مدينة الموصل العراقية لها اهمية كبيرة من النواحى السياسية و الاقتصادية و العسكرية لكل الاطراف المشاركة فى عملية تحريرها او الجهات التى لم تشارك لحد الان او الاصح لاتستطيع المشاركة فيها وخاصة تركيا لان دولة العراق لحد الان لا تقبل بمشاركة الجيش التركى او اى جماعة مسلحة او قوات عسكرية تركية تحت اى اسم او مسماة،وللعرق كل الحق فى قبول او رفض اى طرف وخاصة الاقليمية للمشاركة فى تلك العملية المهمة و الصعبة فى ان واحد.

من الناحية السياسية اهمية تحريرها عبارة عن اكتمال تحرير جميع الاراضى العراقية المحتلة من قبل عصابات الداعش المجرمة و اكتمال سيادة العراق و الحفاظ على حدودها الدولية و هى بمثابة استرجاع العافية و القوة للدولة العراقية و اخضاع جميع اراضيها تحت سلطتها و سيادتها و عملية تحرير الموصل بمثابة رسالة لكل الدول وخاصة الاقليمية بان العراق على مسار استعادة قوتها و هيبتها لاقليمية و الدولية و هى صاحبة سيادة متكاملة و لا يحق لاى طرف او دولة ان تتدخل بشؤونها.

ومن الناحية الاقتصادية مدينة الموصل او محافظة الموصل باكملها لها دور كبير و مصدر اقتصادى قوى و كبير بسبب وجود و وفرة كميات كبيرة من النفط و الغاز الطبيعى و المحاصيل الزراعية بكل انواعها و لها ايرادات كبيرة لخزانة الدولة العراقية و تكون سببا فى انتعاش الاقتصاد العراقى المتازم لان انتاج النفط و الغاز الطبيعى فى حقول عين زالة و بطمة كبيرين جدا و فى المستقبل القريب بعد التحرير تكونان مصدرا لايرادات النفطية و رفع الحصة الانتاجية للعراق من النفط.

ومن الناحية العسكرية مدينة موصل بسبب موقعها الاستراتيجية على الحدود الدولية مابين تركيا و عراق و سوريا تمتاز باهمية عسكرية و جيو سياسية كبيرة لتلك الدول لانها نقط عبور و ممر تاريخى و نقطة اتصال برى مابين تلك الدول.

لكل هذه الاسباب و الاخرى فان عملية تحرير مدينة الموصل تكون بمثابة نقطة تحول كبير فى مجرى الاحداث و التغيرات الكبيرة و المقبلة على المنطقة باكملها و خاصة فى منطقة الشرق الاوسط.

ان عملية التحرير بنسبة العراق تكون نقطة تحول ايجابى على كل المستويات السياسية و الاقتصادية و العسكرية لانها اخر مدينة عراقية محتلة و تحت يد عصابات الداعش المجرمة و اخر نقطة تدخل خارجى لشؤون العراق و خاصة من قبل تركيا التى لها اطماع تاريخية ف احتلال مدينة الموصل تحت ضريعة ميراث الدولة العثمانية المقبورة.و عملية تحريرها عبارة عن نصر كبير لجيش العراقى و القوات المسلحة التى عاشت الامرين منذ عام 2003 بيد العصابات الارهابية المتنوعة و المصتنعة من قبل الدول الاقليمية و خاصة سنية المذهب و الدول الخرى،لان تلك العصابات تاسسوا من قبل الدوائر المخابراتية العالمية و الاقليمية حفاظا لامنهم و مصالحهم و خاصة الاقتصادية فى المنطقة.

وبالنسة الكرد فان تحرير مدينة الموصل لها اهمية كبيرة لان الكرد هو القومية الثانية الكبيرة التى تعيش فى كافة انحاء المحافظة بعد القومية العربية منذ تاريخ قديم و خاصة الجانب الشرقى من المدينة،ومدينة موصل بمثابة نقطة تحول ايجابى للكرد لان الموصل نقطة وصل مابين الكردستان الجنوبى و الغربى على وجه الخصوص،ونتيجة تحريرها تكون للكرد نقطةاتصال برى دائمى مابينهم على الجانبين من الحدود العراقية و السورية، و تحرير مدينة الموصل تعنى استرجاع الكرد للمناطق المتنازع عليها مع حكومة بغداد و من جانب اخر تحرير مدينة الموصل تعنى للكرد قطع دابر القوات التركية الموجودة فى تلعفر و المنطة ككل لان بعد التحرير تكون القرار الاخير و الحاسم للجيش العراقى و ليس للقوات التركية و الكرد ليسوا وحدهم بوجه الاعتدائات التركية على المناطق التى توجد فيها اكثرية الكردية.ولكل هذه الاسباب شاركت القوات الكردية من البيشمركة باكثر من 50 الف بيشمركة وسجلوا انتصارات باهرة لحد الان فى كل الجبهات المحددة لهم منذ بداية العملية فى صبيحة يوم 17/10/2016.

عملية تحرير الموصل للدول التحالف العسكرى الدولى بقيادة امريكا بمثابة نصر كبير ضد العصابات الداعش فى العراق خصوصا و فى سوريا ايضا عبارة عن قطع طريق للمساعادات العسكرية و اللوجتسية و عبارة عن انهيار الروح المعنوية لباقى الفلول الارهابيين من الدواعش و غيرهم. و من جانب اخر عبارة عن سيطرة امريكا بدلا من البريطانيا و الفرنسا القديمة على ابار النفط فى الموصل و كامل ولاية الموصل القديمة.

وعملية تحرير الموصل للدول الاقليمية مثل تركيا و سعودية (( سنية المذهب )) بمثابة فشل و خسارة المادية و المعنوية لهم و فشل خطتهم ضد ايران و الحكومة العراقية ((شيعية المذهب)) و خذلان اهل السنة و العرب السنة فى الموصل، لان بعد التحرير تكون لدولة العراقية باع طويل فى ادارة المدينة و المنطقة و من المعلوم ان الحكومة العراقية الحالية تدور فى فلك سياسات الايرانية الشيعية المذهب و نية ايران فى المشاركة و مساعدة القوات العراقية بجيشها النظامى و الحشد الشعبى الشيعى هى انقاذ و مساعدة النظام البعثى فى سوريا و ابقاء بشار الاسد فى سدة الحكم، و اكتمال الاتصال مابين الدول و الاحزاب الشيعية فى منطقة هلال الخصيب التاريخى. ولما اكتمل تلك الخطط فان الايران تكون اقوى دولة شيعية فى المنطقة و تستطيع ان تحكم فى السياسات للدول المنطقة مباشرة فى العراق و سوريا و لبنان و اليمن و غير المباشرة فى كل الدول المنطقة و تكون خطرا حقيقيا على المذهب السنى. و تكون تحرير الموصل نقطة تحول ايجابي لايران و حلفائها من الروس و غيرها. ولكن بنسبة لتركيا الاردوغانية تكون نقطة تحول سلبى، لان تركيا و سلطتها قد تصغر و تتحجم داخل حدودها الحالية و يمكن و احتمال كثير بان بعد دحر الكامل للقوات الارهابية للدواعش و غيره فى اخر المطاف ترجعون الى داخل تركيا و تكونون قوة كبيرة و خطرة على النظام الحكم الاردوغانى الراعى الحقيقى للارهاب و الارهابيين فى المنطقة وتكون احلام اردوغان و حكومته فى استرجاع ولاية الموصل القديمة فى مهب ريح و ترجع الدائرة على نفسها كما حدث فى الماضى بعد تحرير افغانستان من الحكم الشيوعى و البدا برجوع عرب افغان الى بلدانهم و هم بمثابة الخلايا النائمة للمنظمات الارهابية و السلفية المتعصبة ضد حكام بلدانهم و كما حدثت فى مصر و تونس و ليبيا و الجزائر و الان بدؤا فى داخل السعودية و الدول الاخرى. تركيا تكون المرشح الاولى للتقسيم و الاقتتتال الداخلى مابين النظام الحاكم وعصابات الارهابية من جانب و من جانب اخر مابين النظام و الاحزاب السياسية المعارضة و مابين مكونات المختلفة من الشعوب التركية تماما كما حدثت و تحدث الان فى العراق و سوريا و اليمن وكل هذه بسبب السياسات الخاطئة و المتهورة للاردوغان و حكومته و احلامه العصفورية و حب الزعامة و بعث تاريخهم القديم فى الامبراطورية العثمانية الجديدة.

واخيرا تكون عملية تحرير مدينة الموصل عملية عسكرية و سياسية و اقتصادية و عبارة عن عملية صعبة و متشائكة و معقدة لكثرة المشاركين فيها و بسبب اختلافات فى التوجهات و النيات و المقاصد و المصالح فى ان واحد،لهذا تكون عملية التحرير بمثابة نقطة تحول كبيرة على مسار الاحداث و التغيرات الكبيرة المقبلة على المنطقة.