كان أوّل من صاغ هذا المفهوم الذي كثيرا ما يمارس دوره في الصراع السياسي في العالم، هو السياسي المصري المخضرم السيد أمين هويدي وزير المخابرات في حكومة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأحد أبرز منظري الأمن القومي العربي.
هناك قوة العجز... دولة ضعيفة ولكنّ ضعفها أحيانا يصير قوّة!
وهناك عجز القوة... دولة قوية جدا، ولكن قوتها أحيانا تصير ضعفا!
قوّة العجز في مواجهة عجز القوة، ذلك هو جوهر اللعبة السياسية في الموضوع الذي نحن فيه، ربما لم تُسمَّى أثناء الممارسة السياسية، لم يُشَر إليها بكلمة أو عنوان أو تعليق أو تحليل، ولكنها تُتَّبع وتُستخدم كأحد اللعب السياسية المتميزة في تحقيق الكثير من النتائج والحصائل والمواقف أو في إفراز الكثير من الوقائع الجديدة، وتتمخض عن مطعيات لم تكن في الحسبان، ربما تغيِّر معادلات دول كبرى في منطقة أو أقليم أو دولة، تخلق حقائق أخرى في العا لم. وهذه الظاهرة يمكننا أن نجد مصاديقها بشكل واسع ومؤثر في علاقات الناس بعضهم ببعض، الأباء مع الأبناء، صاحب المعمل مع العمال، مدير الادارة مع موظفيه، والعكس بالعكس، وربما تكون في كثير من الا حيان لعبة متبادلة، حسب الظروف والممكنات المتوفرة.
ترى ما الذي سوف يحدث لو أن الادارة الامركية ــ مثلا ــ شنَّت حربا عسكرية ضارية على سوريا بهدف تبديل نظام الحكم؟
ليس صعبا على قوة مثل الولايات المتحدة الامركية أن توجه ضربات قاصمة إلى سوريا، وتنهي كل شي بساعات، ولكن قوتها هنا عاجزة، قوتها هنا لا تملك صلاحية فاعليتها، قد يبدو الامر غريبا، بل متناقضا، ولكنَّه هو الواقع بعينه، ولا تناقض أبدا.
إن مثل هذه العملية فيما لو أقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية قد تربك منطقة الشرق الاوسط كلها، ومن ثم كيف يمكن لأمريكا أن تبقى صاحبة الكلمة الأولى في المنطقة مع نشوب فوضى من الصعب السيطرة عليها؟
إن هذه العملية ترشح المنطقة للاشتعال، فكيف وهذه الحال يمكن لواشنطن أن تحافظ على نفوذها ومصالحها في المنطقة بالذات؟
وهل يضمن الامريكان على أثر هذه الضربة وبعد بتحقيق الهدف الأول أن لا يستولي على الحكم في دمشق موالون للقاعدة، أو إسلاميون متشددون؟ وهل سوف تكون إ سرائيل في مأمن من خطر محتمل؟ هل ستكون منابع النفط في مثل هذه الفوضى بمأمن من التخريب والعطل؟
إذن هي قوة عاجزة هنا!
قوّة مشلولة!
إنها قوّة ولكن معطّلة!
لقد بطلت قوة وإمكانات الصواريخ والطائرات والبوارج الأمركية الهائلة، ليس لانّها عاطلة فعلا، بل لأنها قد تخلق واقعا اكثر صعوبة وأكثر إ حراجا لأمريكا في المنطقة، بل ربما في العالم، قد تُفقدها قوا عدها وأصدقاءها ومصالحها ونفوذها، ليس في منطقة الشرق الأوسط وحسب، بل ربما في مناطق أخرى، فهي حقا قوة عاجزة ضمن هذه المعطيات.
الأمر ذاته لو أن الولايات المتحدة الامريكية جازفت اليوم وقامت بضرب العمق الإيراني، فإن مثل هذا العمل العسكري الخطير سيلهب المنطقة، ربما يشعل مساحة واسعة من العالم، مساحة تتسم بالحساسية المفرطة، ومن ثم قد تخسر أمريكا الكثير من جراء هذا العمل على إمتداد هذه المساحة.
الطرف الآخر فيما إذا كان ذكيا، ماهرا، متمكنا، خبيرا، يستطيع أن يستثمر هذه المفارقة بفاعلية، فهي مفارقة جاهزة لان تكون مادة لعب ناجح، من أجل أهداف ربما كبيرة، تختلف وتتباين حسب رسم الواقع والظروف السائدة.
إن (قوة العجز) يمكن أن تستغل (عجز القوة) فيما إ ذا توفرت على المهارة والذكاء والخبرة، ممكن أن تستثمر ذلك لتفادي ضربة كانت الدولة القوية تفكر بتسديدها لهذه الدولة الضعيفة، يمكن أن تستغلها لتحييد الدولة القوية، يمكن أن تستعملها لإرغام الدولة القوية على التعاون والمشاركة في مشاريع سياسية أو اقتصادية أو علمية أو إجتماعية، يمكن أن تتوسل بها لفرض واقع سياسي جديد يخدم مصالحها (مصالح الدولة الضعيفة)، ولا يمكن بطبيعة الحال حصر هذه الاهداف والغايات، فهي قضية مرنة، وتخضع لحسابات يصعب تحديدها بدقة.
إن جوهر العملية هنا، أن الضعيف أستثمر حراجات القوة، معوقات القوة، مشاكل القوة، فإن للقوة حراجاتها ومعوقاتها ومشاكلها، وذلك بالنسبة لمن يملكها، وفي الحقيقة إن إستثمار أو إستغلال قوة العجز ليست عملية ميكانيكية صرفة، لا تعطي ثمارها بدون تخطيط وجهد وفن، والبداية هي تشخيص العوامل والممكنات التي من شأنها وضع قوة الأخر في موقع حرج، في موقع لا يرغب فيه صاحب القوة، ولا يفكر أن يقتحمه خوف أ ن تنقلب قوته وبالاً عليه، والخطوة الثانية هي إظهار هذه العوامل للعلن، الترويج لها، الحديث عنها بإلحاح وإستمرار، تقديم الأدلة التي من شأنها إقناع العالم بأن هذه العوامل كفيلة بخلق وضع محرج للآخر، الأخر الذي هو موضوع وهدف (الأخر)، أي الطرف الذي يمثل (عجز القوة).
إن أحد أهم أمراض القوة هو عدم توفر إمكانية وظروف إستخدامها، أو أن إستخدامها يسبب إنقلابا، إنقلاب القوة إلى ضعف بما يجره الا ستخدام من أضرار ونتائج ليست في صالح مالكها، وبالتالي، هو عجز حقيقي في موضوعه، وهو عجز يحسب لصالح الا خر، وما على الآخر سوى توظيفة بمهارة وفن.
إن الشرق الاوسط من اهم المناطق التي تصلح لسياسة عجز القوة وقوة العجز، أو لمعادلة عجز القوة وقوة العجز، فبدون من شك إن هذه المعادلة هي التي تحول إلى حد كبير دون إستخدام إسرائيل منطق القوة بمساحة واسعة، كذلك الولايات المتحدة الامريكية، كما أن الطرف المقابل إستفاد كثيرا من هذه المفارقة الخطيرة.
يتجلى عجز القوة بشكل خاص في المناطق الحساسة من العالم، مناطق النفط والاستراتيجية والأنظمة ذات التوجهات الراديكالية والمناطق المحتشدة بالاسلحة النووية، فإن استخدام القوة العسكرية هنا قد تتسبب في محصول معاكس من هذا الا ستخدام.
قوة العجز وعجز القوة معادلة صعبة، رغم إ نها فاعلة، وتؤدي دورها بقوة ونشاط، ولكن الاستفادة منها، وتسخيرها لاهداف سياسية واقتصادية وعلمية تحتاج إلى فرق عمل من الطراز الرفيع.
هناك قوة العجز... دولة ضعيفة ولكنّ ضعفها أحيانا يصير قوّة!
وهناك عجز القوة... دولة قوية جدا، ولكن قوتها أحيانا تصير ضعفا!
قوّة العجز في مواجهة عجز القوة، ذلك هو جوهر اللعبة السياسية في الموضوع الذي نحن فيه، ربما لم تُسمَّى أثناء الممارسة السياسية، لم يُشَر إليها بكلمة أو عنوان أو تعليق أو تحليل، ولكنها تُتَّبع وتُستخدم كأحد اللعب السياسية المتميزة في تحقيق الكثير من النتائج والحصائل والمواقف أو في إفراز الكثير من الوقائع الجديدة، وتتمخض عن مطعيات لم تكن في الحسبان، ربما تغيِّر معادلات دول كبرى في منطقة أو أقليم أو دولة، تخلق حقائق أخرى في العا لم. وهذه الظاهرة يمكننا أن نجد مصاديقها بشكل واسع ومؤثر في علاقات الناس بعضهم ببعض، الأباء مع الأبناء، صاحب المعمل مع العمال، مدير الادارة مع موظفيه، والعكس بالعكس، وربما تكون في كثير من الا حيان لعبة متبادلة، حسب الظروف والممكنات المتوفرة.
ترى ما الذي سوف يحدث لو أن الادارة الامركية ــ مثلا ــ شنَّت حربا عسكرية ضارية على سوريا بهدف تبديل نظام الحكم؟
ليس صعبا على قوة مثل الولايات المتحدة الامركية أن توجه ضربات قاصمة إلى سوريا، وتنهي كل شي بساعات، ولكن قوتها هنا عاجزة، قوتها هنا لا تملك صلاحية فاعليتها، قد يبدو الامر غريبا، بل متناقضا، ولكنَّه هو الواقع بعينه، ولا تناقض أبدا.
إن مثل هذه العملية فيما لو أقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية قد تربك منطقة الشرق الاوسط كلها، ومن ثم كيف يمكن لأمريكا أن تبقى صاحبة الكلمة الأولى في المنطقة مع نشوب فوضى من الصعب السيطرة عليها؟
إن هذه العملية ترشح المنطقة للاشتعال، فكيف وهذه الحال يمكن لواشنطن أن تحافظ على نفوذها ومصالحها في المنطقة بالذات؟
وهل يضمن الامريكان على أثر هذه الضربة وبعد بتحقيق الهدف الأول أن لا يستولي على الحكم في دمشق موالون للقاعدة، أو إسلاميون متشددون؟ وهل سوف تكون إ سرائيل في مأمن من خطر محتمل؟ هل ستكون منابع النفط في مثل هذه الفوضى بمأمن من التخريب والعطل؟
إذن هي قوة عاجزة هنا!
قوّة مشلولة!
إنها قوّة ولكن معطّلة!
لقد بطلت قوة وإمكانات الصواريخ والطائرات والبوارج الأمركية الهائلة، ليس لانّها عاطلة فعلا، بل لأنها قد تخلق واقعا اكثر صعوبة وأكثر إ حراجا لأمريكا في المنطقة، بل ربما في العالم، قد تُفقدها قوا عدها وأصدقاءها ومصالحها ونفوذها، ليس في منطقة الشرق الأوسط وحسب، بل ربما في مناطق أخرى، فهي حقا قوة عاجزة ضمن هذه المعطيات.
الأمر ذاته لو أن الولايات المتحدة الامريكية جازفت اليوم وقامت بضرب العمق الإيراني، فإن مثل هذا العمل العسكري الخطير سيلهب المنطقة، ربما يشعل مساحة واسعة من العالم، مساحة تتسم بالحساسية المفرطة، ومن ثم قد تخسر أمريكا الكثير من جراء هذا العمل على إمتداد هذه المساحة.
الطرف الآخر فيما إذا كان ذكيا، ماهرا، متمكنا، خبيرا، يستطيع أن يستثمر هذه المفارقة بفاعلية، فهي مفارقة جاهزة لان تكون مادة لعب ناجح، من أجل أهداف ربما كبيرة، تختلف وتتباين حسب رسم الواقع والظروف السائدة.
إن (قوة العجز) يمكن أن تستغل (عجز القوة) فيما إ ذا توفرت على المهارة والذكاء والخبرة، ممكن أن تستثمر ذلك لتفادي ضربة كانت الدولة القوية تفكر بتسديدها لهذه الدولة الضعيفة، يمكن أن تستغلها لتحييد الدولة القوية، يمكن أن تستعملها لإرغام الدولة القوية على التعاون والمشاركة في مشاريع سياسية أو اقتصادية أو علمية أو إجتماعية، يمكن أن تتوسل بها لفرض واقع سياسي جديد يخدم مصالحها (مصالح الدولة الضعيفة)، ولا يمكن بطبيعة الحال حصر هذه الاهداف والغايات، فهي قضية مرنة، وتخضع لحسابات يصعب تحديدها بدقة.
إن جوهر العملية هنا، أن الضعيف أستثمر حراجات القوة، معوقات القوة، مشاكل القوة، فإن للقوة حراجاتها ومعوقاتها ومشاكلها، وذلك بالنسبة لمن يملكها، وفي الحقيقة إن إستثمار أو إستغلال قوة العجز ليست عملية ميكانيكية صرفة، لا تعطي ثمارها بدون تخطيط وجهد وفن، والبداية هي تشخيص العوامل والممكنات التي من شأنها وضع قوة الأخر في موقع حرج، في موقع لا يرغب فيه صاحب القوة، ولا يفكر أن يقتحمه خوف أ ن تنقلب قوته وبالاً عليه، والخطوة الثانية هي إظهار هذه العوامل للعلن، الترويج لها، الحديث عنها بإلحاح وإستمرار، تقديم الأدلة التي من شأنها إقناع العالم بأن هذه العوامل كفيلة بخلق وضع محرج للآخر، الأخر الذي هو موضوع وهدف (الأخر)، أي الطرف الذي يمثل (عجز القوة).
إن أحد أهم أمراض القوة هو عدم توفر إمكانية وظروف إستخدامها، أو أن إستخدامها يسبب إنقلابا، إنقلاب القوة إلى ضعف بما يجره الا ستخدام من أضرار ونتائج ليست في صالح مالكها، وبالتالي، هو عجز حقيقي في موضوعه، وهو عجز يحسب لصالح الا خر، وما على الآخر سوى توظيفة بمهارة وفن.
إن الشرق الاوسط من اهم المناطق التي تصلح لسياسة عجز القوة وقوة العجز، أو لمعادلة عجز القوة وقوة العجز، فبدون من شك إن هذه المعادلة هي التي تحول إلى حد كبير دون إستخدام إسرائيل منطق القوة بمساحة واسعة، كذلك الولايات المتحدة الامريكية، كما أن الطرف المقابل إستفاد كثيرا من هذه المفارقة الخطيرة.
يتجلى عجز القوة بشكل خاص في المناطق الحساسة من العالم، مناطق النفط والاستراتيجية والأنظمة ذات التوجهات الراديكالية والمناطق المحتشدة بالاسلحة النووية، فإن استخدام القوة العسكرية هنا قد تتسبب في محصول معاكس من هذا الا ستخدام.
قوة العجز وعجز القوة معادلة صعبة، رغم إ نها فاعلة، وتؤدي دورها بقوة ونشاط، ولكن الاستفادة منها، وتسخيرها لاهداف سياسية واقتصادية وعلمية تحتاج إلى فرق عمل من الطراز الرفيع.
التعليقات