المسرحية الهزلية التي افتعلتها ايران بالاتفاق مع إسرائيل تهدف الى:
١. رفع الحرج عن اسرائيل التي واجهت انتقادات دولية وشعبية وخسرت مقومات غزوها وتلاشت مبررات قوة ردة فعلها وحجمه. واظهارها في موقع "الضحية" من جديد.
٢. إقحام الاردن في الصراع في المنطقة، وترديد المقوله الخبيثه "طريق القدس يمر بالاردن".
٣. محاولة لإقحام دول الخليج في دائرة الازمة. وهو هدف غربي يستكمل مشروع الفوضى الخلاقة الذي توقف بسبب حكمة وحنكة القادة العرب وموقف المملكة ودول الخليج الشجاع في وجه امريكا وحلفاءها ووقف كل مظاهر تلك الفوضى والقتل، واستعادة الأمن لمصر وتونس والبحرين وعمان.
٤. تهدف الضربة الايرانية ايضا الى اظهار ان امن اسرائيل مهدد أمام التغطية الاعلامية الدولية حتى يرفع الكونجرس كل ما كان موقوفاً من مببعات اسلحة اضافية لتل أبيب.
٥. كسب ورقة تفاوضية جديدة اسمها "غزة" تقود إلى اعادة احياء ملف ايران النووي بشكل مباشر. وتحسين الموقف التفاوضي.
٦. إظهار إيران امام الشارع العربي والاسلامي بالمدافع الأول عن مصالح المسلمين وقضاياهم المصيرية، لتصبح إيران عراب السلام والراعي للقضية الفلسطينية ومقابله مزيدا من التمكين لها.
واخيرا رغم ان اطراف المسرحية الهزلية واضحة للعيان، لكن هناك من يحاول التطبيل اكثر لايران. وبتنا نسمع اصوات تفوح منها رائحة النفس الاخونجي تتماها بطرحها مع الهوى الفارسي الصفوي، وان كانت تلك الاصوات نشاز ولله الحمد، لكنها تنعق في كل زاوية بأن الخطوة الايران نصراً مؤزرا، وكسر لأنف اسرائيل. جازمين ان الضربة اثبتت فاعلية اسلحة ايران وقوتها. وكأنهم لايسمعون لما قاله الخبراء العسكريون واصحاب الفكر الاستخباراتي الذين يقرأون الواقع بعمق، ويعرفون ضعف القدرات العسكرية الايرانية. وقراون اهداف الضربة وحدودها من خلال تحليل الصور واستعراض التصريحات الرسمية والاطلاع على المئات من المعلومات الدقيقة والخاصة.
وختاما وجهة نظري الشخصية تتفق تماما مع من يؤكد أنّ هناك تخادم مكشوف بين اطراف المؤامره على المنطقه، لكن الراعي (الديمقراطي بالذات) يميل لإيران أكثر ويحرص على المحافظة عليها نظراً لخدماتها العديدة الخبيثه التي تتفوق بها على اسرائيل.
ولا غرابة عندما نقرا الموقف الامريكي الذي سمح لايران بان تقلع طاىراتها وصواريخها بسلام حتى وصلت اسرائيل ثم اسقطها ليكسب الحسنيين.
ايران رغم مانقرأه هنا هي في حاجة للتهدئة لاستغلال تدخلها على انه نصر لغزة وليس ردة فعل لضرب قنصليتها في سوريا. لان ذلك سيعزز من موقفها التفاوضي في صفقة الاتفاق النووي التي اختمرت كثيرا ولايرغب الراعي الديمقراطي أن يتسبب (نتنياهو) في تأخيرها. رغم ان اليمين الاسرائيلي ونتنياهو يتجاوزون المسارات المحددة لهم دائما طمعا وصلفا وثقة في حلفاءها الدائمين. وحلفاء المصلحة الاقليميين.
التعليقات