واشنطن: تواظب مختبرات علمية أمريكية منذ فترة، على تزويد السيارات بإضافات تكنولوجية، تحولها من مركبات عادية إلى ما يشبه الكمبيوتر المدولب، عبر تصميم مجموعة من الخدمات الإلكترونية الخاصة، التي تتراوح بين كاميرات داخلية، ونظام خاص للأوامر الشفهية. ومن أبرز تلك الخدمات الإلكترونية المقدمة، الإغلاق الأوتوماتيكي للسيارة بمجرد ابتعاد سائقها عنها لأكثر من ثلاث خطوات، ومشغل خاص لأفلام الفيديو، وسخان داخلي لأكواب المشروبات، وقفازات تعمل بتقنية المكيّف الكهربائي.
وقد بدأت عدة شركات عالمية لتصنيع السيارات، مثل هوندا وجنرال موترز، بإدراج بعض تلك الإضافات التقنية إلى طرز سياراتها الحديثة، بعدما لاحظت حجم الإقبال الكبير عليها. فقد زودت شركة فورد بعض طرزها الجديدة بمشغلات موسيقية رقمية، تقدم للسائق خدمة القراءة الصوتية لرسائل الهاتف الجوال أثناء القيادة، وفقاً للأسوشيتد برس. كما زودت سيارات أخرى بأنظمة ملاحة حديثة تختزن أهم عناوين المطاعم والمقاهي، لتقدم لسائقها أفضل النصائح.
وتكفل بعض التقنيات الحديثة تشغيل مكيّف السيارة باستخدام الأوامر الصوتية، مع ميزة منح مقعد السائق درجة حرارة مختلفة عن تلك التي تصل إلى مقاعد الركاب.
سيارة أكورا مثلا، وسعرها يبلغ 35500 دولار، لديه ميزة توفر نظام ملاحة يغيّر لوحده محطات الراديو، وكذلك درجة الحرارة داخل السيارة من خلال أوامر صوتية، بمعنى أنه يتصرف كأنه خادم حقيقي.
أما كرايسلر سبرينغ 2007، التي تتكلف قرابة 19 ألف دولار، فتتميز بتوفر غطاء كأس بإمكانه أن يسخّن أو يبرّد المشروبات. وقريبا ستتوفر نفس السيارة على نظام ملاحة صوتي سعته 20 غيغابايت به وصلة تقوم بتخزين الاتجاهات والمواقع والخرائط والصور، وغيرها من الخدمات الرقمية، بما فيها الرسائل الصوتية. وإذا كانت السيارة في حالة توقف، فإنه يتحول إلى DVD، وكل هذه الخدمات تتكلف 1700 دولار. ومن المتوقع أن تبلغ نسبة السيارات التي تتوفر على البلوتوث 37 بالمائة في طرازات 2007، بعد أن كانت في حدود 28 بالمائة في 2006.
وتعدّ تقنية quot;سينكquot; في فورد واحدة من الأفضل والأحدث والأكثر إثارة. فهي تربط قارئي الأقراص الموسيقية بنظام الاتصال الصوتي في السيارة، وتقوم بقراءة الرسائل التي يتلقاها السائق على هاتفه الجوال، بل وتقوم بالرد على 20 منها. كما تتيح لك هذه التقنية الاستمرار في مكالمتك الهاتفية عندما تدخل السيارة وتبدأ القيادة من خلال النقل الأوتوماتيكي لكيفية التحدث من يدوية إلى سمعية.
ويمكن لهذه التقنية القيام بهذا من خلال برنامج طورته مايكروسوفت، تتيح التصرف بناء على تحسس الأصوات. وستكون هذه التقنية متوفرة في 12 موديلا من طرازات 2008 ، من ضمنها فورد، فوكس وميركوري ميلان ولينكولن. ويشدد مسؤولو الشركة على أنها ستتكلف أقلّ من 1000 دولار.إلا أن صدى تلك التعديلات التكنولوجية لم يكن إيجابياً دائماً.
فقد حذرت الدوائر المرورية الكندية المختصة - بعد دراسة استمرت لعاميين - من المخاطر التي تفرضها التقنية الجديدة على السلامة المرورية، مؤكدة أنها quot;تساهم في تشتيت انتباه السائقين، وتضاعف مخاطر الحوادث الناجمة عن الإهمال.quot;
التعليقات