سيدني: أسقطت طائرات قنابل مياه على الحرائق المندلعة في أحراج كما اندلعت النيران في منازل باستراليا اليوم السبت بعد موجة حر شديدة تسببت في اندلاع عشرات الحرائق في شتى أنحاء البلاد. واندلاع حرائق في الاحراج حدث سنوي طبيعي في استراليا الا أن الحرائق المندلعة هذا العام هي الاسوأ منذ فترة طويلة نتيجة الحر الشديد والجفاف. ووصفت وسائل اعلام محلية موجة الحر التي تعاني منها البلاد بأنها quot;موجة حر تأتي مرة واحدة خلال قرنquot; وهي أسوأ ما يمكن أن تعيه الذاكرة.

وقالت وسائل الاعلام المحلية ان درجة الحرارة في ملبورن بلغت 46.4 درجة مئوية وهي درجة حرارة قياسية كما أن درجة الحرارة في منطقة لافرتون بغرب المدينة وصلت الى 47.9 درجة مئوية. وقال مسؤولون ان عشرات الحرائق اندلعت في شتى أنحاء جنوب شرق استراليا المكتظ بالسكان وأشارت الشرطة الى أن حريقا واحدا على الاقل من الحرائق التي اندلعت في سيدني في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة كان متعمدا.

واندلع حريق كبير في الاحراج شرقي ملبورن وأشعل أكثر من 395 فدانا من الاراضي بعد الفشل في احتوائه أثناء الليل وبالرغم من اسقاط طائرات لقنابل مياه لم يكن بالامكان السيطرة على الحريق. واندلعت النيران في أشجار بأكملها وأغلقت الطرق في المنطقة. وقالت هيئة اطفاء الحرائق في ولاية فكتوريا لرويترز انها تلقت تقارير باندلاع النيران في منازل بأجزاء من الولاية ولكن ليس لديها المزيد من التفاصيل وسط مخاوف بأن تؤجج الرياح النيران.

وقال متحدث باسم هيئة اطفاء الحرائق لرويترز quot;الاحوال الجوية جافة للغاية. نشعر بقلق ازاء زيادة الرياح وتأثيرها على النيران.quot; ووجهت رسائل تحذيرية عاجلة لسكان الضواحي مطالبة اياهم بالاستعداد في حالة اندلاع حرائق كما صدرت تحذيرات للعديد من المناطق الاخرى. وفرض حظر على اشعال الحرائق في ثلاث ولايات وفي ولاية جنوب استراليا اندلع حريق شمالي أديليد.

ونصح مسؤولو الاطفاء في استراليا السكان بالبقاء والدفاع عن منازلهم من حرائق الاحراج اذ أن معظم المنازل تلحق بها أضرار نتيجة الجمر الذي يسقط على الاسطح وليس بسبب الحرائق الاساسية المندلعة في الاحراج. واخلاء المنازل هو اخر ما تلجأ اليه السلطات ونصح مسؤولو اخماد الحرائق السكان بمغادرة منازلهم مع اقتراب الحرائق.

وفي ولاية نيو ساوث ويلز قالت السلطات ان أكثر من 40 حريقا اندلع وأعلنت حالة الطواريء تحسبا لاندلاع حرائق بالاحراج في العديد من الاماكن. وغطى الدخان العديد من المناطق في سيدني الواقعة تحت خطر حريقين اندلعا في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة. وقال ديفيد بروس الباحث في حرائق الاحراج ان الوقت ما زال مبكرا للغاية لتقييم الاثر الكامل للحرائق.

ولن تؤثر موجة الحر على المحاصيل الزراعية مثل القمح والسكر. ووضع عشرات الالوف من رجال الاطفاء على أهبة الاستعداد للتعامل مع انتشار حرائق الاحراج وحذرت سلطات ولاية فكتوريا من أن ظروف يوم السبت قد تكون اسوأ من تلك التي أدت الى حرائق مميتة عام 1983 والتي أودت بحياة 75 شخصا. وتشير توقعات هيئة الارصاد الجوية الى أن الاحوال الجوية يوم الاحد ستكون أفضل نوعا ما مع انخفاض درجات الحرارة الى الثلاثينات.