الياس توما من براغ : ارتفع عدد المعمرين التشيك الذين تبلغ أعمارهم المئة عام وأكثر إلى 598 مواطنا الأمر الذي يمثل زيادة عما كان مسجلا في شباط فبراير من العام الماضي بمقدار 69 شخصا .

وذكرت الناطقة الصحفية باسم مؤسسة التأمينات الاجتماعية التشيكية شتييبانكا ميكيشوفا بان كل من سيحتفل بعيد ميلاده المئة في هذا العام سيمنح زيادة على راتبه ألتقاعدي مقدارها 1000 كورون أي نحو 40 دولارا .

وأوضحت أن النساء المعمرات يتفوقن بشكل كبير على الرجال فمن اصل عدد المعمرين الخمس مئة والثمانية والتسعين يوجد 99 رجلا أعمارهم بحدود المئة عام فيما يزيد عدد النساء المعمرات عنهم بأربع مئة أي أن عددهن 499 .

وكشفت عن أن اكبر معمر في تشيكيا حسب قيود مؤسسة التأمينات الاجتماعية هي امرأة من جنوب تشيكيا حيث ستحتفل هذا العام بعيد ميلادها الثامن بعد المئة .

ويعيش العدد الأكبر من المعمرين التشيك الذين تبلغ أعمارهم المئة عام وأكثر في العاصمة التشيكية براغ إذ يبلغ عددهم 107 أما في منطقة مورافيا الجنوبية فيعيش منهم 84 شخصا في حين أن العدد الأقل من المعمرين يتواجد في مدينة كارلوفيفاري حيث يبلغ العدد عشرة فقط .
ويتم رفع رواتب المعمرين الذين تصل أعمارهم إلى مئة عام بشكل دوري منذ عام 1969 أما السبب في ذلك فيعود حسب ما تؤكده الناطقة الصحفية باسم مؤسسة التأمينات الاجتماعية إلى الحاجة إلى تغطية نفقات المعيشة المتزايدة لهم والتي لها علاقة بالتقدم في العمر .

وعلى الرغم من أن ارتفاع معدل الأعمار في تشيكيا وارتفاع عدد المعمرين فوق المئة يعتبران ظاهرة ايجابية كونها تشير إلى المستوى المتقدم للأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية للمواطنين غير أنها تشكل من جهة أخرى عبئا كبيرا على النظامين الصحي و التقاعدي .

ويؤكد وزير العمل والشؤون الاجتماعية أن الحاجة ماسة في تشيكيا لأمرين الآن الأول رفع سن الإحالة إلى التقاعد إلى 65 عاما والثاني الحاجة إلى اجتذاب المزيد من الأجانب الشباب للإقامة الدائمة في تشيكيا للتعويض عن نقص الولادات من جهة وارتفاع عدد المعمرين الذين أحيلوا إلى التقاعد من جهة أخرى .

وللتدليل على جدية الوضع القائم أشار إلى أن عدد الذين أعمارهم في تشيكيا الآن 65 عاما يشكلون ما نسبته 14% من عدد السكان وان هذه النسبة سترتفع في عام 2030 إلى 8و22% ثم ستصل في عام 2060 إلى 3و31% أي أن العدد سيصل إلى 3 مليون نسمة.
ويحذر الخبراء الاجتماعيون منذ الآن بان البلاد ستشهد بعد سنوات قليلة حالة من ما يسمى بصراع الأجيال مستندين في هذه التحذيرات إلى استطلاعات اجتماعية حديثة أجريت في البلاد عبر فيها الشباب عن ضرورة الحد من تأثير الناس المسنين في تطورات الأحداث اليومية فيما أكد 55% من الذين تجاوزت أعمارهم السبعين عاما بأنهم يعاملون معاملة سيئة فقط بسبب أعمارهم

وقد بدأت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الاهتمام بهذا البعد الاجتماعي من خلال إعداد دراسة وتوصيات شددت على ضرورة البدء في توعية وتربية الأطفال على أن التقدم في العمر والشيخوخة هي عملية طبيعية وأنها تشمل الجميع كما أوصت بتخصيص فصل في الكتب المدرسية في عام 2007 يتحدث عن ايجابيات الشيخوخة وقيام دوائر العمل بمراقبة أصحاب العمل كي لا يقوموا بأعمال تمييزية بحق المتقدمين في العمر كما أوصت بحث الشباب على الانضمام بشكل اكبر إلى مجال الخدمات الاجتماعية للمتقدمين في العمر لان من شان ذلك زيادة التفاهم بينهم .