محمد عبد الرحمن من القاهرة: 4 أفلام شهدتها دور العرض المصرية حتى الآن في بداية موسم الصيف لهذا العام ،ومع ذلك يبرز منها فيلم وحيد هو "ملاكي إسكندرية" الذي نجح في إثارة اهتمام الجمهور وحقق إيرادات مرتفعة بالنسبة لتوقيت عرضه –أكثر من مليوني جنيه حتى الآن – كما أثار الفيلم اختلافات عديدة بين النقاد ، إلا أنهم اجمعوا على براعة المخرجة ساندرا نشأت في استخدام أساليب جديدة على السينما المصرية طورت الصورة بشكل كبير وجعلت هناك ثقة في تقديم أفلام بمستوى أميركي ، لكن دار الخلاف هو المضمون هل هو مصري أم لا ، فهناك من قال إن الفيلم كله أميركي الطابع كعادة أفلام السينارست محمد حفظي وهناك من تحمس للتجربة والإضافة التي حققتها المخرجة الشابة التي ترفض تصنيفها كمخرجة متميزة بين المخرجات وتعتبره تصنيفا عنصريا وتطلب المقارنة بين المخرجين جميعا دون فئوية .
وبعيداً عن الجدل الدائر يمكن القول إن الفيلم حقق نجاحات لافتة للانتباه كانت كلمة السر فيها ساندرا نشأت ،فعلى المستوى التقني ،يؤكد مدير التصوير نزار شاكر أن المشاهد التي أبهرت الجمهور بحركة مختلفة للكاميرا عن السائد حاليا تم تصويرها بكاميرا وحيدة ، مما يؤكد إمكانية خلق سينما جيدة دون التعذر بغياب الامكانات ، اختيار ساندرا لموسيقى ياسر عبد الرحمن أيضا له دلالة فقد قدم الرجل موسيقى أعانت المتفرج كثيرا على الانجذاب نحو الأحداث على مدى 100 دقيقة ، وعبد الرحمن هو صاحب موسيقى فيلمي "ناصر 56" و"أيام السادات" لكنه يغيب عن السينما كثيرا بالتأكيد دون رغبته ،فجاء اختيار ساندرا له ، انعكاسا لرؤيتها الشاملة كمخرجة تطلب التجديد وكان بامكانها اختيار أحد الأسماء المتكررة هذه الأيام ، كما أعطت الفرصة لمهندس الديكور الشاب حمدي عبد الرحمن ، إسم جديد في هذا المجال قدم تصميمات مختلفة و نفذ ببراعة رؤية ساندرا في مواقع التصوير الخارجية خصوصا بالإسكندرية ، حيث يبرز أحد المواقع الذي كان محور أحداث الفيلم رغم قلة ظهوره على الشاشة وبالتالي كان لابد من تكوينه بأسلوب تحتفظ به ذاكرة المشاهد بشكل يسهل عليه استعادته مرة أخرى عندما يكشف هذا المكان سر الجريمة التي يدور حولها الفيلم .
و تأتي المهمة الأصعب التي فكت ساندرا رموزها لتنضم لقائمة قليلة من المخرجين أبرزهم يوسف شاهين استطاعوا التأثير على الممثلين، والتقديم للناس بشكل مختلف وربما نقول الآن إنها كانت على حق عندما رفضت وقت التصوير ظهور أي ممثل بملابس أو تسريحة الفيلم ، وعلى غادة عادل ونور تحديدا توجيه الشكر لها لأن ساندرا ساعدتهما كثيرا على قطع مسافة كبيرة نحو تقديم أداء جيد لا يعتمد فقط على كونهما جميلات كما حدث في معظم أعمالهما ، وهو ما ينطبق أيضا على أحمد عز الذي خرج من الفيلم ليستمع للشهادة الجمهور له بقدرة جيدة على التمثيل ،وليس فقط وسامة مبهرة على الشاشة ،أما محمد رجب فقد سهل له "ملاكي إسكندرية " كثيراً الطريق للبطولة المطلقة ، وأعطى الفيلم لمحمود عبد المغني دورا أعاد له الفرصة لكي ينطلق من جديد ، كما كانت المخرجة موفقة في اختيار سامح الصريطي وخالد زكي ، لادوار قصيرة أثبتوا فيها قدرتهم على الأداء وحاجة السينما لأفلام لا يحتكرها نفس الأبطال .
ويبق خالد صالح لغزا فنيا مستمرا ،انه يتطور بشكل كبير في كل فيلم ، و يجعلنا نسأل عن المسؤول عن تأخر ظهوره كل هذه السنوات وكم خسرت السينما بسبب ذلك وكم تخسر بغياب مواهب أخرى لا تجد طريقها بسهولة للشاشة والجمهور .
الكلام طال عن "ملاكي إسكندرية " دون التطرق لقصته وهذه مشكلة أكبر ، تدل على اختلاف الفيلم فهو من الأفلام التي يصعب سردها بل إن حكي الفيلم للنهاية يفسد على المشاهد متعة العمل ، ونكتفي بالقول إنه يبدأ بجريمة
قتل لرجل أعمال –خالد زكي- متزوج من شابة –غادة عادل- مما يسبب غضب أبنائه –محمد رجب و ريهام عبد الغفور- وتتحالف معهما سكرتيرته –نور – ويوجهون لها تهمة قتله ،فتلجأ للمحامي أدهم –احمد عز- الذي يقع في حبها ويستعين بصديقه –خالد صالح – لكشف اللغز ويظهر في الصورة شقيقها الخارج من السجن –محمود عبد المغني- ويحاول معه إظهار براءة شقيقته التي كانت نادلة في مطعم حتى تخرج من السجن، ويدخل ممثل آخر ،لكن قرب النهاية تنقلب الأمور ويكتشف المحامى أنه كان ضحية خديعة كبرى .
كانت أسرة الفيلم قد أقامت عرض خاص هو الأضخم حتى الآن هذه الصيف ،حضره الأبطال و عدد كبير من نجوم السينما .
التصوير بعدسة سيد عبد ربه
[email protected]
![]()
![]()
![]()
![]()
![]()
![]()









التعليقات