أسامة العيسة من القدس: حصد فيلم (الجنة الان) للمخرج الفلسطيني هاني أبو اسعد، جائزة الكرة الذهبية لافضل فيلم أجنبي، التي تمنحها رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود، فيما تنظم عروض للفيلم المثير للجدل في مدن فلسطينية مختلفة.
وتسلم أبو اسعد، المقيم بين فلسطين وهولندا، جائزته فجر اليوم في نيويورك، التي اعتبرها إقرارا بحق الشعب الفلسطيني في الحرية.
وهذه ليست الجائزة الأولى التي يحصل عليها الفيلم، الذي حصل قبل ذلك على جوائز عديد منها جائزة الملاك الأزرق في مهرجان برلين السينمائي.
ويتحدث الفيلم عن الشابين الفلسطينيين خالد وسعيد وهما يستعدان، ثم وهما في طريقهما لتنفيذ عملية تفجيرية في تل أبيب.
ورغم أن المخرج، حاول أن يتناول العمليات التفجيرية التي تنفذها الفصائل الفلسطينية الإسلامية والعلمانية بحيادية تامة، إلا أن الفيلم أثار نقدا عربيا-فلسطينيا، وإسرائيليا-أجنبيا لمخرجه.
ويؤخذ على الفيلم فنيا بعض المشاهد الطويلة، والحوارات التفصيلية بين أبطال الفيلم لتبيان دوافع الشبان الفلسطينيين لتنفيذ عمليات تفجيرية، ولكن ذلك لا يقلل من قيمة الفيلم الفنية، وباعتباره الفيلم الأول، الذي يتطرق لموضوع شائك مثل العمليات التفجيرية.
ويقدم الفيلم المفجرين الفلسطينيين، كأناس عاديين، يحبون ويكرهون، ويرتبطون بعلاقات حب مع فتيات في مثل سنهم، ولكنه يشير إلى دور الاحتلال وعوامل اليأس وراء العمليات التفجيرية.
ويتطرق إلى النقاش الداخلي الفلسطيني حول هذه العمليات وموقف المعارضين، حيث تقول سها وهي إحدى شخصيات الفيلم عن العمليات التفجيرية quot;هذا مش تضحية هذا انتقام هيك بتقتل وبتصير زيهم، وتصبح انت القاتلquot;.
ويخالفها حبيها خالد قائلا quot;خليني أقوم بالموت دائما راح يكون عندنا الجنة بإذن اللهquot;، فترد عليه quot;ما فيه جنة هذا كله برأسكquot;.
ولكن لخالد رأي آخر quot;استغفر الله العظيم الله يسامحك، بعد كل هذا أفضل يكون عندي جنة في رأسي من أن أعيش حياة الجحيم اللي إحنا عايشينها إحنا ميتين بالحياة اللي رماك على الموت غير اللي أمر منهquot;.
أما سها فترد عليه قائلة quot; فكرك راح نربح هيك من وراء العمليات أنت مش شايف اللي بدك تعملوا عم بيخرب علينا كلنا ويعطي إسرائيل ذريعة تكمل مشروعهاquot;.
أما خالد فلا يعتقد أن إسرائيل تحتاج إلى ذرائع لتعتدي على الفلسطينيين، ولكن سها ترى انه يمكن الرد على المشروع الإسرائيلي بشكل آخر قائلة quot;ممكن.. إذا حولنا المعركة لمعركة أخلاقيةquot;.
ويهزا خالد من كلام صديقته quot;أنا مش فاهم تريدي تحولي المعركة لمعركة أخلاقية وإسرائيل ما فيش عندها أخلاق أصلاquot;.
بمثل هذه الحوارات اجتهد أبو اسعد في تقديم موضوع فيلمه، مركزا عليه، وقال في حوار مع جمهور فلسطيني بعد عرض فيلمه في رام الله مؤخرا أن حياده في الفيلم لم يكن حيادا سطحيا وانما حيادية فاعلة، وان فكرة قتل النفس مع العدو، هي أسطورة توراتية، وان الفيلم أعاد صياغتها من منظور فلسطيني.
والفيلم من إنتاج هولندي وألماني وفرنسي، وهو ليس الأول لمخرجه الذي قدم قبله أفلاما ملفتة أيضا
مثل (القدس، يوم آخر).
- آخر تحديث :
التعليقات