* quot;شرف فتح الباب quot; أغلق باب النجاح أمام الفخرانى فى هذا الموسم.

ماكتبه السيناريست عن أمين المخزن كان مقبولاً فى زمن يوسف وهبى.
[ السيناريست ليس وظيفة يجلس صاحبها طوال النهار والليل فى حجرة مكتبه بجوار أباجورة وعلى مكتبه quot;مجquot; النيسكافيه وتتدلى من شفتيه السيجاره المارلبورو!، ينتظر هبوط الوحى وإنبثاق الإبداع، وإذ فجأة يجرى القلم على الورق المسطر، وهات ياكتابه!، إنها صورة ساذجة شكلتها شاشات السينما والتليفزيون وأبعدتها عن حقيقة السيناريست المشتبك مع الحياة والمتفاعل معها، ولكن المصيبة أن بعض كتاب السيناريو قد إقتنع بهذه الصورة النمطية،وأصبحت كل علاقتهم مع الورق فقط وليست مع الواقع، والكاتب محمد جلال عبد القوى فى مسلسل quot;شرف فتح البابquot; قدم لنا نموذجاً قوياً على هذه العلاقة المقطوعه مع الواقع بدليل أنه بنى مسلسله على أساس هش قابل للإنهيار بنفخة هواء، وشكل السيناريو ونسجه بخيوط وهم لاتوجد إلا فى مخيلته فقط، الوهم إسمه أمين المخازن!.
[ من الممكن أن أقتنع بنموذج أمين المخازن الذى قدمه الفنان يحيى الفخرانى ولكن منذ خمسين سنة أ!، ومن الممكن أن أصدقه ولكن لو جسده زكى رستم بشرط أن يكون المخزن فى فرن أو طابونه!، وأنا متأكد أن السيناريست لم يسأل ماهو دور أمين المخزن فى أى شركة كبيرة؟، وهل يستطيع وفى قدرته أن يبدد عهدة بعشرة ملايين جنيه؟، لو كان المؤلف قد أجهد نفسه، حتماً ولابد كان سيشطب على كل المسلسل ويكتب مسلسلاً آخر، فأمين المخزن الذى رسم تفاصيله عبد القوى كان مقبولاً فى زمن توجو مزراحى ويوسف وهبى بك، فهذه المهنة كان لها بريق درامى حين كانت تستغل قديماً فيما يسمى تبديد العهده، أما الآن فقد أصبحت فى متحف الدراما بعد أن تقلص دور أمين المخزن وتهمش حتى أصبح لادور له تقريباً، صار مثل المناصب الشرفيه، و جرب أن تطلب مسماراً من مخازن أى شركة كبيرة،ستجد عشرين إمضاء،يعنى عشرين مسئولية، بداية من المخزنجى حتى المدير، فمابالك بعشرة ملايين جنيه، وعلى رأى صديقى الذى يعمل فى شركة بترول حين علق على المسلسل قائلاً quot; طلب الأفرول من المخازن عندنا شئ يقترب من طلب دخول الجنه، عايز خمسين إمضاquot;!!، ولكن السيناريست جلال عبد القوى جعل كل المقاليد فى يد شرف فتح الباب، وعلينا أن نبلع الطعم ونوقف غدد التفكير والتساؤل، ونمشيها كده علشان المسلسل يمشى،والسبوبة تنقضى، وليذهب الصدق الدرامى إلى الجحيم.
[ إنها ليست تفصيله فرعيه ولكنها عامود المسلسل وحجر زاويته، فكيف لايجهد عبد القوى ومعه الفخرانى والمخرجه أنفسهم لمناقشة هذا البناء الكرتونى الملئ بالثغرات، وإذا مررنا وبلعنا أمين المخزن المتحكم فى مقاليد الأمور، فكيف نقتنع بتلك المبالغات الفجة عن حجم تأثير ومساحة أخلاق العارف بالله سيدى شرف فتح الباب؟!، وتأثير الصدمة على أهالى محافظة مطروح والساحل الشمالى!، فبالله عليكم كيف نقتنع بهذه العلاقة المفتوحه بين أمين مخزن ورئيس مجلس إدارة؟، هل من المنطقى أن يدخل المخزنجى ويخرج على رئيس القطاع وأكبر راس فى الشركه بهذه البساطة وهذا اليسر وكأنه داخل على ماتش دومينو فى قهوة بعره؟، وإذا كنا قد تحملنا ملل حلقة كاملة وزع فيها شرف فتح الباب البيبسى على مطروح كلها فرحاً بدخول إبنته كلية الصيدلة، فكيف نتحمل حفلة التكريم الأسطورية التى يحتشد لها الموظفون ويشرف عليها رئيس مجلس الإدارة شخصياً وكأنها حفلة تكريم الناصر صلاح الدين؟!، وهل محافظة مطروح لاهم لها إلا قضية شرف فتح الباب؟، وهل الجرائد القومية والمستقلة جندت مانشيتاتها لهذا الحدث الجلل الذى هز أرجاء المحروسه؟، وهل من المعقول أن يسافر طلبة كلية الهندسة ومدرسة مطروح إلى الأسكندرية لحضور المحاكمة ومساندة شرف فتح الباب؟!!، وهل شاهدتم طوال عمركم طالب يكتب على الحيطان بابا شرف شريف وبرئ؟!،....الخ.
[ ألف علامة إستفهام تطل برأسها من بين ركام هذا البناء المفكك، وماذا حدث للفنان يحيى الفخرانى الذى إفتقدنا طلته المحببة هذا العام مع إفتقاد لغة الجسد التمثيلية ومعها تعبيرات الوجه المرنة التى كانت سر نجاحه والتى تحولت إلى تعبير واحد كئيب شمعى وكأنه منحوت من صخر، للأسف شرف فتح الباب أغلق باب النجاح هذا العام أمام الفخرانى.
لقطات كوميديه
[ بالرغم من أن معظم المسلسلات خاصمت الكوميديا هذا العام وتبنت النظرة التراجيدية إلى الواقع، فإنها وبدون أن تقصد تحولت إلى مسلسلات كوميدى وبإمتياز، تضحكك من فرط سذاجتها وترهلها وكتابتها المشوهة وإخراجها المعوق، وهذه بعض من اللقطات الكوميدية التى لا أستطيع أمامها إلا أن أضحك وأقول اللهم إجعله خير.
[ أرشح مسلسل الدالى لأفضل مسلسل كوميدى خاصة المشاهد التى تجمع سوليمان عزت أبو عوف أبو باروكة مدهشة وزعيم المافيا برليونى الأقرع على نفس الترابيزة اليتيمة كل حلقة وهما يخططان للإيقاع بسعد الدالى الواثق من نفسه إلى حد الغيظ، ليس المهم الحوار الساذج عن خطورة المجموعة ومستقبل المجموعة ولوذعية المجموعه ومجموعة المجموعة وخطورة سعد الدالى على الأمن القومى والنظام الكونى،ولا نظرات المافياوى الزلبطه إلى الإسرائيلى أبو شعر، ولكن المهم هو الباروكة الغريبة التى أموت وأعرف من أين إشتراها عزت أبو عوف؟!، إننى أعتقد أنها باروكة رمضانية مناسبة لأنها تشبه الكنافه!، وربما يكون هذا هو السر فى إختيارها لمسلسل رمضانى يحمل شعار الباروكة المناسبة فى المكان المناسب، أحياناً أتخيل صانع الكنافة وهو واقف فوق رأس عزت أبو عوف تتساقط من خروم الكوز الذى يمسكه شعيرات الكنافه قبل دخوله إلى البلاتوه حتى يتقمص ومايبوظش الراكور.
[ المشهد الكوميدى الثانى فى مسلسل quot;الهاربة quot; الذى ينتمى إلى النمط الأمريكى ولكن بطريقة الهنود الحمر فى التأليف والإخراج، أظرف ماسمعته فى المسلسل الأمريكى التايوانى المضروب محمد رياض المخبر الأمريكانى وهو يردد كلمة الوغد!، تذكرت العبقرى المترجم أنيس عبيد وروايات الجيب المترجمه، وتمنيت أن يكون السباب الرسمى فى مصر هو ياإبن الوغد على طريقة محمد رياض فى المسلسل المستورد من شارع عبد العزيز.
[ مشهد كوميدى أخر المفروض أنه رومانسى فى مسلسل quot; قصة الأمس quot;، فمصطفى فهمى يريد أن يقول كلام حب لإلهام شاهين، والسيناريست لاتسعفه الذاكرة ولا المقدرة، والمخرجة محتاسه، ماهو الحل؟، إليكم المفاجأة، يغنى مصطفى فهمى وإلهام شاهين أغنية هذه ليلتى لمدة خمس دقائق وهما يتناجيان فى غرفة النوم!، مصطفى بصوته الأجش،وإلهام بالإيقاع النشاز، والمخرجه عايزانا نقتنع بأن إغتيال أم كلثوم فى غرفة النوم على يد مصطفى وإلهام هو قمة الرومانسية، لقد أغتيلت أم كلثوم على يد مخرجة أم كلثوم!.
[ المصور الصحفى يعنى كاسكيته مقلوبه!، هذا هو مفهوم مسلسل quot; فى أيد أمينه quot; عن المصور الصحفى، وبرغم أن مؤلف القصة عادل مبارز المصور الصحفى الذى لم يرتدى الكاسكيته المقلوبه فى حياته، إلا أن صناع هذا المسلسل العبقرى قرروا مع الممثل أشرف مصيلحى أن يقدموا صورة جديدة لهذه المهنة، ماتم تقديمه من مفردات البرنس والكاسكيته المقلوبه وجراب الكاميرا الملتصق بالمصور وكأنه قطعة من جلده...الخ، إستظراف ممجوج وليس خفة دم، والمشكلة إن كل الجو الصحفى الذى قدمه مسلسل يسرا هو كوميديا سوداء، فنحن نشاهد جريدة عجيبة وصحفيين مشوهين ورئيس تحرير ملطشه، وصحفيه سوبر تتلقى تهديدات بأنها لو كتبت عن المبيدات فسيوضع السيخ المحمى فى صرصور ودنها، ومش مهم تعرف إيه مسألة المبيدات دى اللى تخلى عصابات تضربها بالرشاشات وترميها فى البحر، من المؤكد أنه شئ خطير غير البيروسول والبايجون!، وأعتقد أن الذين شتموا الرئيس مبارك نفسه لم يضربوا بالرشاشات أو يلقوا فى البحر، لكن الظاهر أن المبيدات أهم من الرئيس عند الدراماتورجيه المصريين.
[ أقوى إيفيه فى المسلسل المأسوف على شبابه quot; فى أيد أمينه quot; هو عندما دخلت يسرا على أمها التى تعانى من سكرات الموت وعلى أختها التى إستنجدت بها لإنقاذ مستقبل إبنها وهى تقول: معلش كان عندى إضراب!، وكأنه حلة محشى، أو كأنها تقول كان عندى غسيل!، أما الإضراب نفسه فهو منتهى الكوميديا التى تتفوق على كوميديات الريحانى وإسماعيل يس، يسرا جالسه على السلم تطلب شاى بنعناع وبجانبها أبو كاسكيته مقلوبه وزملائها غير المقيدين بالنقابه، وكأنهم فى رحلة للقناطر الخيريه، يخرج رئيس التحرير هشام سليم وخلفه توأمه الملتصق رانيا ذات الحنجره الألومنيوم ويهددهم إذا لم ينهوا الإضراب ويقوموا من على السلالم سيطلب البوليس!،أما ماهو سبب هذا الإضراب الرهيب؟، السبب منع صحفى تحت التمرين وعدم نشر إعتذار لرجل الأعمال الذى إنتقده هذا الصحفى، وكأنه محمد حسنين هيكل أو محمد التابعى!! وبالطبع أنت لاتعرف هل يسرا رئيسة القسم السياسى أم الإجتماعى أم الفن أم الموضه أم أنها كل هذا السكلانس الصحفى مجتمعاً!، وأنت لاتعرف أيضاً هل شامل رئيس التحرير يحبها أم يكرهها؟، وماهو لزوم أن يعشقها شاب صغير فى كل مسلسل كتيمة رئيسية؟، وماهو تأثيرها الكاسح على رجل الأعمال كى يعمل عندها جاسوساً على رئيس التحرير ويسجل له إعترافه بقول رشوة إعلانية؟!!، وياأيتها الدراما كم من الجرائم ترتكب بإسمك.