولو قليلاً - من توفير بعض النفقات العسكرية وتوجيهها وجهة إنمائية أخرى. في حين أن السلام بالنسبة للعرب مفيد كل الفائدة. وفائدته الكبرى أن تسترجع بعض الدول العربية أراضيها التي احتلت في حروب ماضية مع إسرائيل، كما فعلت مصر والأردن في السابق (لم يتم استعادة الضفة الغربية، لأنها ليست أراضٍ أردنية أصلاً، وإنما ضُمت إلى الأردن عام 1951، واحتلتها إسرائيل عام 1967). وتقليص النفقات العسكرية، وتوجيهها نحو التنمية المختلفة.
-3-
الدلال والتمنُّع الذي تسوقه إسرائيل على بعض الدول العربية الآن، ومنها سوريا، هو دلال وتمنُّع الزوجة عن زوجها، في ليلة عرسها. ولكن في إسرائيل من المخططين الاستراتيجيين العدد الكبير، الذي يقول إن السلام العربي ndash; الإسرائيلي الرسمي الآن غير مفيد، ولكنه مفيد بعد مائة سنة من الآن، عندما يتحول إلى سلام شعبي، ويتم التطبيع الكامل معه. فلو تمَّ توقيع اتفاقيات سلام مع باقي الدول العربية فستكون إسرائيل قد حققت السلام الرسمي بذلك، وخطت خطوتها الأولى نحو السلام الشعبي الذي لا يمكن أن يتم بدون السلام الرسمي مع الأنظمة العربية.
-4-
فالسلام المصري ndash; الإسرائيلي الرسمي مع النظام المصري، لم يفد إسرائيل بشيء، وإنما أفاد مصر، بأن استرجعت أراضيها في سيناء، وحصلت على معونة سنوية أمريكية بأكثر من مليار دولار (بلغ حجم المساعدات المالية الأمريكية لمصر منذ 1978 إلى الآن، أكثر من 60 مليار دولار). وكانت فائدة إسرائيل الآنيّة، أنها ضمنت أن أكبر دولة عربية مجاورة لها، لن تشن عليها هجوماً في يوم من الأيام، فيما لو قامت حرب بين العرب الآخرين وإسرائيل. ولكن إسرائيل تريد أيضاً السلام الشعبي مع المصريين، وهو أكثر أهمية من السلام الرسمي مع الدولة المصرية فقط. تريد التطبيع في العلاقات. تريد التبادل التجاري، والصناعي، والثقافي. فليس كافياً لإسرائيل، أن تتزوج مجموعة قليلة من الشبان المصريين من فتيات إسرائيليات، لكي يُيسر لهم العمل في إسرائيل. وليس كافياً وجود سفارة إسرائيلية في القاهرة، وأخرى مصرية في تل أبيب. وليس كافياً لإسرائيل أن يزور مصر بعض الأكاديميين الإسرائيليين كالأكاديمي المعروف في الجامعة العبرية في القدس مناحيم ميلسون، ويكتب كتاباً عن نجيب محفوظ بعنوان (نجيب محفوظ روائي وفيلسوف القاهرة، 1998)، وكذلك الأكاديمي بجامعة بن جوريون في النقب، يورام ميتال، والأكاديمي يائير حوري الذي كتب كتاباً نقدياً عن الشاعر العراقي سعدي يوسف، وغيرهم من الأكاديميين الذين يزورون مصر لتعلم العربية، والكتابة عن مصر، والالتقاء بصعوبة كبيرة مع بعض المثقفين المصريين.
فإسرائيل ما زالت مرفوضة ومكروهة ومحاربة في الشارعين المصري والأردني، وربما أكثر من الماضي. ولا سلام شعبياً معها. وزيارات الكاتب المسرحي المصري علي سالم لإسرائيل عدة مرات، وكتابته كتاباً عن هذه الزيارات، يقابل باشمئزاز، ورفض كبير من المثقفين المصريين، على مختلف توجهاتهم. فقد تمَّ طرد علي سالم من رابطة الكتاب المصريين. ولا أوافق من يقول أن هذا بسبب أن إسرائيل ما زالت ترفض المباحثات مع الفلسطينيين، وتُعيق قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وقطاع غزة. وأميل إلى الرأي الذي يقول أن العرب عموماً لا ينسون ثأرهم أبداً، وهذه من علامات بداوة العرب. فلا زالت أوروبا مكروهة حتى الآن، بسبب الحروب الصليبية التي وقعت في القرنين الثاني والثالث عشر الميلادي. ولا زالت أمريكا مكروهة وستبقى مكروهة إلى الأبد بسبب الدماء التي أريقت في فلسطين والعراق.
وظاهرة الثأر، ما زالت قيمة اجتماعية وأخلاقية مُبجَّلة في العالم العربي. ومن المعلوم أن المجتمعات كلما ازدادت رقياً وتفتحاً قلت فيها ظاهرة الثأر، التي لا زالت موجود في الريف، والبداوة العربية، والصعيد المصري، حتى الآن. فالصراعات السياسية والعسكرية التي اجتاحت الدول والشعوب الأوروبية، خلّفت من الضحايا والكوارث، أكثر بكثير مما أصاب العرب. ولكن الأوروبيين نتيجة لحضارتهم المتقدمة، نسوا البغضاء، والشحناء، والحروب المهلكة والمدمرة، التي أزهقت ملايين الأرواح، وتوحدت أوروبا، تاركة الثأر خلفها للشعوب المتخلفة، وأصبحت كتلة سياسية، واقتصادية، وصناعية عظيمة الآن.
-5-
كذلك لو سألنا أنفسنا ماذا استفادت إسرائيل من السلام مع الأردن، لوجدنا أن الأردن، هو المستفيد الأول من السلام مع إسرائيل.
فقد ضمن الأردن أولاً، أن إسرائيل لن تعتدي عليه مستقبلاً وهو الصغير والضعيف والفقير، كما كان يتم في الماضي، وبذا يوفر الأردن ملايين الدولارات التي كانت تُنفق على الجيش والسلاح، وينفقها ndash; لو توفرت الشفافية - على شؤون التنمية المختلفة. وكذلك ربح الأردن، تصدير أكثر من مليار دولار سنوياً من صناعاته الخفيفة إلى الأسواق الأمريكية، بموجب اتفاقية quot;الكويز Qizquot; (اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة) التي تعفي البضائع الأردنية من الرسوم الجمركية الأمريكية (كان حجم الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأمريكية، قبل quot;اتفاقية وادي عربةquot;، لا يتعدى خمسة ملايين دولار)، وكذلك فعلت مصر. كما تلقى الأردن معونة مالية أمريكية سنوية، تقدر بأكثر من نصف مليار دولار، نتيجة لتوقيعه quot;اتفاقية وادي عربةquot; للسلام مع إسرائيل عام 1994. وهكذا، فالعرب وإسرائيل يتسالمون وأمريكا تدفع. فأمريكا هي التي دفعت عام 1978 مليارات الدولارات لكي تُخرج إسرائيل من سيناء، بعد احتلال دام ست سنوات، بنت فيها إسرائيل المطارات وشقّت الطرق. وقالت صحيفة quot;كريتسان ساينس منيتورquot;، بأن إسرائيل كلّفت أمريكا مالياً، منذ العام 1973 مبلغ 1,6 تريليون دولار (أي 1600 مليار دولار)، أي أن كل مواطن أمريكي دفع 5700 دولار بناء على عدد سكان أمريكا اليوم. ونقلت الصحيفة عن توماس ستوفار، وهو خبير اقتصادي في واشنطن، بأن الرقم المذكور يمثل أكثر من ضعف تكلفة الحرب في فيتنام.
ويقال أن إسرائيل ستطلب من أمريكا 40 مليار دولار، إذ هي قررت الانسحاب من الجولان، وذلك ثمن ما استثمرته إسرائيل في الجولان من بنية تحتية. ولعل هذا المبلغ هو السر، وراء طلب وإصرار سوريا على أن تكون أمريكا هي الراعي لمباحثات السلام السورية ndash; الإسرائيلية.
السلام عليكم.
تنشط في هذه الأيام دعوات السلام مع إسرائيل، على غير العادة، مما كان قائماً في الستينات والسبعينات، وغلبة شعار ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة. وهو قول صحيح إلى حد ما، فيما لو مَلَكَ العرب القوة العسكرية والعلمية الحقيقة.
ولكن أين هي القوة العسكرية العربية، التي تضاهي القوة العسكرية الإسرائيلية؟
لذا، لم يكن أمام العرب من خيار غير خيار السلام، والسلام الوهمي الكاذب والرخيص، الذي تستطيع الزعامات العربية أن تسوّقه على إسرائيل، وتبادله بالأرض الغالية، كما فعل السادات في اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، وكما فعل الملك حسين في اتفاقية وادي عربة 1994. وكان أن إسرائيل (أكلت مقلب) السلام العربي، وتنازلت عن الأرض الغالية، مقابل السلام الرخيص.
-2-
هذه ليست دعوة لإسرائيل ndash; والعياذ بالله ndash; لكي تكفَّ عن دعوة السلام العربي مقابل استرجاع الأرض. فالسلام الآن مفيد للعرب وغير مفيد لإسرائيل في المدى القصير، ولا أقول أنه مضر بإسرائيل. فالسلام الآن بين العرب وإسرائيل ومنذ نصف قرن؛ أي منذ حرب 1967 لم يعد مفيداً لإسرائيل، بقدر ما هو مفيد للعرب. فإسرائيل في مصر والأردن ndash; مثلاً ndash; وبرغم السلام الرسمي مع هاتين الدولتين، لا تستطيع أن تشترك في معرض الكتاب الدولي هنا وهناك، وهو أضعف الإيمان، ولا تستطيع أن تقيم أي مناسبة وطنية يحضرها سياسيون وصحافيون ومثقفون مصريون أو أردنيون في القاهرة أو في عمان. ولكن إسرائيل تصرُّ على السلام، لعل وعسى يمكنها - ولو قليلاً - من توفير بعض النفقات العسكرية وتوجيهها وجهة إنمائية أخرى. في حين أن السلام بالنسبة للعرب مفيد كل الفائدة. وفائدته الكبرى أن تسترجع بعض الدول العربية أراضيها التي احتلت في حروب ماضية مع إسرائيل، كما فعلت مصر والأردن في السابق (لم يتم استعادة الضفة الغربية، لأنها ليست أراضٍ أردنية أصلاً، وإنما ضُمت إلى الأردن عام 1951، واحتلتها إسرائيل عام 1967). وتقليص النفقات العسكرية، وتوجيهها نحو التنمية المختلفة.
-3-
الدلال والتمنُّع الذي تسوقه إسرائيل على بعض الدول العربية الآن، ومنها سوريا، هو دلال وتمنُّع الزوجة عن زوجها، في ليلة عرسها. ولكن في إسرائيل من المخططين الاستراتيجيين العدد الكبير، الذي يقول إن السلام العربي ndash; الإسرائيلي الرسمي الآن غير مفيد، ولكنه مفيد بعد مائة سنة من الآن، عندما يتحول إلى سلام شعبي، ويتم التطبيع الكامل معه. فلو تمَّ توقيع اتفاقيات سلام مع باقي الدول العربية فستكون إسرائيل قد حققت السلام الرسمي بذلك، وخطت خطوتها الأولى نحو السلام الشعبي الذي لا يمكن أن يتم بدون السلام الرسمي مع الأنظمة العربية.
-4-
فالسلام المصري ndash; الإسرائيلي الرسمي مع النظام المصري، لم يفد إسرائيل بشيء، وإنما أفاد مصر، بأن استرجعت أراضيها في سيناء، وحصلت على معونة سنوية أمريكية بأكثر من مليار دولار (بلغ حجم المساعدات المالية الأمريكية لمصر منذ 1978 إلى الآن، أكثر من 60 مليار دولار). وكانت فائدة إسرائيل الآنيّة، أنها ضمنت أن أكبر دولة عربية مجاورة لها، لن تشن عليها هجوماً في يوم من الأيام، فيما لو قامت حرب بين العرب الآخرين وإسرائيل. ولكن إسرائيل تريد أيضاً السلام الشعبي مع المصريين، وهو أكثر أهمية من السلام الرسمي مع الدولة المصرية فقط. تريد التطبيع في العلاقات. تريد التبادل التجاري، والصناعي، والثقافي. فليس كافياً لإسرائيل، أن تتزوج مجموعة قليلة من الشبان المصريين من فتيات إسرائيليات، لكي يُيسر لهم العمل في إسرائيل. وليس كافياً وجود سفارة إسرائيلية في القاهرة، وأخرى مصرية في تل أبيب. وليس كافياً لإسرائيل أن يزور مصر بعض الأكاديميين الإسرائيليين كالأكاديمي المعروف في الجامعة العبرية في القدس مناحيم ميلسون، ويكتب كتاباً عن نجيب محفوظ بعنوان (نجيب محفوظ روائي وفيلسوف القاهرة، 1998)، وكذلك الأكاديمي بجامعة بن جوريون في النقب، يورام ميتال، والأكاديمي يائير حوري الذي كتب كتاباً نقدياً عن الشاعر العراقي سعدي يوسف، وغيرهم من الأكاديميين الذين يزورون مصر لتعلم العربية، والكتابة عن مصر، والالتقاء بصعوبة كبيرة مع بعض المثقفين المصريين.
فإسرائيل ما زالت مرفوضة ومكروهة ومحاربة في الشارعين المصري والأردني، وربما أكثر من الماضي. ولا سلام شعبياً معها. وزيارات الكاتب المسرحي المصري علي سالم لإسرائيل عدة مرات، وكتابته كتاباً عن هذه الزيارات، يقابل باشمئزاز، ورفض كبير من المثقفين المصريين، على مختلف توجهاتهم. فقد تمَّ طرد علي سالم من رابطة الكتاب المصريين. ولا أوافق من يقول أن هذا بسبب أن إسرائيل ما زالت ترفض المباحثات مع الفلسطينيين، وتُعيق قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وقطاع غزة. وأميل إلى الرأي الذي يقول أن العرب عموماً لا ينسون ثأرهم أبداً، وهذه من علامات بداوة العرب. فلا زالت أوروبا مكروهة حتى الآن، بسبب الحروب الصليبية التي وقعت في القرنين الثاني والثالث عشر الميلادي. ولا زالت أمريكا مكروهة وستبقى مكروهة إلى الأبد بسبب الدماء التي أريقت في فلسطين والعراق.
وظاهرة الثأر، ما زالت قيمة اجتماعية وأخلاقية مُبجَّلة في العالم العربي. ومن المعلوم أن المجتمعات كلما ازدادت رقياً وتفتحاً قلت فيها ظاهرة الثأر، التي لا زالت موجود في الريف، والبداوة العربية، والصعيد المصري، حتى الآن. فالصراعات السياسية والعسكرية التي اجتاحت الدول والشعوب الأوروبية، خلّفت من الضحايا والكوارث، أكثر بكثير مما أصاب العرب. ولكن الأوروبيين نتيجة لحضارتهم المتقدمة، نسوا البغضاء، والشحناء، والحروب المهلكة والمدمرة، التي أزهقت ملايين الأرواح، وتوحدت أوروبا، تاركة الثأر خلفها للشعوب المتخلفة، وأصبحت كتلة سياسية، واقتصادية، وصناعية عظيمة الآن.
-5-
كذلك لو سألنا أنفسنا ماذا استفادت إسرائيل من السلام مع الأردن، لوجدنا أن الأردن، هو المستفيد الأول من السلام مع إسرائيل.
فقد ضمن الأردن أولاً، أن إسرائيل لن تعتدي عليه مستقبلاً وهو الصغير والضعيف والفقير، كما كان يتم في الماضي، وبذا يوفر الأردن ملايين الدولارات التي كانت تُنفق على الجيش والسلاح، وينفقها ndash; لو توفرت الشفافية - على شؤون التنمية المختلفة. وكذلك ربح الأردن، تصدير أكثر من مليار دولار سنوياً من صناعاته الخفيفة إلى الأسواق الأمريكية، بموجب اتفاقية quot;الكويز Qizquot; (اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة) التي تعفي البضائع الأردنية من الرسوم الجمركية الأمريكية (كان حجم الصادرات الأردنية إلى الأسواق الأمريكية، قبل quot;اتفاقية وادي عربةquot;، لا يتعدى خمسة ملايين دولار)، وكذلك فعلت مصر. كما تلقى الأردن معونة مالية أمريكية سنوية، تقدر بأكثر من نصف مليار دولار، نتيجة لتوقيعه quot;اتفاقية وادي عربةquot; للسلام مع إسرائيل عام 1994. وهكذا، فالعرب وإسرائيل يتسالمون وأمريكا تدفع. فأمريكا هي التي دفعت عام 1978 مليارات الدولارات لكي تُخرج إسرائيل من سيناء، بعد احتلال دام ست سنوات، بنت فيها إسرائيل المطارات وشقّت الطرق. وقالت صحيفة quot;كريتسان ساينس منيتورquot;، بأن إسرائيل كلّفت أمريكا مالياً، منذ العام 1973 مبلغ 1,6 تريليون دولار (أي 1600 مليار دولار)، أي أن كل مواطن أمريكي دفع 5700 دولار بناء على عدد سكان أمريكا اليوم. ونقلت الصحيفة عن توماس ستوفار، وهو خبير اقتصادي في واشنطن، بأن الرقم المذكور يمثل أكثر من ضعف تكلفة الحرب في فيتنام.
ويقال أن إسرائيل ستطلب من أمريكا 40 مليار دولار، إذ هي قررت الانسحاب من الجولان، وذلك ثمن ما استثمرته إسرائيل في الجولان من بنية تحتية. ولعل هذا المبلغ هو السر، وراء طلب وإصرار سوريا على أن تكون أمريكا هي الراعي لمباحثات السلام السورية ndash; الإسرائيلية.
السلام عليكم.
التعليقات