إيلاف من الرياض: تراجع مساعد أمين عام الجامعة العربية ⁧حسام زكي⁩ عن تصريحاته السابقة بشأن ⁧حزب الله⁩، والتي قال فيها إن الجامعة لم تعد تصنف الحزب منظمة إرهابية، مما حمى الجامعة العربية من أزمة قد تندلع مع الدول التي لديها موقف من الحزب الذي سبق أن صنفته الجامعة العربية كيانا إرهابياً.

وقال زكي في تراجعه عن تصريحاته السابقة إن "قرارات الجامعة العربية تمنع تقديم أي شكل من الدعم للإرهابيين والكيانات الإرهابية، والتحفظات على سلوك وسياسات حزب الله ما زالت قائمة داخلياً وإقليمياً". وأشار إلى أن تصريحاته السابقة بشأن حزب الله "فسرت في غير سياقها الصحيح".

وسبق وأن أثار تصريح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حول "موافقة" الدول الأعضاء على إلغاء تسمية حزب الله ككيان إرهابي، استغراب عدد من الدبلوماسيين الخليجيين الذين سمعوا من مندوبيهم أن هذه الخطوة لم تحصل على موافقة دول الخليج، التي لديها مواقف واضحة من حزب الله.

وكان هذا التصريح معارضاً للتوجهات الخليجية، التي تعتبر حزب الله شريكاً أساسياً في كل محاولات تهديد الأمن الوطني للدول الخليجية، من خلال توفير الدعم المادي، والمالي، والتدريب، لعدد من التنظيمات والعناصر المناوئة.

ومعروف أن جامعة الدول العربية سبق وأن أعلنت عن تصنيف حزب الله كـ"حزب إرهابي" بعد قرار من مجلس التعاون الخليجي، في عام 2016، والذي كان عام التوترات بين طهران وحلفائها وأهمهم حزب الله من جهة، وبين دول الخليج من جهة أخرى.

وصدرت ردود فعل غاضبة على هذا التصريح حيث تساءل عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي عساف أبو اثنين : "الأمين العام للجامعة العربية ومساعده ( حسام زكي ) هل هم موظفين في الأمانة العامة يعملون وفق سياسة الجامعة وتنفيذ قرارت قادة الدول العربية او انهم يقودون أمانة الجامعة بناء على اهدافهم الشخصية ومسارهم السياسي المنفرد دون الرجوع لوزراء الخارجية واخذ التوجية الملزم للجميع في كافة القضايا العربية".

ويضيف أبو اثنين، وهو شخصية عملت في الإدارة السعودية لعقود: "يتضح اننا اصبحنا الان في مرحلة جديدة تستدعي المطالبة بنقل مقر الجامعة من القاهرة وتعيين امين عام ومساعدين جدد يقدرون ويحرصون على مصالح الامة العربية" .

وبرر الأمين العام المساعد حسام زكي هذا القرار بأنه "كان هناك تسمية لحزب الله بأنه إرهابي في قرارات جامعة الدول العربية ولذلك كان التواصل معه منقطعاً.. عندما توافقت الدول الأعضاء بالجامعة بعدم استخدام هذه الصيغة فإن الطريق فتح أمامنا للتواصل" مع حزب الله.

وفي حديث مع إيلاف يقول الصحافي والباحث في العلاقات الدولية سلطان السعد القحطاني أن " هذا التراجع سيكون مفيداً للجامعة العربية نفسها حيث سيمنع تكرار هذا الحالات مستقبلاً والتي قد تعتبر تجاوزاً واضحاً لبنود التأسيس المتعارف عليها في المنظمات السياسية المشتركة والتي تشترط إبلاغ الأعضاء بكافة البنود المراد مناقشتها أو اتخاذ قرار بشأنها ليتسنى لكل دولة إبداء موقفها".

ويضيف: " لقد حمى هذا التراجع وحدة الموقف العربي من خلال عدم تفجير أزمة مع الدول الخليجية التي تعتبر حزب الله حزباً إرهابياً تورط في دعم الإرهاب وتمويله في عدد من الدول الخليجية. لقد كاد التصرف الفردي للسيد زكي أن يمنح الحزب غطاء عربياً لا يستحقه، وكان أن يعرّض النفوذ المصري على الجامعة العربية للحظة اختبار عصيب".