ارتسمت في أذهان الكثير من متابعي منصات التواصل الاجتماعي صورة ذهنية سلبية عن مشاهير التواصل، بسبب الكثير من التصرفات والمواقف، ويعتقد أولئك أن المشاهير لا يخرجون عن ذلك الإطار السلبي.

لقد بدد هذه النظرة السوداوية ظهور أيقونة العمل الخيري، والطرح الإعلامي المتزن، والرسالة الهادفة، عندما ضرب غازي الذيابي أروع الأمثلة في تلاحم الأسرة وتفقد أحوالها. بدأ بمن حوله، وأعاد الثقة لملايين المتابعين بأن جمهور التواصل الاجتماعي واعٍ، وأنَّ المشهور يدرك دوره ورسالته، وأن الخير بذرة يمكن أن تنمو ويفيض خيرها على الأقربين (والأقربون أولى بالمعروف).

خرج أيقونة العمل الاجتماعي المثمر من بين ركام الإعلام ليضيء عتمة المفاهيم والتطلعات المختلطة، ويرسم طريقاً واضحاً يمدّ فيه جسور العلاقات الاجتماعية الفاضلة. ويرسم صورة مشرقة للمجتمع السعودي بكل القيم والمبادئ ومكارم الأخلاق التي نفخر بها. كانت علاقته بأعمامه وأبناء عمومته ومعارفه وكل من لهم فضل عليه علاقة مميزة تركت صدى كبيراً بين متابعيه. علاقة جمعت المكارم والمثل من التوادّ واللطف، وذكر المعروف، ورد الثناء، وشكر أصحاب الفضل، إلى الكرم والبذل والإحسان وتفقد أحوال الأقربين، وما يقدمه في الخفاء أكثر مما قدمه في العلن.

وبين الخافي والمعلن مسيرة عطاء مشرقة، يحق لنا في هذا الوطن الغالي أن نفخر بهذا الدور الذي يقوم به أحد شبابنا، لتترسخ لدينا ثقة متجددة بأن شباب الوطن ومستقبله واعٍ، وبنّاء، ومشرق، ومحب للخير.

يؤكد غازي الذيابي في كل يوم عبر بثه وحضوره وما يقدمه، الكثير من الرسائل المجتمعية الهادفة، النابعة من عراقة هذه الأرض، والتي تمتد لآلاف السنين من القيم العظيمة ومن مكارم الأخلاق.

أصبح غازي الذيابي خلال بضع سنوات مثالاً يُحتذى به في هذا المجال، ليكون قدوةً ونبراساً للآخرين، الذين يطمحون أن يكون لهم شأن في قادم الأيام. أما العاجزون عن مجاراته، فأصبح المتابع يُدرك ضعف محتواهم، وأنهم يسيرون في طريق منحدرة، وأنهم يحترقون دون أن يكون لهم هدف أو أثر أو قيمة.

غازي الذيابي الذي تربى وترعرع في كنف مدينة الطائف، أكد أصالة القيم التي أظهرها في طرحه ومحتواه الإعلامي، من التواضع الجم، وبساطة التعامل، ونقاء السريرة، وعززت في شخصيته التمسك بالقيم والمبادئ الحميدة. ليس مستغرباً منه أن يدلو بدلوه في عمل الخير، وإغاثة الملهوف، ومد يد العون للمحتاجين، لأنه قريب من نفوس من حوله. ورغم أن الملايين يدركون هذه الصفات الرائعة في شخصه، نجد أن الناجح لا يخلو محيطه من حاسد أو حاقد أو جاحد. هذه سُنّة الحياة. وقد لاقى غازي طوال مسيرته في العمل الإعلامي والعمل الخيري وابلاً من النقد والتشكيك والتقليل، والفهم الخاطئ.

وفي هذا نستذكر بيتاً من قصيدة شهيرة للشاعر الكبير رشيد الزلامي يقول فيه:
يسبك اللي عاجز عن دروبك
‏لا فاعلٍ فعلك ولا هو مجنبك

وحتى نكون منصفين معه، ومشجعين لدوره، نذكر بعض الأعمال الخيرية التي ساهم فيها الذيابي، وصنع فيها البسمة لمن حوله ولمتابعيه. لقد قدم غازي دعماً لمنصة إحسان لكفالة الأيتام بمبلغ 100 ألف ريال، قبل أن تعلن المنصة إغلاق باب التبرع في شهر ذي الحجة من العام 1443 هـ.

كما تكفل الذيابي بعملية زراعة طفل أنابيب لرجل وزوجته، حيث لم يرزقا بالأولاد لأكثر من 9 سنوات، مدخلاً الفرحة والسرور على قلوب الكثيرين. وكلف الذيابي أحد مساعديه بالتواصل مع إحدى المستشفيات التي لها باع طويل في مثل هذه العمليات لترتسم على وجه الرجل وزوجته فرحة لا تُقدر بثمن. ومضى وألسنتهم تلهج بالحمد لله، والله هو صاحب الفضل والمنة.

كما تبرع غازي بمبلغ 100 ألف ريال لصالح نادي "وج" الرياضي، وتكفل بعلاج لاعب الجودو، أسامة المالكي، بعد تعرضه لإصابة خطيرة. في المقابل، ثمّن النادي هذا الموقف النبيل من الرجل دائم الدعم لأبناء الوطن في مدينة الطائف.

ومما نذكره من مناقب وأعمال خير، تبرعه في موسم الحج الفائت بآلاف العبوات من مياه الشرب في إطار سقيا الحاج، داعياً متابعيه في الطائف بشكل خاص، وفي أنحاء المملكة بشكل عام، للتبرع في هذا الباب العظيم من أبواب الصدقة.

ومن أعمال الخير أيضاً، تكفله بعلاج طفلة مصابة بصعوبة النطق والكلام، بكل الجلسات المقررة لها على مدار عام كامل. وفي بادرة عظيمة، ضرب فيها أروع الأمثلة في تأكيد حق الأقربين في المعروف، وحقهم في أن يضفي عليهم من الخير الذي ساقه الله له، ليؤدي ما عليه من حق لله وحق لمن حوله، ولمن لهم حق عليه. إن تفقد حال الأقارب مهمة شاقة، ولها أثر كبير في خلق التوادّ والتراحم، وإزالة الحواجز. لم ينسَ الذيابي أهله وأقاربه وإخوانه ومن لهم حق عليه من أصحابه ومعارفه، عندما أعلن عن منح 6 شقق لكل واحد من إخوانه، تجاوزت قيمة الواحدة منها 700 ألف ريال، كنوع من أنواع رد الجميل لهم، واقتداءً بالآية الكريمة "الأقربون أولى بالمعروف".

إقرأ أيضاً: هل مات نصر الله فعلاً؟

ما تم ذكره هنا من أعمال خيرية لغازي الذيابي، مجرد إطلالة سريعة، نقولها لأننا نريد أن ننظر بإيجابية لمشاهير التواصل الاجتماعي، وأن غازي الذيابي خلق بعمله وجهده طريقاً مثمراً منيراً يُحتذى به من أراد أن يكون له دور وله قيمة في مجتمعه ووطنه.

الذي يميز الذيابي عن الكثيرين من مشاهير التواصل الاجتماعي أنه رسم طريقاً جديداً جمع فيه بين المحتوى الهادف، والعمل الخيري، وتقديم رسائل مهمة للمجتمع. بدأ بنفسه، وصنع صورة إيجابية للأسرة العربية المتماسكة والمتحابة. وأدخل السرور على قلوب الملايين من متابعيه ومتتبعي أخباره.

إقرأ أيضاً: دموعك غالية يا لبنان

وجاءت مسيرة "شقح النصر" في "جادة الطائف" علامة فارقة بين كل ما شابهها، ونهجاً متجدداً، دعماً للموروث الشعبي، وتأكيداً على عمق علاقة الرجل العربي بالإبل. وساهم الذيابي بنخبة من مزايين الإبل من لون الشقح، وقام بتغطية إعلامية متميزة، حصلت على نسبة مشاهدة عالية تجاوزت مائة مليون مشاهد خلال بضعة أيام. كان لذلك مساهمة بارزة في الجهود العظيمة التي يبذلها القائمون على "نادي الإبل"، وتحقيقاً للأهداف السامية المعلنة بترسيخ وتطوير هذا الموروث الغالي علينا للوصول إلى العالمية.

وفي الختام، لا أستبعد أن نرى غازي الذيابي مستمراً في مسيرته الخيرية والمجتمعية، داعماً لمبادرات جديدة، ومحققاً لأعمال خيرية أكثر توسعاً وانتشاراً. لقد نجح في تحويل مسار الشهرة إلى مسار إيجابي يعكس طيبة ونقاء المجتمع السعودي الأصيل. إن دوره في تعزيز الصورة الإيجابية لشباب الوطن وعمله الدؤوب على ترسيخ القيم والمبادئ الحميدة يجعل منه مثالاً يحتذى به، ومصدراً للإلهام لكل من يسعى إلى تحقيق تأثير إيجابي في مجتمعه.