البندقية: أظهر فيلم جديد عرض في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، أنّ ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، لم تتمكّن من فهم سبب حزن البريطانيين لرحيل الأميرة ديانا قبل ست سنوات، لكنّها اقتنعت أخيراً بالتخلّي قليلاً عن البروتوكول الملكي عملاً بنصيحة رئيس الوزراء طوني بلير.
وعرض فيلم THE QUEEN من إخراج ستيفن فرير يوم أمس في المهرجان، وكان أوّل فرصة للصحفيين للاطلاع على ما حدث في الأيّام التي تلت مقتل الأميرة في حادث سير في باريس.
ولعبت ميرين، وهي الممثّلة التي حصلت على جائزة إيمي التلفزيونيّة عن تجسيدها دور الملكة اليزابيث الأولى، في المسلسل التلفزيوني القصير ( ELIZABETH I) وكانت المهمّة صعبة وغير معتادة، خصوصاً أنّ الملكة لا تزال على قيد الحياة.
كما استعرض الفيلم دور بلير في الأحداث التي أعقبت وفاة ديانا.
وكان أداء ميرين مقنعاً جداً بعد أن صبغت شعرها باللون الفضّي، وتلقّت تدريبات لتتمكّن من تقليد صوت الملكة. وجاء أداؤها مليئاً بالتّعاطف والسخرية من امرأة تخوض صراعاً للتخلي عن الصورة الجامدة، التي كانت تعتقد أن شعبها يفضّلها.
وفي أحداث الفيلم تقول الملكة (ميرين) في حديث مع والدتها في بالمورال في اسكتتلندا quot;لقد حدث تغيّر في القيمquot;. كما تفكر في مسألة التنازل عن العرش.
وتضيف في نهاية الفيلم في حديث لها مع بلير quot;لا أعتقد أنّي سأفهم يوماً ما حدث هذا الصيف... لم يكرهني أحد إلى هذا الحد من قبل. أفضّل أن أحتفظ بمشاعري لنفسي... هذا ما تعلمته دائماًquot;.
ويتناول فرير في الفيلم علاقة بلير بالملكة، ويرى أنّ بلير يعتبرها والدته. بينما لا تكنّ شيري زوجة بلير تعاطفاً كبيراً نحو الملكة.
وشنّت وسائل الإعلام البريطانيّة حملة واسعة من الانتقادات للعائلة المالكة، بعد وفاة ديانا لما اعتبرته عدم اكتراث من العائلة بالأميرة التي كانت تتمتّع بشعبيّة كبيرة.
وحاز الفيلم على إعجاب المشاهدين الذين حضروا العرض في البندقيّة، وأعجبوا بالمشاهد الحميمة بين الملكة وزوجها الأمير فيليب وابنها الامير تشارلز ووالدتها.
ولعب دور فيليب الممثل الأميركي جيمس كرومويل، والذي كانت له عدد من التعليقات الساخرة أثناء الفيلم. إذ قال في أحداث الفيلم تعليقاً على فكرة إقامة جنازة شعبيّة للأميرة ديانا، إنّ قائمة المشيّعين quot;مجموعة من نجوم المسلسلات التلفزيونيّة والمثليين.quot;
ويلعب الممثّل مايكل شين دور بلير، وهو الدور الذي لعبه أيضا في مسلسل (THE DEAL) .
وصوّر الفيلم رئيس الوزراء الذي كانت شعبيّته في تزايد مستمر، بينما كانت الملكة تتعرّض لانتقادات حادّة من الشّعب، كشخصيّة تهتمّ حقاً بأمر العائلة المالكة ومصالحها.

وفي استباق للأحداث، تظهر الملكة في المشهد الأخير وهي تحذّر بلير من أن شعبيّته المتزايدة بين البريطانيين لن تستمر للأبد.