أعترف بأنني لم أتنبه إلي محاصرة تركيا لي من الجهات الأربع، سماء وأرضا، في البيت والعمل ووسائل الإعلام، إلا مؤخرا . وكما قالت زوجتي فانا المتخلف الوحيد في أسرتي، التي تشبه معظم الأسر العربية من المحيط إلي الخليج، في متابعة المسلسل التركي quot; نور quot; المدبلج إلي اللغة العربية باللهجة السورية الفواحة بزهر المشمش .
هذا المسلسل التركي هو الثالث الذي تعرضه شبكة ( أم . بي . سي ) ويلقي اقبالا عريبا كبيرا، وهناك مجموعة بلغت 9 آلاف معجب ومعجبة، شكلوا على موقع quot;الفيس بوكquot;، مجموعة خاصة ببطل الممثل التركي كيفانج تاتليتوغ الذي يؤدي دور quot;مهندquot; في المسلسل .
التعليقات على صفحة quot;مهندquot; باللغات التركية والإنجليزية والعربية، وهي quot; رومانسية طحن quot; بلغة الشباب الروش، وتعبر عن حالة من الحب المفقود تجسدت في هذا النجم، الذي أصبح فتي الشاشة الأول دون منازع، وطلب عدد غير قليل من الفتيات الزواج منه، مشيرين إلى أنه فارس أحلامهن، بينما أبدى بعضهن إعجابهن بعيونه وجاذبيته، وأمطروه بعبارات quot; quot;I love you ..
كما يوجد منتدى علي الأنترنت يعرف بإسم منتدي مسلسل نور التركي، وهويختص بأي خبر يخص المسلسل، إضافة إلي مجموعة من التعليقات المهمة للشباب العربي، الذي هو بحاجة أكثر من غيره الي لجان استماع ومشاهدة علي مستوي عال، تنصت وتحلل وتتفهمrlm; quot; طبيعة quot; هذا الجيل الجديد، لاتحاكم أفكاره وتطلعاته من الخارج، أو تقيم تجاربه ومشكلاته من أعليrlm;، أو من خبرات سابقة .rlm;
هذا المسلسل التركي هو الثالث الذي تعرضه شبكة ( أم . بي . سي ) ويلقي اقبالا عريبا كبيرا، وهناك مجموعة بلغت 9 آلاف معجب ومعجبة، شكلوا على موقع quot;الفيس بوكquot;، مجموعة خاصة ببطل الممثل التركي كيفانج تاتليتوغ الذي يؤدي دور quot;مهندquot; في المسلسل .
التعليقات على صفحة quot;مهندquot; باللغات التركية والإنجليزية والعربية، وهي quot; رومانسية طحن quot; بلغة الشباب الروش، وتعبر عن حالة من الحب المفقود تجسدت في هذا النجم، الذي أصبح فتي الشاشة الأول دون منازع، وطلب عدد غير قليل من الفتيات الزواج منه، مشيرين إلى أنه فارس أحلامهن، بينما أبدى بعضهن إعجابهن بعيونه وجاذبيته، وأمطروه بعبارات quot; quot;I love you ..
كما يوجد منتدى علي الأنترنت يعرف بإسم منتدي مسلسل نور التركي، وهويختص بأي خبر يخص المسلسل، إضافة إلي مجموعة من التعليقات المهمة للشباب العربي، الذي هو بحاجة أكثر من غيره الي لجان استماع ومشاهدة علي مستوي عال، تنصت وتحلل وتتفهمrlm; quot; طبيعة quot; هذا الجيل الجديد، لاتحاكم أفكاره وتطلعاته من الخارج، أو تقيم تجاربه ومشكلاته من أعليrlm;، أو من خبرات سابقة .rlm;
تركيا والشرق الأوسط
النجم التركي الثاني الذي بزغ مؤخرا في منطقة الشرق الأوسط، باعتباره شخصية دولية وأقليمية قادرة علي لم شمل الأعداء والفرقاء، هو رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، الذي أمسك بواحد من أشد الملفات تعقيدا، وهو ملف السلام السوري الاسرائيلي . وهو يراهن بذلك علي اكساب تركيا موقعا نافذا وسمعة سياسية ودبلوماسية، اقليميا وعالميا، للعب دور الوسيط في المنطقة .
ويبدو ان جدية المحادثات، التي لم تدخل بعد مرحلة المفاوضات المباشرة، تتمثل في وجود اثنين من مساعدي اولمرت المقربين، وهما يورام تربوفيتز وشالوم تورجمان . وقد مهد اولمرت بزيارته الى تركيا في فبرايرعام 2007 الطريق للمبادرة التركية .
ما سرب من مصافي وسائل الإعلام هو ان اسرائيل راغبة في التفكير في اعادة الجولان لسوريا مقابل ان تقطع سوريا علاقاتها بايران وتنهي دعمها لحزب الله وحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين.
بينما تشترط سوريا اسئتناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها عام 2000، في إطار ما يسمى بـ quot;وديعة رابينquot; التي تقول دمشق إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين تعهد فيها بالانسحاب إلي خط الرابع من يونيو 1967 والتخلي عن هضبة الجولان وإعادتها لسوريا.
وحسب المؤرخ والصحفي البريطاني باتريك سيل، وهو كاتب السيرة الذاتية للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، فإنه كان يوجد ثلاثة التزامات من الجانب الإسرائيلي تجاه سوريا: الأول قطعه إسحاق رابين في أغسطس 1993 ويشير إلي انسحاب كلي من الجولان، و بعد هذا في يوليو 1994 laquo;توضيحraquo; من قبل رابين يشير إلي أن laquo;الانسحاب الكليraquo; يعني laquo;الانسحاب إلي حدود 4 يونيو 1967، ثم وبعد اغتيال رابين تم تصديق هذا الالتزام من قبل خلفه شيمون بيريز في ديسمبر 1995.
فقد قام دينيس روس مسؤول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية في الرابع من ديسمبر 1995 بالذهاب إلي إسرائيل وإعطاء بيريز خلفية كاملة عن المفاوضات السرية التي دارت بين رابين والأسد، في حضور أمون شحاك وداني ياتوم رئيس الموساد .
وأبلغ روس الأسد أن بيريز ملتزم بما بدأه رابين laquo;ومتلهفraquo; للعمل علي سلام شامل، ومن ثم بدأت في ديسمبر 1995 مرحلة جديدة من محادثات سورية ـ إسرائيلية مكثفة ولكنها توقفت في يناير 1996 عندما اغتالت إسرائيل يحيي عياش ثم جاءت مجزرة قانا لتنهي المحادثات، حتي برزت مرة أخري مع تركيا .
النجم التركي الثاني الذي بزغ مؤخرا في منطقة الشرق الأوسط، باعتباره شخصية دولية وأقليمية قادرة علي لم شمل الأعداء والفرقاء، هو رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، الذي أمسك بواحد من أشد الملفات تعقيدا، وهو ملف السلام السوري الاسرائيلي . وهو يراهن بذلك علي اكساب تركيا موقعا نافذا وسمعة سياسية ودبلوماسية، اقليميا وعالميا، للعب دور الوسيط في المنطقة .
ويبدو ان جدية المحادثات، التي لم تدخل بعد مرحلة المفاوضات المباشرة، تتمثل في وجود اثنين من مساعدي اولمرت المقربين، وهما يورام تربوفيتز وشالوم تورجمان . وقد مهد اولمرت بزيارته الى تركيا في فبرايرعام 2007 الطريق للمبادرة التركية .
ما سرب من مصافي وسائل الإعلام هو ان اسرائيل راغبة في التفكير في اعادة الجولان لسوريا مقابل ان تقطع سوريا علاقاتها بايران وتنهي دعمها لحزب الله وحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين.
بينما تشترط سوريا اسئتناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها عام 2000، في إطار ما يسمى بـ quot;وديعة رابينquot; التي تقول دمشق إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين تعهد فيها بالانسحاب إلي خط الرابع من يونيو 1967 والتخلي عن هضبة الجولان وإعادتها لسوريا.
وحسب المؤرخ والصحفي البريطاني باتريك سيل، وهو كاتب السيرة الذاتية للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، فإنه كان يوجد ثلاثة التزامات من الجانب الإسرائيلي تجاه سوريا: الأول قطعه إسحاق رابين في أغسطس 1993 ويشير إلي انسحاب كلي من الجولان، و بعد هذا في يوليو 1994 laquo;توضيحraquo; من قبل رابين يشير إلي أن laquo;الانسحاب الكليraquo; يعني laquo;الانسحاب إلي حدود 4 يونيو 1967، ثم وبعد اغتيال رابين تم تصديق هذا الالتزام من قبل خلفه شيمون بيريز في ديسمبر 1995.
فقد قام دينيس روس مسؤول الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية في الرابع من ديسمبر 1995 بالذهاب إلي إسرائيل وإعطاء بيريز خلفية كاملة عن المفاوضات السرية التي دارت بين رابين والأسد، في حضور أمون شحاك وداني ياتوم رئيس الموساد .
وأبلغ روس الأسد أن بيريز ملتزم بما بدأه رابين laquo;ومتلهفraquo; للعمل علي سلام شامل، ومن ثم بدأت في ديسمبر 1995 مرحلة جديدة من محادثات سورية ـ إسرائيلية مكثفة ولكنها توقفت في يناير 1996 عندما اغتالت إسرائيل يحيي عياش ثم جاءت مجزرة قانا لتنهي المحادثات، حتي برزت مرة أخري مع تركيا .
تركيا وعقوبة الإعدام
كما كانت تركيا هي محور المناقشات الدائرة في ورشة العمل الدولية، التي شاركت فيها بصفتي مديرا لوحدة دراسات الحضارات المعاصرة بجامعة عين شمس، حول quot; الحد من عقوبة الإعدام في المنطقة العربية quot; في الفترة ( 12 ndash; 14 مايو الجاري ) بالمعهد السويدي لحوار الحضارات المطل علي أجمل شواطئ الإسكندرية، عروس البحر المتوسط .
وعقوبة الإعدام هي التعبير الواضح علي نتاج التراكم التاريخي لثقافة الانتقام المتأصلة في سلوك الإنسان . والهدف من العقوبة هو الردع والإصلاح وليس الثأر والانتقام وهو ما أكدت عليه العهود والمواثيق الدولية التي طالبت بالحد من عقوبة الإعدام وتقليص استخدامها وهو ما تسعي بعض الدول العربية إلي تحقيقه مثل تونس وفلسطين والجزائر ولبنان والمغرب، وغيرها . وحسب تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2007، فإن مجموع عدد الدول التي ألغت العقوبة في القانون والممارسة: 130، ومجموع عدد الدول المبقية على العقوبة: 67 دولة .
ورغم أن مصر الفرعونية هي أول دولة في التاريخ ألغت عقوبة الإعدام، واستبدالها بالنفي وبالاشغال الشاقة في أعمال تعود بالنفع العام، فإن موقف مصر الرافض لتعليق عقوبة الإعدام، الذي أعلنته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا، غير مفهوم في ضوء منظومة حقوق الإنسان العالمية، ولا المبررات التي ساقتها وهي في الغالب مبررات غير مقنعة علي اعتبار انها عقوبة يصعب تدارك الخطأ في تطبيقها، إضافة إلي أن أثرها في تحقيق الردع العام محل شك كبير، فالدول التي ألغت عقوبة الإعدام لم تشهد زيادة في نسبة الجرائم الموجبة لها .
وقد بذل مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية في مصر جهودا جبارة بهدف تقنين استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة عقابية، وأسفرت هذه الجهود عن تأسيس التحالف المصري لمناهضة عقوبة الإعدام، والذي شارك مع تسع دول عربية أخري في تحالف اقليمي أوسع للحد من تطبيق هذه العقوبة، بالتعاون مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي ومركز عمان لدراسات حقوق الإنسان بالأردن .
عرض الأستاذ سعد عبدالمجيد تجربة تركيا التي ألغت عقوبة الإعدام في جميع الجرائم منذ العام 2004، ورغم ذلك فإن هناك 17 ألف حالة قتل في تركيا خارج القانون، ومايزال الفاعل مجهولا، وتلك المفارقة ألقت بظلالها علي مناقشات المشاركين، العرب والأجانب، لأنها اعادت فتح ملف الثقافة في علاقتها بالقانون من جديد، بالمعني الواسع لكلمة ثقافة . فإذا لم يواكب إلغاء هذه العقوبة ثقافة التسامح والديموقراطية، واحترام القانون وسيادة الدولة، فسيظل الثأر والانتقام سيد الموقف وفوق كل قانون . فالنزعات القبلية والإثنية والطائفية، والميل إلي الثأر والقصاص، وأخذ القانون باليد، مازال مهيمنا كثقافة من صعيد مصر إلي شمال العراق، ومن غرب أفغانستان حتي شرق موريتانيا، وما بينهم .... في تركيا كما العرب، لأسباب يطول شرحها .
كما كانت تركيا هي محور المناقشات الدائرة في ورشة العمل الدولية، التي شاركت فيها بصفتي مديرا لوحدة دراسات الحضارات المعاصرة بجامعة عين شمس، حول quot; الحد من عقوبة الإعدام في المنطقة العربية quot; في الفترة ( 12 ndash; 14 مايو الجاري ) بالمعهد السويدي لحوار الحضارات المطل علي أجمل شواطئ الإسكندرية، عروس البحر المتوسط .
وعقوبة الإعدام هي التعبير الواضح علي نتاج التراكم التاريخي لثقافة الانتقام المتأصلة في سلوك الإنسان . والهدف من العقوبة هو الردع والإصلاح وليس الثأر والانتقام وهو ما أكدت عليه العهود والمواثيق الدولية التي طالبت بالحد من عقوبة الإعدام وتقليص استخدامها وهو ما تسعي بعض الدول العربية إلي تحقيقه مثل تونس وفلسطين والجزائر ولبنان والمغرب، وغيرها . وحسب تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2007، فإن مجموع عدد الدول التي ألغت العقوبة في القانون والممارسة: 130، ومجموع عدد الدول المبقية على العقوبة: 67 دولة .
ورغم أن مصر الفرعونية هي أول دولة في التاريخ ألغت عقوبة الإعدام، واستبدالها بالنفي وبالاشغال الشاقة في أعمال تعود بالنفع العام، فإن موقف مصر الرافض لتعليق عقوبة الإعدام، الذي أعلنته في الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا، غير مفهوم في ضوء منظومة حقوق الإنسان العالمية، ولا المبررات التي ساقتها وهي في الغالب مبررات غير مقنعة علي اعتبار انها عقوبة يصعب تدارك الخطأ في تطبيقها، إضافة إلي أن أثرها في تحقيق الردع العام محل شك كبير، فالدول التي ألغت عقوبة الإعدام لم تشهد زيادة في نسبة الجرائم الموجبة لها .
وقد بذل مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية في مصر جهودا جبارة بهدف تقنين استخدام عقوبة الإعدام كوسيلة عقابية، وأسفرت هذه الجهود عن تأسيس التحالف المصري لمناهضة عقوبة الإعدام، والذي شارك مع تسع دول عربية أخري في تحالف اقليمي أوسع للحد من تطبيق هذه العقوبة، بالتعاون مع المنظمة الدولية للإصلاح الجنائي ومركز عمان لدراسات حقوق الإنسان بالأردن .
عرض الأستاذ سعد عبدالمجيد تجربة تركيا التي ألغت عقوبة الإعدام في جميع الجرائم منذ العام 2004، ورغم ذلك فإن هناك 17 ألف حالة قتل في تركيا خارج القانون، ومايزال الفاعل مجهولا، وتلك المفارقة ألقت بظلالها علي مناقشات المشاركين، العرب والأجانب، لأنها اعادت فتح ملف الثقافة في علاقتها بالقانون من جديد، بالمعني الواسع لكلمة ثقافة . فإذا لم يواكب إلغاء هذه العقوبة ثقافة التسامح والديموقراطية، واحترام القانون وسيادة الدولة، فسيظل الثأر والانتقام سيد الموقف وفوق كل قانون . فالنزعات القبلية والإثنية والطائفية، والميل إلي الثأر والقصاص، وأخذ القانون باليد، مازال مهيمنا كثقافة من صعيد مصر إلي شمال العراق، ومن غرب أفغانستان حتي شرق موريتانيا، وما بينهم .... في تركيا كما العرب، لأسباب يطول شرحها .
أستاذ الفلسفة جامعة عين شمس
[email protected]
[email protected]
التعليقات