محمد الخامري من صنعاء: قال الملحق الإعلامي بالسفارة اليمنية في واشنطن محمد الباشا لإيلاف أن الطالبة اليمنية منار ياسين الشيباني حصلت على جائزة الرئيس الأميركي للتفوق العلمي بولاية فرجينيا للعام الدراسي 2006/2007م ، مشيراً إلى أنها أكملت الثانوية العامة بتقدير امتياز وأنها تلقت عروضاً بالانتساب إلى ثمان جامعات أميركية.
وأضاف الباشا ان الطالبة اليمنية منار الشيباني التي كانت ضمن قائمة الأوائل بإقليم فيرفاكس بفرجينيا اختارت الالتحاق بجامعة جورج ميسون بذات الولاية التي وصلتها العام 2004م تخصص ترجمة وتنظيم مؤتمرات.
وكانت الطالبة منار الشيباني المولودة في العاصمة المصرية القاهرة التي قضت فيها السنوات الثماني الأولى من طفولتها هناك ، قد وضعت قصتها في الانتقال إلى أميركا في مجلة هاي الأميركية حيث قالت أن quot;فرحتي كانت غامرة حين أخبرني والدي أن العائلة ستنتقل للإقامة في الولايات المتحدة بسبب انتدابه للعمل كملحق ثقافي في سفارة اليمن في العاصمة الأميركية واشنطن.
شعرت حينها أن الأبواب َتَشْرَعُ أمامي لتحقيق أحلامي المستقبلية.
وقالت quot;حين أنجز أبي رسالة الدكتوراه عام 1997 انتقلنا للعيش في اليمن، بلدي الأم.
منذ صغري كنت أحلم أن أكون شخصا متميزا وفاعلا في المجتمع، ولكني شعرت أن تحقيق هذا الحلم ليس بالأمر السهل في مجتمع تحدّ العادات والتقاليد فيه من دور المرأة، وتهمّش من قدراتها. هذا الإحساس جعلني أصمم أن أكرس جهدي وإمكاناتي في المستقبل لمناهضة بعض العادات الجامدة التي صمَّم ورثتها على العمل بها حتى لو كانت غير مجدية بل وعائقة لحركة تطور المجتمع ككل، وذلك من خلال انخراطي في توعية الناس وإرشادهم لتبني ما هو بناء ومفيد من العادات والتقاليد، وترك ما لا يمت منها للمنطق بصلة.
بدأت هذه المشكلة تنحسر بالنسبة لي منذ انتقالي إلى الولايات المتحدة عام 2004، فأنا أشعر هنا بحرية أكبر في التعبير عن نفسي، كما ألمس جليا مساواة فرصتي مع أترابي من الجنس الآخر في تحصيل العلم وفي الوصول إلى الأهداف المنشودة.
أحد أهدافي أن أتقن أربع لغات على الأقل، وليس ذلك بالأمر الصعب خاصة وأن مدرستي الحالية التي التحقت بها في ولاية فرجينيا وهي ثانوية جيه إي بي توفر للطلاب فصولا لتعلم اللغات الأجنبية، ما جعلني أستعيد عزيمتي لتحقيق هدفي ابتداء باللغة الفرنسية لتكون لغتي الثالثة، إضافة إلى اللغتين العربية والإنكليزية.
لم يستغرق تعلمي للغة الإنكليزية وقتا طويلاً فهي لغة يسهل تعلمها خاصة بالتواصل مع متحدثيها.
أما اللغات الأخرى التي أتمنى أن أتقنها أيضا فهي الإسبانية ومن بعد ذلك الألمانية. وحينها فقط أكون قد اقتربت من تحقيق أحد أحلامي وهو أن أعمل دليلة سياحية، فأنا أعشق السفر وأرنو باستمرار للتعرف إلى أماكن جديدة وثقافات عالمية.
من أهم ما يميز المجتمع العريض في الولايات المتحدة هو التعددية الثقافية والعرقية فيه. فهنا يعيش أناس قدموا من جهات الأرض الأربع. وقد ساهم هذا الأمر في إغناء معرفتي بثقافات الشعوب المختلفة، وجعلني أتعرف كيف تتغاير المفاهيم بين الشرق والغرب، والتي بالرغم من وجودها وممارستها من قِبَلِ أصحابها، فإن أهل الولايات المتحدة يعيشون جنبا إلى جنب في تناغم تام. وهذا مردّه إلى الاحترام المتبادل لمفاهيم الثقافات المتمايزة، وقبول الآخر على اختلافه، بل اعتبار هذا الاختلاف مصدرا لإثراء المعرفة.
قبل وصولي للإقامة في الولايات المتحدة كنت متخوّفة من مفارقات هذه المرحلة الانتقالية كوني قادمة من ثقافة مختلفة.
ولكني في حقيقة الأمر لم أشعر بالغربة مطلقا، بل ومنذ البدايات شعرت باستقبال الناس الدافئ لي وحبهم واحترامهم لمفاهيمي الخاصة ولحضارة وخصوصية المكان الذي أتيت منه: quot;الشرق الأوسطquot;.
وأذكر أنه في اليوم الأول من العام الدراسي الفائت شعرت بالضياع التام في محيط المدرسة، فلم أكن أعرف إلى أين أتّجه أو كيف أجد صفي التالي أو حتى رقم الحافلة التي ستحملني في طريق العودة إلى البيت. ولكني تعرفت يومها إلى جان، وهو شاب أميركي الجنسية يكبرني بعامين، دلّني إلى مكان الصفوف، وساعدني على التفاهم مع الآخرين، وأصبح لي منذ ذلك الوقت خير صديق ما سهل علي العبور إلى هذا العالم الجديد بيسر، وحملني إلى تكوين صداقات بين أترابي أعتز بها أيما اعتزاز.
هكذا رسم انتقالي بين عالمين ملامح رحلة ثرية أغنت فيها معارف وعلوم غربٍ حداثي حيث مقرّ إقامتي : الولايات المتحدة ما نشأتُ عليه من أصالة وقيم حضارة شرقٍ تليد حيث الأرض الأم: اليمن.