&ورث الدكتور العبادي تركات ثقيلة وألغاما وأوبئة، سيا سية&واجتماعية وأمنية وأخلاقية، من عهدي المالكي. وتكون من المعجزات لو استطاع إنقاذ العراق من كل ذلك في بضعة أشهر، حتى لو توفرت له إرادة استثنائية في الإصلاح.
هناك، قبل كل شيء، تدهور الوضع الأمني، لاسيما مع الخطر الداعشي منذ سقوط الموصل بأوامر مباشرة من المالكي نفسه، كما أشارت تصريحات وشهادات ذات مصداقية. وهناك& نظام المحاصصة، الذي أعاد للمسؤوليات المالكي نفسه ورهطا من الطائفيين، الذين برهنوا على الفشل في العهد السابق. والمالكي لا يزال يتصرف وكأنه هو الحاكم بأمره، كما كان أيام عهديه المشؤومين. وشاهده& العراقيون على ظهر طائرة سوخوي في الناصرية. ولأول مرة اعترف بأنها واحدة من الطائرات العراقية التي أودعها صدام عند إيران، واشترت حكومة المالكي عددا منها! أي العراق يشتري من إيران طائرات كانت تعود له، ومع ذلك تدعي إيران الحرص على العراق والعراقيين.
كما أن نظام المحاصصة هو ما مكن مليشيا بدر، المتهمة بالعشرات من التجاوزات والانتهاكات، من احتلال وزارة الداخلية، التي سرعان ما اصدر وزيرها الهمام أوامر بتوكيل أمن أهالي بغداد لنفس المليشيا ومثيلاتها من المتجاوزين على الموطنين والناهبين الممتلكات والخطافين البشر على الهوية المذهبية.
وهناك الفساد الذي نخر في القوات الأمنية نفسها، وهي المكلفة بحماية الوطن والشعب، ولحد وجود جيش وهمي& قيل رسميا إن عدده 50 ألف عسكري لا وجود لهم إلا على الورق مع أن العدد الحقيقي قد يكون الضعف. كما وصل الفساد للأموال المخصصة للنازحين، الذين راح أطفالهم يموتون من البرد والمطر هنا وهناك.
وورث العبادي حالة احتقان طائفي وخلافات سياسية حادة جدا بسبب سياسات المالكي ورهطه، وما كان يتعمد إشعاله من أزمات وتلفيقه من اتهامات بعد أن أخضع القضاء لمشيئته.
ومن التركات المتفجرة مليشيات طائفية مسلحة من الصناعة الإيرانية والتي يمكن اعتبارها ملحقا بفيلق القدس والباسيج الإيرانيين. وأما الطامة الكبرى والعائق الأول، فهما النفوذ الإيراني، الذي استفحل زمن المالكي وما يدعى بالائتلاف الوطني، واستطاع اكتساح السيادة الوطنية ونخرها والنفاذ لأعماق المجتمع نفسه. وفي الوقت الذي تجري فيه مزايدات بالسيادة الوطنية، حين يشاع عن احتمال دخول قوات أميركية قتالية، يواصل سليماني& تحركاته في العراق وهو من يقود القوات العراقية باعتراف المسؤولين الإيرانيين وحزب الله والإعلام الإيراني. وكأنما الصمت الرسمي العراقي عن هذا الاحتلال اعتراف بأن إيران والعراق بلد واحد؟؟ وسوف نعود لهذا الموضوع في مقال تال.
العبادي أيضا جاء في خضم أزمات مشتعلة في المنطقة، ولاسيما الأزمة السورية وارتباطها الوثيق بالوضع العراقي.
لحد اليوم اتخذ العبادي عددا من القرارات السليمة، ومنها عزل عدد من الضباط الفاسدين وقيادات في وزارة الداخلية. ومنها& التوصل لحل معظم المشاكل المعلقة مع إقليم كردستان. ومنها الأوامر بعدم قصف المدن ذات الأكثرية السنية. ومنها وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء، وهو ما كان المالكي يرفض عمله. كما استطاعت القوات العراقية& والبشمركة وغارات التحالف من إلحاق الهزيمة بداعش وتحرير المحاصرين في أكثر من مكان، واسترداد مدن وقرى من قبضته رغم أن الخطر لا يزال كبيرا جدا.
المشكلة أن العبادي ليس معه طاقم أو فريق متجانس وكل إفراده أكفاء وبلا تجارب فاشلة في المسؤولية، وإن ارتباطه بحزب الدعوة والائتلاف الشيعي يحد من قدراته ومن تصميمه على اتخاذ قرارات أقوى وأكثر مضاء، ومنها حل المليشيات.&&
&