ستاردست تعود للارض بعد 7 سنوات من quot;السفرquot;:
حفنة من الغبار تكشف اسرار المجموعة الشمسية

لوس انجليس : أكملت كبسولة فضائية مُحملة بغبار نيزكي رحلة مسافتها 4.6 مليار كيلومتر في الفضاء بعد أن هبطت سالمة في صحراء يوتا مما جعل علماء ادارة الطيران والفضاء (ناسا) يتنفسون الصعداء لعودة المركبة المحملة بالعينات التي انتظروها سبع سنوات ويأملون في أن تزودهم بدلائل على أصول المجموعة الشمسية.وانتهت المهمة quot;ستاردستquot; في وقت مبكر يوم امس عندما حطت الكبسولة التي تزن 45 كيلوجراما في مهبط للبحث والتدريب بقاعدة يوتا الجوية قبل موعدها بدقيقتين في الساعة الثالثة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي (1010 بتوقيت جرينتش).

وأعلن توم دوكسبيري مدير مشروع ستاردست لفريقه بعد ثوان من الهبوط quot;حدث الهبوط.quot;وأظهرت لقطات تلفزيونية العلماء والمهندسين في غرفة التحكم بمختبر الدفع النفاث التابع لناسا في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا وهو يهللون ويصفقون لحظة الهبوط وقبلها عندما فتحت مظلتا الهبوط فيما حلقت الكبسولة فوق غرب الولايات المتحدة ونحو هدفها.وفي عام 2004 تحطمت كبسولة فضائية تسمى جنيسيس كانت تحمل ايونات شمسية عند وصولها الى الارض حينما لم تفتح مظلة الهبوط مما أثار مخاوف بشأن رحلة عودة ستاردست.

وبسبب تلك الحادثة أمضى فريق ستاردست ستة اشهر في الكشف على تصميم سفينة الفضاء ومراجعته لضمان عدم حدوث اي اخطاء. وقال مسؤولون في ناسا انهم مستعدون للتعامل مع هبوط خشن للكبسولة.

لكن هذه المخاوف ذهبت أدراج الرياح عندما سارت كل خطوة من خطوات رحلة عودة الكبسولة الى الارض كما كان مخططا لها.

ودخلت الكبسولة المجال الجوي للارض بسرعة 46440 كيلومترا في الساعة وهي أعلى سرعة لاي جسم من صنع الانسان في التاريخ. واستغرقت الكبسولة 13 دقيقة في قطع المجال الجوي في طريقها الى القاعدة العسكرية النائية.وقال مسؤولون في ناسا انه كان بالامكان مشاهدة عملية الهبوط من الارض في ولاية نيفادا.وبعد أقل من ساعة على هبوطها التقطت ثلاث طائرات هليكوبتر الكبسولة وحملتها بعيدا عن الصحراء المظلمة التي تهب فيها الرياح. وجرى ذلك بمساعدة أجهزة تعمل بالاشعة تحت الحمراء وأجهزة رادار.وستنقل الكبسولة الى quot;غرفة تطهيرquot; في القاعدة قبل نقل العينات المجموعة الى مركز جونسون الفضائي في وقت لاحق هذا الاسبوع.

وبدأت المهمة ستاردست في عام 1999 ودارت حول الشمس ثلاث مرات وسارت نصف المسافة الى كوكب المشتري لتجمع عينات من النيزك (وايلد 2) في يناير كانون الثاني عام 2004. وجرى التقاط الغبار بواسطة مسبار يشبه مضرب التنس ويحوي اوعية في حجم مكعبات الثلج مبطنة بمادة ايروجيل وهي مادة غازية لاصقة.والتصقت عينات الغبار التي يعتقد أن سمك معظمها يبلغ عشر سمك شعر الانسان بمادة الايروجيل قبل تخزينها داخل الكبسولة.

ويعتقد ان النيازك هي أجرام متخلفة عن عملية تكوين الكواكب ويأمل العلماء في ان يعطي الغبار الذي جمعته مهمة ستاردست دلائل عن أصل المجموعة الشمسية الذي يعود لنحو 4.5 مليار سنة.وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1972 التي تجمع فيها مواد صلبة من خارج كوكب الارض لترسل الى العلماء.وعادت السفينة الأم التي قطعت الحبال السرية بينها وبين الكبسولة مساء السبت الى المدار حول الشمس وقد تستغل في مهام مستقبلية لدراسة الكواكب والنجوم والنيازك.