-1-
عزيزي المفكر العفيف الأخضر:
أشكر لك ثقتك الكبيرة بشخصي، كما أشكر لك quot;عواطفكquot; النبيلة، تجاه الصراع العربي ndash; الإسرائيلي المزمن، والقائم منذ أكثر من ستين عاماً. وأنا أقول هنا quot;عواطفكquot;، لأن خطابك المفتوح لنا، حمل الكثير من العواطف الرومانسية، ونسي الوقائع القائمة على الأرض.
فأنت تطلب مني في رسالتك، أن أحلَّ خلال مائة يوم، قضية مضى عليها ستون عاماً، وتعاقب عليها رؤساء أمريكيون جمهوريون وديمقراطيون، ولم يستطع أحدٌ حلها. لا لأننا عاجزون عن الحل، ولكن لأن الأطراف المتنازعة، وعلى رأسها الفلسطينيون لا يريدون حلها بالمنطق الدولي، وإن كانوا وما زالوا، يريدون حلها بمنطقهم الديني والقومي. ورغم هذا تريد مني، أن أحمل مصباح علاء الدين السحري، المعروف في تراثكم العربي، وأنا استحضر الجان لكي يحلوا هذه القضية بين عشية وضحاها، ذلك أن المائة يوم الأولى من ولايتي، كرئيس لأكبر دولة في العالم، ستكون مزدحمة بالملفات المهمة للشعب الأمريكي، كملف الأزمة المالية الحالية، وموضوع الانسحاب من العراق، وموضوع الإرهاب في أفغانستان، ومواضيع أخرى محلية كالتعليم، والصحة، والبيئة.. الخ.
-2-
ولا أخفيك يا عزيزي، أنني فوجئت بلهجة خطابك المفتوح إلي. فكما نقل لي مستشاروني في شؤون الشرق الأوسط، فمن المعروف عنك أنك مفكر سياسي عقلاني جداً. وقد كنت في معظم مقالاتك، التي كنت تنشرها في جريدة quot;الحياةquot;، قبل سنوات، تلوم العرب والفلسطينيين لوماً شديداً على إضاعة الفرص العديدة المفيدة لحل القضية الفلسطينية. وكنتَ تطالب العرب بالواقعية، والشجاعة السياسية، لكي يُقدموا على خطوة الصلح والسلام مع إسرائيل. ولكن لا أحد ndash; غير اثنين منهم - من الزعماء العرب، أو السياسيين، لبّى نداءاتك، مما أقنعنا نحن الأمريكيين، بأن العرب لا يريدون السلام مع إسرائيل، إلا على أساس السلام الديني والقومي، الذي يضمن مصالحهم هم وحدهم، دون غيرهم، وبغض النظر عن مصالح الطرف الآخر في السلام. وأنت تعلم، أن السلام ليس كالحرب فيها غالب ومغلوب، وإنما السلام فيه طرفان غالبان، أو طرفان مغلوبان؛ أي لا غالب فيه ولا مغلوب؛ أي الغنيمة للجميع.
هذا هو منطق وعقلانية السلام.
-3-
ثم لو اتفق العرب جميعاً على مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي قدمها في مؤتمر القمة العربية، في بيروت عام 2002، والتي رحب بها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بالأمس في quot;ندوة ثقافة السلامquot; لحوار الأديان في الأمم المتحدة، في نيويورك ـ وهذا أمر من المعجزات، فلا سوريا، ولا حزب الله، ولا حماس، ستقبل بهذه المبادرة ـ فكيف نضمن قبول الفلسطينيين المنشقين على أنفسهم بهذه المبادرة؟
ولو طرحنا مبادرة جديدة، كما فعلنا في 1999، وعام 2000، في عهد إدارة الرئيس كلينتون، فهل سيوقِّع محمود عباس، ما رفض التوقيع عليه ياسر عرفات في تلك الفترة، خوفاً من اغتياله كعميل لنا ولإسرائيل، من قبل حماس والمليشيات الدينية الفلسطينية الأخرى، كما قال عرفات وقتها؟
فأنتم العرب والفلسطينيون تضيعون وقتنا الثمين، وجهودنا عبثاً.
-4-
إن العرب يا عزيزي، غير متفقين على الحل، والفلسطينيين غير متفقين على الحل، فماذا تريدنا نحن أن نفعل؟
هل نفرض الحل بقوة السلاح، كما فعلنا في محاولة فرض الديمقراطية على العراق بقوة السلاح، وكانت النتيجة خسارتنا لنصف تريليون دولار (500 مليار دولار) وأربعة آلاف جندي، وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين بأمراض نفسية، وكانت النتيجة بعد هذا كله، الكراهية الشديدة لنا من العرب أجمعين، ومن معظم فئات الشعب العراقي من سنة وشيعة، ولم يحفظ لنا الجميل غير الكُرد العقلاء؟
-5-
عزيزي:
تقول في رسالتك لي:
quot; القرار الأمريكي تصنعه المؤسسات المختصة، التي قررت منذ إدارة كلينتون، أن حلَّ النزاع العربي الإسرائيلي مصلحة قومية؛ أي استقرار الشرق الأوسط، حيث النفط وطرق نقلهquot;.
أصدقك القول يا عزيزي، أن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، مصلحة قومية لأمريكا، فلا شك في ذلك. ولكن الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي لا يريدان السلام القانوني العادل. ولا يريدان السلام الوطني. كلاهما يريد سلاماً دينياً وقومياً. كل طرف يريد أن يكون نصيبه من هذا الزواج هو نصيب الأسد.
أما حديثك عن استقرار الشرق الأوسط، وخصوصاً منابع البترول فيه، فإنها مضمونة الاستقرار إلى حد ما. فكل دولة تحافظ على استقرارها، لكي تستطيع بيع بترولها، والعيش بعوائده. ونحن نعمل ما في وسعنا لتأمين أسواق البترول، فيما لو علمتَ، أننا لا نستهلك من بترول الشرق الأوسط غير 15% فقط. وخطتي القادمة تقليل هذه النسبة كثيراً بطرق شتى. وأنتَ تعلم أنه قد مضى على الصراع الفلسطيني ndash; الإسرائيلي أكثر من ستين عاماً، ولم تتأثر أسواق البترول غير مرة واحدة في 1973، وأعتقد أن هذا لن يتكرر، كما يؤكد لنا حلفاؤنا.
-6-
عزيزي:
ومن هنا، تلاحظ أن لا أمريكا ولا إسرائيل، متضررتان من هذا النزاع، لدرجة الصورة التي قدمتها في رسالتك. فالمتضرر الأكبر هم الفلسطينيون أنفسهم، ثم باقي العرب، وأنت تعلم ذلك جيداً. فالبترول يتدفق إلى الأسواق العالمية، ومن ضمنها أسواقنا، من دول الشرق الأوسط، دون مشاكل تذكر. وإسرائيل تبني دولتها، وتُعلي في كل يوم بنيانها السياسي، الاقتصادي، والعسكري، والعلمي، والثقافي، بمدماك جديد. وهي اليوم، كما ترى أقوى من كل العرب، وأكثرهم تقدماً، في كافة مناحي الحياة.
أما الفلسطينيون، فهم ما زالوا مشردين، يركضون ليس وراء السلام الوطني، ولكن وراء سراب السلام الديني والقومي بفضل قادتهم الدينيين والقوميين. وأنظر إلى حالهم الآن، في الضفة الغربية، وقطاع غزة. وربما يأتي يوم، لا نرى فيه فلسطين على خارطة العالم، إذا استمرت صراعاتهم هكذا.
-7-
عزيزي الأستاذ:
بالنسبة لكل القضايا والنزاعات في العالم، ومنها النزاع العربي ndash; الإسرائيلي، فنحن كإدارة أمريكية، جمهورية كانت أم ديمقراطية، دورنا هو دور quot;المأذونquot; الشرعي في تراثكم. وهذا المأذون أسود كان أم أبيض، وظيفته فقط توثيق الزواج شرعاً وقانوناً في الدفاتر الرسمية. كذلك هو دورنا كقوة عظمى. فليس من واجب المأذون، أن يستعين بمصباح علاء الدين السحري ndash; كما طالبتني بتغيير العالم في مائة يوم ndash; لكي يوفِّق بين الزوجين الفلسطيني والإسرائيلي. فشرط عقد المأذون هو التوافق أولا، والرضا والقبول ثانياً، بين الزوجين؛ أي بين إسرائيل والفلسطينيين.
فهل أنتم العرب ومعكم الفلسطينيون، متوافقون، وراضون، وقابلون بالزواج الفلسطيني ndash; الإسرائيلي، الذي سينتج عنه طفل السلام الجميل؟
إذا أصبحتم على هذا النحو من التوافق والرضا والقبول، فأنا بانتظاركم في البيت الأبيض، للقيام بتوثيق هذا التوافق والرضا والقبول، ليصبح توافقاً ورضاً وقبولاً شرعياً، معترفاً به من كل دول العالم.
-8-
عزيزي:
لقد حاولت أن أُبسِّطَ لك الأمور، لكن أمور الخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين عميقة وعتيقة، وبينهما دماء غزيرة. والدماء الغزيرة حتى الآن لم تتوقف. ففي كل يوم، تُطلق كتائب القسّام على المستعمرات الإسرائيلية صواريخها، وتقتل الأطفال، والنساء، والرجال الأبرياء. والإسرائيليون يهددون بالرد العسكري القاسي؛ بمعنى، أننا ما زلنا بعد أكثر من ستين عاماً في أول الطريق، وكأننا نعيش مرحلة ما قبل 1948.
فكيف تريدنا أن نتدخل في هذه الأجواء العاصفة؟
اتفقوا، وأحبوا بعضكم بعضاً حباً صادقاً، ونحن جاهزون للقيام بدور quot;المأذونquot; لكتابة عقد الحب والمحبة، وتوثيقه.
وأشكركم مرة أخرى على ثقتكم بنا.
عزيزي المفكر العفيف الأخضر:
أشكر لك ثقتك الكبيرة بشخصي، كما أشكر لك quot;عواطفكquot; النبيلة، تجاه الصراع العربي ndash; الإسرائيلي المزمن، والقائم منذ أكثر من ستين عاماً. وأنا أقول هنا quot;عواطفكquot;، لأن خطابك المفتوح لنا، حمل الكثير من العواطف الرومانسية، ونسي الوقائع القائمة على الأرض.
فأنت تطلب مني في رسالتك، أن أحلَّ خلال مائة يوم، قضية مضى عليها ستون عاماً، وتعاقب عليها رؤساء أمريكيون جمهوريون وديمقراطيون، ولم يستطع أحدٌ حلها. لا لأننا عاجزون عن الحل، ولكن لأن الأطراف المتنازعة، وعلى رأسها الفلسطينيون لا يريدون حلها بالمنطق الدولي، وإن كانوا وما زالوا، يريدون حلها بمنطقهم الديني والقومي. ورغم هذا تريد مني، أن أحمل مصباح علاء الدين السحري، المعروف في تراثكم العربي، وأنا استحضر الجان لكي يحلوا هذه القضية بين عشية وضحاها، ذلك أن المائة يوم الأولى من ولايتي، كرئيس لأكبر دولة في العالم، ستكون مزدحمة بالملفات المهمة للشعب الأمريكي، كملف الأزمة المالية الحالية، وموضوع الانسحاب من العراق، وموضوع الإرهاب في أفغانستان، ومواضيع أخرى محلية كالتعليم، والصحة، والبيئة.. الخ.
-2-
ولا أخفيك يا عزيزي، أنني فوجئت بلهجة خطابك المفتوح إلي. فكما نقل لي مستشاروني في شؤون الشرق الأوسط، فمن المعروف عنك أنك مفكر سياسي عقلاني جداً. وقد كنت في معظم مقالاتك، التي كنت تنشرها في جريدة quot;الحياةquot;، قبل سنوات، تلوم العرب والفلسطينيين لوماً شديداً على إضاعة الفرص العديدة المفيدة لحل القضية الفلسطينية. وكنتَ تطالب العرب بالواقعية، والشجاعة السياسية، لكي يُقدموا على خطوة الصلح والسلام مع إسرائيل. ولكن لا أحد ndash; غير اثنين منهم - من الزعماء العرب، أو السياسيين، لبّى نداءاتك، مما أقنعنا نحن الأمريكيين، بأن العرب لا يريدون السلام مع إسرائيل، إلا على أساس السلام الديني والقومي، الذي يضمن مصالحهم هم وحدهم، دون غيرهم، وبغض النظر عن مصالح الطرف الآخر في السلام. وأنت تعلم، أن السلام ليس كالحرب فيها غالب ومغلوب، وإنما السلام فيه طرفان غالبان، أو طرفان مغلوبان؛ أي لا غالب فيه ولا مغلوب؛ أي الغنيمة للجميع.
هذا هو منطق وعقلانية السلام.
-3-
ثم لو اتفق العرب جميعاً على مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي قدمها في مؤتمر القمة العربية، في بيروت عام 2002، والتي رحب بها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بالأمس في quot;ندوة ثقافة السلامquot; لحوار الأديان في الأمم المتحدة، في نيويورك ـ وهذا أمر من المعجزات، فلا سوريا، ولا حزب الله، ولا حماس، ستقبل بهذه المبادرة ـ فكيف نضمن قبول الفلسطينيين المنشقين على أنفسهم بهذه المبادرة؟
ولو طرحنا مبادرة جديدة، كما فعلنا في 1999، وعام 2000، في عهد إدارة الرئيس كلينتون، فهل سيوقِّع محمود عباس، ما رفض التوقيع عليه ياسر عرفات في تلك الفترة، خوفاً من اغتياله كعميل لنا ولإسرائيل، من قبل حماس والمليشيات الدينية الفلسطينية الأخرى، كما قال عرفات وقتها؟
فأنتم العرب والفلسطينيون تضيعون وقتنا الثمين، وجهودنا عبثاً.
-4-
إن العرب يا عزيزي، غير متفقين على الحل، والفلسطينيين غير متفقين على الحل، فماذا تريدنا نحن أن نفعل؟
هل نفرض الحل بقوة السلاح، كما فعلنا في محاولة فرض الديمقراطية على العراق بقوة السلاح، وكانت النتيجة خسارتنا لنصف تريليون دولار (500 مليار دولار) وأربعة آلاف جندي، وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين بأمراض نفسية، وكانت النتيجة بعد هذا كله، الكراهية الشديدة لنا من العرب أجمعين، ومن معظم فئات الشعب العراقي من سنة وشيعة، ولم يحفظ لنا الجميل غير الكُرد العقلاء؟
-5-
عزيزي:
تقول في رسالتك لي:
quot; القرار الأمريكي تصنعه المؤسسات المختصة، التي قررت منذ إدارة كلينتون، أن حلَّ النزاع العربي الإسرائيلي مصلحة قومية؛ أي استقرار الشرق الأوسط، حيث النفط وطرق نقلهquot;.
أصدقك القول يا عزيزي، أن إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، مصلحة قومية لأمريكا، فلا شك في ذلك. ولكن الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي لا يريدان السلام القانوني العادل. ولا يريدان السلام الوطني. كلاهما يريد سلاماً دينياً وقومياً. كل طرف يريد أن يكون نصيبه من هذا الزواج هو نصيب الأسد.
أما حديثك عن استقرار الشرق الأوسط، وخصوصاً منابع البترول فيه، فإنها مضمونة الاستقرار إلى حد ما. فكل دولة تحافظ على استقرارها، لكي تستطيع بيع بترولها، والعيش بعوائده. ونحن نعمل ما في وسعنا لتأمين أسواق البترول، فيما لو علمتَ، أننا لا نستهلك من بترول الشرق الأوسط غير 15% فقط. وخطتي القادمة تقليل هذه النسبة كثيراً بطرق شتى. وأنتَ تعلم أنه قد مضى على الصراع الفلسطيني ndash; الإسرائيلي أكثر من ستين عاماً، ولم تتأثر أسواق البترول غير مرة واحدة في 1973، وأعتقد أن هذا لن يتكرر، كما يؤكد لنا حلفاؤنا.
-6-
عزيزي:
ومن هنا، تلاحظ أن لا أمريكا ولا إسرائيل، متضررتان من هذا النزاع، لدرجة الصورة التي قدمتها في رسالتك. فالمتضرر الأكبر هم الفلسطينيون أنفسهم، ثم باقي العرب، وأنت تعلم ذلك جيداً. فالبترول يتدفق إلى الأسواق العالمية، ومن ضمنها أسواقنا، من دول الشرق الأوسط، دون مشاكل تذكر. وإسرائيل تبني دولتها، وتُعلي في كل يوم بنيانها السياسي، الاقتصادي، والعسكري، والعلمي، والثقافي، بمدماك جديد. وهي اليوم، كما ترى أقوى من كل العرب، وأكثرهم تقدماً، في كافة مناحي الحياة.
أما الفلسطينيون، فهم ما زالوا مشردين، يركضون ليس وراء السلام الوطني، ولكن وراء سراب السلام الديني والقومي بفضل قادتهم الدينيين والقوميين. وأنظر إلى حالهم الآن، في الضفة الغربية، وقطاع غزة. وربما يأتي يوم، لا نرى فيه فلسطين على خارطة العالم، إذا استمرت صراعاتهم هكذا.
-7-
عزيزي الأستاذ:
بالنسبة لكل القضايا والنزاعات في العالم، ومنها النزاع العربي ndash; الإسرائيلي، فنحن كإدارة أمريكية، جمهورية كانت أم ديمقراطية، دورنا هو دور quot;المأذونquot; الشرعي في تراثكم. وهذا المأذون أسود كان أم أبيض، وظيفته فقط توثيق الزواج شرعاً وقانوناً في الدفاتر الرسمية. كذلك هو دورنا كقوة عظمى. فليس من واجب المأذون، أن يستعين بمصباح علاء الدين السحري ndash; كما طالبتني بتغيير العالم في مائة يوم ndash; لكي يوفِّق بين الزوجين الفلسطيني والإسرائيلي. فشرط عقد المأذون هو التوافق أولا، والرضا والقبول ثانياً، بين الزوجين؛ أي بين إسرائيل والفلسطينيين.
فهل أنتم العرب ومعكم الفلسطينيون، متوافقون، وراضون، وقابلون بالزواج الفلسطيني ndash; الإسرائيلي، الذي سينتج عنه طفل السلام الجميل؟
إذا أصبحتم على هذا النحو من التوافق والرضا والقبول، فأنا بانتظاركم في البيت الأبيض، للقيام بتوثيق هذا التوافق والرضا والقبول، ليصبح توافقاً ورضاً وقبولاً شرعياً، معترفاً به من كل دول العالم.
-8-
عزيزي:
لقد حاولت أن أُبسِّطَ لك الأمور، لكن أمور الخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين عميقة وعتيقة، وبينهما دماء غزيرة. والدماء الغزيرة حتى الآن لم تتوقف. ففي كل يوم، تُطلق كتائب القسّام على المستعمرات الإسرائيلية صواريخها، وتقتل الأطفال، والنساء، والرجال الأبرياء. والإسرائيليون يهددون بالرد العسكري القاسي؛ بمعنى، أننا ما زلنا بعد أكثر من ستين عاماً في أول الطريق، وكأننا نعيش مرحلة ما قبل 1948.
فكيف تريدنا أن نتدخل في هذه الأجواء العاصفة؟
اتفقوا، وأحبوا بعضكم بعضاً حباً صادقاً، ونحن جاهزون للقيام بدور quot;المأذونquot; لكتابة عقد الحب والمحبة، وتوثيقه.
وأشكركم مرة أخرى على ثقتكم بنا.
التعليقات