"المنتهي".. كلمة يرددها "المراهقون" من عشاق كرة القدم العالمية منذ أكثر من 5 سنوات لوصف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، فإذا به يستمر في مسيرة التوهج وكأنه شاب عشريني، بل ويستمر في الظهور بالروح القتالية التي اعتاد عليها منذ أن كان شاباً لم يبلغ 20 عاماً.

يبكي مراهقاً ويبكي رجلاً
يبكي حينما يخسر مع النصر السعودي، مثلما كان يبكي عقب نهائي يورو 2004 في البرتغال وهو في بداية مسيرته الكروية، أي منذ 20 عاماً، هذا هو الشغف الذي لم يمتلكه رياضي في التاريخ، لا يهم أين يلعب، ولا يهم في أي مرحلة عمرية، لقد حقق كل شيء، وأصبح أيقونة كروية تاريخية، ومن ثم فما الذي يدفعه للبكاء حينما يخسر وكأنه مراهق في بداية المشوار؟ إنه "الشغف"، والجوع الدائم للإنتصارات، والعطش الذي لا يرويه أي عدد من الأرقام القياسية أو البطولات.

ظاهرة تسويقية
رونالدو فضلاً عن ذلك ظاهرة تسويقية لم يسبق لها مثيل، فقد بثت وكالات الأنباء أمس خبراً مفاده أن من يريد مشاهدة رونالدو في تدريبات البرتغال استعداداً لمنافسات يورو 2024، عليه أن يدفع 800 يورو، نعم 800 يورو لمشاهدة لاعب في التدريبات، وليس في مباراة تنافسية، وهذا في حد ذاته حدث يستحق التوقف، وفي المقابل، ما زال هناك من يقول "رونالدو المنتهي".

تجاوز لوبوف في حق الأسطورة
ومن بين الآراء الصادمة خلال الأيام الماضية، أن لوبوف نجم منتخب فرنسا المعتزل قال إن فوز البرتغال ببطولة أمم أوروبا التي تنطلق خلال ساعات في ألمانيا، مرهون بعدم مشاركة رونالدو أساسياً، وبالطبع هو رأي فني يخص صاحبه، ولكنه يفتقد لأبسط قواعد الإحترام، فقد بالغ لوبوف كثيراً في محاولة التقليل من شأن رونالدو، وربما بالغ في محاولة امتطاء "الترند" على حساب النجم الأسطوري، وحتى لو كان رونالدو في حالة فنية سيئة، فيجب أن نتأدب مع "التاريخ" يا لوبوف، كما أن رونالدو ليس تاريخاً كروياً فحسب، بل هو ملهم لأجيال شابة في عالم كرة القدم برحلته الشاقة.

حافز إبداع لرونالدو
وبالرغم من هذا التصريح المثير للجدل، فإن رونالدو ليس من هؤلاء الذين تتحطم روحهم المعنوية على صخرة الباحثين عن الترند، بل إنه يصبح أكثر توهجاً حينما يتعرض للهجوم، والتصريحات العدائية، وربما يكون لوبوف سبباً في حرمان فرنسا من لقب يورو 2024، ومن يدري فقد يكون رونالدو نجماً للبطولة، وراقصاً مع المجد في الظهور الأوروبي القاري الأخير له مع منتخب البرتغال.