رحاب ضاهر من بيروت: بعد أيام قليلة من حفل التأبين الذي أقيم في العاصمة المصرية للمخرج الراحل يوسف شاهين وبكاء بسرا الحارق أمام عدسات المصورين على شاهين الذي كرس من وجودها الفني على الساحة السينمائية العربية، وشعورهابأنها يتيمة ما بعد شاهين ndash; أطلت النجمة بسرا بتوقيت رمضاني في عمل جديد أصبح عادة سنوية ينتظرها هي وجمهورها يؤكد إتفاقها المزمن مع شركة العدل غروب المنتجة لأعمالها الرمضانية.
هذه الثنائية التي جمعت آل العدل مع يسرا أعطت للمشاهد العربي ثقة بالوجبة الرمضانية وأصبحت يسرا بانتاجها السنوي واحدة من أخطر المنافسات لما هو حولها من برامج ومسلسلات.

لكن خريطة المسلسلات الرمضانية هذا العام متقلبة جدًا وينقصها الكثير من التوابل التي كانت تحفل بها في تسعينيات القرن الماضي مثل الفوازير التي لم يعوض عنها غياب شيريهان واعتزال نيللي وغيرها من الحكايات التي كان يحفل بها شهر رمضان ndash; وجاءت دائرة المحطات الفضائية لتسحب البساط من تحت الارض المصرية بشكل متفاوت. وأصبح السوق المصري مصدرًا لعشرات المسلسلات المصدرة للفضائيات التي باتت تنتج هي الاخرى مادة أو تخرج احتكار السوق المصري لرمضان والسعي للفوز عبر انتاجات تاريخية كما قناة دبي والام بي سي الفضائية وغيرها، لكن هذه الحالة المؤثرة لم تفقد المشاهد العربي ثقته بالطبق المصري... الواجب في رمضان وباقي أيام السنة، بل على العكس لا يزال يحقق أعلى نسبة مشاهدين أمام الغول السوري والحضور الخليجي.

فيكل الأحوال، التقييم من الاسبوع الأول لما عرض يبقى هو الآخر بانتظار تسارع الاحداث وتبلور السيناريوهات الكثيرة، لكن مقدمة كل هذا أعطت نجوم الصف الاول من الممثلين الثقة من جديد... ولو أن كمية المسلسلات تفوق أوقات المشاهدين مما أجبر محطة أم بي سي على تأجيل مسلسل quot;فنجان دمquot; إلى ما بعد رمضان.


يسرا في مسلسل في إيد أمينة تتابع مسيرتها الاجتماعية وهذه المرة هي صحافية رئيسة قسم التحقيقات في جريدة الايام المصرية التي يرأس تحريرها هشام سليم وهو شكل مع يسرا ثنائيًا متقاربًا في كثير من الاعمال الدرامية...
ويسرا التي باتت تحمل في جعبتها هموم القاهرة ويومياتها بعد قضية رأي عام العام الماضي وتجسيدها لدور الطبيبة التي عانت الاغتصاب وانتصرت عليه، تعود هذا العام كصاحفية ملتزمة بأقصى درجات المثالية لتثور على مجتمع يسيء إلى الطفولة تحت عنوان ضد عمالة الاطفال.
دورها يفرض أن تعيش مثالية دائمة في رمضان، وهنا علامة استفهام كبيرة حول دور الممثل!! تعالج هذا الجانب الاجتماعي الطفولي المثير والذي يعاني منه العالم في ظل حياة غير عادية على الصعيد الشخصي فتكتشف بعد سنوات من زواجها خيانة زوجها في مخدعها فتطلب الطلاق وتعود لمنزل والدتها- خيرية أحمد لتصبح إلى جانب شقيقتها جيهان فاضل والتي تطلقت أيضًا وجلست تربي ولدها الذي يصور حقيقة المراهقين ومشاكلهم عبر تعاطيه التدخين وثورته على المنزل وخروجه من المدرسة مطرودًا بعدما تعرض بالضرب لاستاذه .. وحتى والدتها التي استخدمت فتاة مراهقة للعمل كخادمة تجعلها وسط هالة من المراهقين والاطفال الذين يعانون الكثير وهي التي حرمت الانجاب بسبب عقم زوجها الذي خانها في النهاية وحاول العودة بكل ما أوتي لزوجته لكنها رفضت.

في الشق الصحافي أي عمل يسرا مع هاشم (هشام سليم) رئيس تحرير الجريدة، يبدو الأمر كجولات يريد أن يكسبها هاشم، لكن الصورة لم تتوضح فيما اذا كان هاشم يريد يسرا المتفوقة ورئيسة قسم التحقيقات خليلة له أم زوجة، لكن المعالجة تؤكد ان هاشم يبحث عن امرأة ترفضه ويبتعد عن أخرى تريد الوصول بشتى الوسائل تجسد دورها ممثلة جزائرية تعمل في الجريدة دور صحفاية فنية تحاول منافسة يسرا على نجاحها وتقوم بالوشايات داخل الصحيفة في إشارة واضحة للحالة الفنية الصحافية في العالم العربي، والتي تقول عنها يسرا في مواجهة هاشم مرارًا انها صحافة فضائح تصبغ باللون الاصفر..
كما تعيش يسرا واقعًا آخر بسب عملها الصحافي وهو تهديد بالقتل من الحلقة الاولى مجهول المصدر والسبب...

من المبكر الحكم على مسلسل من الاسبوع الاول لكن يسرا تؤدي دورها بحرفة عالية وصدق، وكذلك هشام سليم وجيهان فاضل والحكاية التي كتب لها الخروج إلى الناس في رمضان quot;عمالة الاطفالquot; أو سوء معاملة الطفولة احدة من هموم يسرا الشخصية يأتي تجسيدها بهذه يؤكد أنها حرمت من طفل بعدم زواجها وانجابها وهي أم حقيقية جدًا في التمثيل..
كما يعالج مسألة الصحافة بأبعادها وأنماطها كافة وربما تحمل أيام رمضان كثيرًا من المفاجآت لمسلسل أمينة...