أسامة العيسة من بيت ساحور: بعد مؤتمر انابوليس، اهتمت وسائل الإعلام العالمية، بقرار الحكومة الإسرائيلية بنيتها بناء اكثر من 300 وحدة سكنية، في مستوطنة هار حوما، شرق القدس، والتي أقيمت عام 1997، على جبل أبو غنيم الذي كان عبارة عن غابة حرجية.

ومثلما يحدث في كثير من الأمور الخاصة بفلسطين، فان الاهتمام ينصب على إجراءات الاحتلال الأحدث، وتم نسيان جبل أبو غنيم وهار حوما، ولكن بالنسبة لسكان مدينة بيت ساحور التي تقع جنوب الجبل، فان الأمر مختلفا، بعد أن أدرك السكان انه توجد مخاطر أخرى، من الاستيطان اليهودي، غير نهب الأرض وطرد سكانها. وتعيش المدينة الان، على وقع قصة تتعلق، بإقدام راهب أرثوذكسي، على قتل حيوان بري يرتبط بأذهان الفلسطينيين بالقوة والشراسة وهو (الضبع).

وتم قتل الضبع في منطقة سكنية قريبة من مستوطنة هار حوما، ومهددة أيضا بالاستيطان، ويسكن فيها نحو ألفي فلسطيني، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها رصد حيوان الضبع المخطط في هذه المنطقة، رغم انه تم في السابق، مشاهدة أنواع أخرى من الحيوانات دخلت المدينة، وتجولت في شوارعها، بعد أن حرمها الاستيطان اليهودي في جبل أبو غنيم من موئلها الطبيعي، لكن أن تصل الأمور بالنسبة إلى السكان إلى اقتحام الضبع منطقتهم، فالأمر مخيف.

وبين خوف السكان وتناقلهم لحكاية الضبع، وعدم معرفة التعامل معه في المرة المقبلة اذا قرر مغافلتهم، وزيارتهم بشكل مفاجئ ومن غير ميعاد، كما حدث في هذه المرة، أصدرت جمعية الحياة البرية في فلسطين بيانا قالت فيه quot;تقع منطقة تسجيل الضبع وقتله على حدود مستعمرة هار حوما التي كانت في السابق عبارة عن أحراش تغطي منطقة كبيرة ما بين مدينتي بيت لحم والقدس, وبعد حرق هذه الغابة من قبل السلطات الإسرائيلية لبناء مستعمرة كبيرة يسكن فيها عشرات الآلاف من المستعمرين، وفصل المنطقة العربية إلى اثنتين: منطقة إسرائيلية ومنطقة فلسطينية عبر بناء الجدار العنصري الفاصل هجرت هذه الحيوانات البرية منطقة الأحراش لتأوي بين المناطق السكنية في مدينة بيت ساحورquot;.

واضاف البيان بأنه تم رصد ومشاهدة حيوانات أخرى غير الضبع مثل الثعلب الأحمر، وابن أوى والنمس المصري.

أما في هذه المرة فانه تم تسجيل الضبع المخطط، وتحدث بعض الشهود عن وجود أسرة الضبع بكاملها في هذه المنطقة، التي تتغذى على جيف الأغنام والماشية والدواجن.

وعقب عماد الأطرش المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية على حادثة الضبع قائلا quot;نحن في جمعية الحياة البرية لا نحبذ قتل الحيوانات البرية كونها مهددة بالاختفاء من المنطقة الطبيعية التي تعيش فيها، وخاصة تلك الأنواع التي تعد بحجم كبير مثل الضبع، ولكن الاحتياط واجب علينا، ونحن نطلب من الجمهور في كافة أنحاء الوطن اتخاذ الاحتياطات، وتأمين الماشية في مواقع محمية من الحيوانات البرية، ومن المهم أيضا الاحتياط في فترات الليل وان لا نخاف من هذه الحيوانات كون طعامها يعتمد على الجيف، وعلينا ان لا نترك أية بقايا لحوم أو أي طعام يجذب هذه الحيوانات إلى مناطقنا السكنيةquot;.

وحملت جمعية الحياة البرية سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن المخاطر التي تتهدد حياة الحيوانات البرية، وقالت بان هذه السلطات قطعت كل الآمال التي كانت تتعلق بحياة الحيوانات البرية في منطقة أحراش جبل أبو غنيم، وتدهور وضعها في الفترة الأخيرة في جميع مناطق فلسطين، حيث يهددها الاختفاء من الطبيعة الفلسطينية عن طريق تدمير موئلها ومناطق معيشتها النباتية ومناطقها الطبيعية مما يؤدي بالتالي إلى اختفاء الغطاء النباتي والثروة الحيوانية المعتمدة على هذا الغطاء.