bull; الشيخ الغزالى: المدارس الأزهرية تدرس علوماً ميتة وتخرجنا منها جهلاء!
bull; لماذا لم يتحدث مبارك عن تطوير الثانوية الأزهرية في مؤتمر التعليم؟
bull; مناهج الأزهر مازالت تدرس فقه التعامل مع العبيد والجوارى فى القرن الحادى والعشرين!!.
[إزدواجية التعليم المصرى قبل الجامعى إلى دينى وهو المدارس الأزهرية ودنيوى وهو التعليم العام أكبر خطر على عقل مصر، فتعليم الدين فى المدارس ضرورة، وتدريس القيم الدينية المستنيرة فى هذه المرحلة واجب أخلاقى وتربوى مهم وعظيم، ولكن إنشاء مدارس بهذا العدد المهول (عدد المدارس الازهرية ابتدائى و اعدادى و ثانوى أكثر من 6500 مدرسة) لتدريس مذاهب الفقه والعلوم الدينية المتخصصة ليس له أى داعى أو ضرورة ملحة،فمكان هذه المناهج المتخصصة التعليم الجامعى وليس التعليم ماقبل الجامعى، وطلاب المدارس الأزهرية عندنا والذين تجاوز عددهم المليون ونصف، هذا العدد الهائل ماهو المنطق الذى جعله بعيداً عن التعليم العام، لايوجد أى منطق، وإذا كان الرئيس مبارك وخبراء التعليم يشكون من أن معظم الطلاب يتجهون للقسم الأدبى فى التعليم العام فى حين يتقلص عدد القسم العلمى، فهل الحل أن نضم إليهم جيشاً آخر من دارسى علوم دينية متخصصة تحتاج إلى كليات أصول دين ولايجب تدريسها لطالب عمره تسع سنوات لايفقه شيئاً مما يردده بطريقة ببغاوية، سيرد البعض ويقول quot;المدارس الأزهرية فيها فيزياء وكيمياء quot;، والإجابة هى ببساطة لماذا هذا الإلتفاف من طريق جانبى وهو الأزهر وعندى التعليم المدنى المتخصص، وهل يعقل أن يتخرج طالب يفهم جيداً هذه العلوم التجريبية من فيزياء وكيمياء وبيولوجى وهو يحمل على كاهله أطناناً من كتب الفقه والتوحيد والحديث....الخ؟!!، بالطبع لا فالتعليم الأزهرى فى المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية سيخرج لنا طالباً لا طال عنب علوم الدين ولا بلح علوم الدنيا!.
[حديث الرئيس مبارك عن تطوير التعليم الثانوى حديث مهم، ولكن الأهم منه تطوير التعليم الأزهرى الذى يسير الآن عكس الإتجاه ويخرج لنا طابوراً من ضحايا هذا التعليم الذى يدرس بأسلوب عفا عليه الزمن، ويطرح قضايا تجاوزها العصر ومسائل فقهية صارت من الفولكلور مثل دية العبد والجارية، ودونية المرأة وجزية القبطى.... إلى آخر هذه القضايا التى تحدثنا عنها من قبل بالتفصيل من واقع مناهج كتب الأزهر.
[هل أنا الوحيد الذى أعلن هذا النداء بتطوير التعليم الأزهرى، أعلنه الشيخ محمد عبده، وأعلنه الشيخ الغزالى، وأعلنه الكثير من المستنيرين الذين فصلوا بين الدين كمعرفة عامة مكانها الأسرة والتعليم العام والتثقيف الذاتى وبين علوم الفقه والتفسير....الخ كعلوم متخصصة مكانها التعليم الجامعى والكليات المتخصصة، وهناك كتيب صغير فى حجمه كبير فى قيمته عنوانه quot; مقالات فى حب الوطن quot; للكاتب على يوسف على الذى كان قد صادر له الأزهر كتابه السابق quot; نداء إلى ضمير الأمةquot;، هذا الكتاب يحمل لواء دعوة إلغاء التعليم الأزهرى قبل الجامعى وله مبرراته وحججه الوجيهة، وفى جزء خاص ومهم من الكتاب يطرح الكاتب وقائع مؤتمر quot; تدريس العلوم الشرعية quot; الذى حضره الشيخ الغزالى 1990 وقدم فيه شهادته عن وضع التعليم الأزهرى، ومن المهم عرض أراء الشيخ الغزالى الذى أعتقد أن أحداً لن يجرؤ على تكفيره أو إتهامه بالعلمانية، وكانت أهم النقاط التى قالها الشيخ الغزالى :
bull; عرض الفقه عن طريق التعليم الأزهرى يجعله علماً ميتاً وما يبذل فيه جهد ضائع، وطريقة التعليم الأزهرى تجعله يروى ولايفهم، وتجعل إنتقاء التراث دون إعمال عقل منهجاً مثل مايدرس عن العبيد وكأن أسواق النخاسة مازالت عامرة بالعبيد والجوارى.
bull; علم التوحيد الذى ينقل عن ارسطو خرافات وأكاذيب.
bull; علم مصطلح الحديث أصبح علماً اثرياً يحال فيه على مجهول، ومنهجيته تدعو للعجب والدهشة، كيف يكون الحديث شاذاً إذا خالف الثقة ولايكون شاذاً إذا خالف القرآن الكريم؟!!!، وكيف حتى هذه اللحظة تدرس رواية الجساسة عن الدابة التى تعيش فى جزيرة مجهولة وتتحدث كل لغات العالم وتتجسس على البشر لصالح المسيخ الدجال المسجون فى كهف بالجزيرة!!، بالله عليكم هل هذا معقول!!.
bull; علم التفسير يدرسه الطلبة كمجرد تطبيقات إعرابية وبلاغية.
bull; علم أصول الفقه علم أثرى فهو يدرس ولايفهم، ولم توضع له أمثلة وقواعد ويعتمد فى تدريسه على بعض الكتب التى لاتزيد ولاتنقص وليس فيها شئ.
bull; أعلن الشيخ الغزالى فى نهاية حديثه وألقى بقنبلة عندما قال عن ضحايا المدارس الأزهرية أنهم تخرجوا جهلاء!!.
[إنتهى حديث الشيخ الغزالى فى المؤتمر كما نقله لنا الكاتب على يوسف على فى كتابه quot; مقالات فى حب الوطن quot;، وهو حديث دق ناقوس الخطر، ولكن المشكلة تكمن فى الآذان الصماء المسدودة بأطنان من القطن والقار، ترفض الإنصات، ومازال فيها من يؤلف كتاباً يتحدث فيه عن رضاعة الكبير ويهاجم الطب الدنيوى ويقول عنه أنه ملعون.
[عندما يخرج خطيب جامع خريج مدرسة أزهرية ليقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ فى الوقوف الأول لإحدى صلواته سورة البقرة وآل عمران والنساء ثم ركع فكان ركوعه مثل وقوفه وهكذا طوال الركعتين!!، وعندما يناقشه كاتب صحفى مستنكراً لأن معنى كلام خطيب الجمعة أن الرسول صلى ثلاثين ساعة!!، فينهره الخطيب متهماً إياه بإنكار السنة!!، والسؤال ماهى نوعية التعليم الذى يفرز لنا مثل هذا الخطيب الذى يمثل الأغلبية، ومثل هذا النموذج الذى للأسف يشير إلى ظاهرة وتيار وليس إلى حالة منفردة.
[السر فى إفراز مثل هذا النموذج السابق الذى يردد التراث المحفوظ ببغاوياً بلا تفكير هو طريقة تعليم المدارس الأزهرية، فالإدراك البشرى عدة مستويات أعلاها المستوى الإبداعى وأدناها مستوى الطفولة المبكرة التى يقبل فيها الطفل الجمع بين المتناقضات ولايميز فيها بين الخيال والوقع، وضرب الكاتب على يوسف على مثالاً لهذا المستوى من الإدراك الطفولى بالطفل الذى يأتيك باكياً وهو يقول أن أمه ذبحته وأسالت الدماء من جسده!، للأسف التعليم الأزهرى من وجهة نظر مؤلف الكتاب يؤدى إلى الإنتكاسة بعقل الطالب إلى تلك المرحلة الطفولية بعد أن يكون قد تجاوزها ببلوغ سن الدراسة، ويستمر عقل خريجيه عند هذا المستوى الإدراكى الطفولى حتى آخر السلم الأكاديمى، وعن طريق هذه الإنتكاسة العقلية يتحول عقل التلميذ إلى جهاز تسجيل إذا حشر فيه هراء لم يملك إلا ترديد هذا الهراء.
[كنا نتمنى أن يفتح الرئيس مبارك ملف التعليم الأزهرى، وأن يطالب بإلغاء إزدواجية التعليم فلايكون هناك تعليم أزهرى وآخر عام، فالمجتمع كأنه مشدود بين جوادين، كل منهما يجرى فى إتجاه معاكس، أعتقد أنكم جميعاً تعرفون النتيجة، تمزق المجتمع وإنفصاله وفصامه، إنها مأساة أن يفكر مجتمع بعقلين ويتحدث بلسانين ويعيش بلا هيكل، ويمشى كسيحاً، وتكون النتيجة هى الشلل والإختناق.