وقف القضاء المصري مع "الحق والعدالة" وأنصف اللاعب المغربي محمد الشيبي مدافع فريق بيراميدز المصري الذي تلقى صفعة على الوجه من لاعب النادي الأهلي المصري حسين الشحات، وشتائم "سب الدين"، مما دفع القضاء إلى حبس الشحات عاماً مع إيقاف التنفيذ، ومنعه من عضوية أي مؤسسات رياضية لمدة 5 أعوام، وعقوبة مالية 100 ألف جنيه، مما كان له مفعول السحر في شعور كل من ينظر إلى مكانة وهيبة وعدالة مصر بالسعادة والرضا.

اتحاد الكرة المصري "فضحنا"
وبعد أن ابتهج أنصار العدل والحق وعشاق مصر "العادلة" بهذا الحكم القضائي، الذي أنصف اللاعب المغربي، عاد اتحاد كرة القدم المصري ليتسبب في "فضيحة جديدة"، بإصداره قراراً يقضي بايقاف اللاعب المغربي ست مباريات، وتغريمه 100 ألف جنيه بداعي لجوء اللاعب للمحاكم المدنية، وهو أمر مخالف للوائح الاتحاد المصري، وكذلك يعد مخالفاً للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، الذي يمنع أي لاعب أو مؤسسة رياضية من اللجوء للقضاء المدني، وأن يتم تداول أي قضايا داخل المجال الرياضي حصراً.

العقوبة الضعيفة سبب "الكارثة"
وللرد على من اتخذوا هذا القرار "الفاضح" نقول إنَّنا نحترم قوانين الاتحاد المصري ولوائح الفيفا، ولكن لماذا لجأ اللاعب المغربي في الأساس للقضاء المدني في مصر؟ ببساطة هو فعل ذلك لأنه لم يحصل على حقه من الاتحاد المصري لكرة القدم، والذي قرر إيقاف الشحات مباراتين فقط، وهو قرار لا يتناسب مع الجريمة التي ارتكبها اللاعب المصري.

الصفع عقب المباراة
كما أن واقعة الاعتداء بالصفع على الوجه، و"سب الدين" من جانب اللاعب المصري لنظيره المغربي حدثت عقب نهاية مباراة الأهلي وبيراميدز في الدوري المصري نهاية الموسم الماضي، أي أنه حدث لا علاقة له بالمباراة.

على أي حال نحن الآن أمام "فضيحة العصر" أو "نكتة العصر" لأن اللاعب الذي تم الاعتداء عليه فعلاً وقولاً هو الذي يتم ايقافه وتغريمه مالياً، وبالطبع هذا يحدث من اتحاد الكرة خوفاً من جماهير واعلام النادي الأهلي.

مساندة "المعتدي"!
واللافت في هذا الملف المثير للجدل، بل المثير للدهشة أن الملايين من مشجعي الفريق المصري، ساندوا اللاعب المعتدي، ووقفوا إلى جواره ولازالوا في تصرف يحمل كافة أشكال التحدي للمنظومة الأخلاقية، بل حتى الدينية، فهي المرة الأولى التي تشهد فيها مصر الملايين الذين يدافعون عن لاعب تطاول على "الذات الإلهية"، مبررهم في ذلك أنهم يدافعون عن اللاعب المصري لأن نظيره المغربي أهانه ووجه له شتائم تمس الزوجة والأم، وهي قصة ليست حقيقية على الأرجح، فاللاعب المغربي لن يفعلها وهو في مصر، كما أن أحداً لم يستمع له وهو يتطاول على الشحات، على العكس من صفع الشحات للاعب المغربي وتوجيه الشتائم له، والتي شاهدها الجميع ورصدتها الكاميرات، وهناك مقاطع فيديو ثابتة لها.

أمر يثير الجنون
ما يحدث في مصر، وتحديداً من القاعدة الجماهيرية التابعة للنادي الأهلي، أمر يثير الجنون، فقد تعرضت البعض من هذه الفئة وهم بالملايين لما يشبه "غسيل المخ" على مدار سنوات من إعلام موجه يحتضن القاعدة الجماهيرية الأكبر، وكذلك من منصات السوشيال ميديا التي يسيطر عليها من "المراهقين" الذين يفعلون كل شئ من أجل "الترند" والمشاهدات التي تجلب لهم المال.

كيان كروي "مقدس"؟
وأصبح الملايين في مصر يدعمون كيان الأهلي بما يقترب من درجة "التقديس" و"العقيدة"، أو هكذا يبدو الأمر رغم أنه يستحيل عملياً أن يصل إلى هذه الدرجة، وهم يفعلون ذلك دون وعي، فالشعب المصري يشتهر باحترام "الضيف"، بالنظر إلى أن الشيبي لاعب مغربي محترف في مصر، كما يعرف عن الشعب المصري، أنه لا يعلي شيئاً أو كياناً أو فكرة فوق قيمة الدين والأخلاق والعادات والتقاليد والثقافة الموروثة.

ولكن الترويج للأهلي جعله يبدو وكأنه فوق كل هذه القيم لدى البعض، وخاصة فئات المراهقين، والملايين ممن يعانون في تفاصيل الحياة اقتصادياً واجتماعياً، فأصبح هذا الكيان هو الذي ينتصر لهم، ومن ثم يدافعون عنه إلى حد مساندة اللاعب الذي صفع لاعباً منافساً على وجهه، بل و قام بـ"سب الدين" علنا وعلى مرأي ومسمع من الملايين.