توفي الفنان العراقي، شكري العقيدي، عن عمر يناهز الثالثة والثمانين وذلك بسبب تقدمه في العمر، تاركًا إرثًا فنيًا غنيًا بالأعمال المحترمة.


بغداد: نعت نقابة الفنانين العراقيين الفنان، شكري العقيدي، الذي توفي عن عمر يناهز الثالثة والثمانين، وقال نقيب الفنانين صباح المندلاوي: quot;توفي الفنان شكري العقيدي يوم الأحد في إحدى المستشفيات العراقية، ويعود سبب الوفاة إلى تقدمه بالسن كونه من مواليد 1929، فضلاً عن معاناته من كسر في الحوض تعرَّض له قبل أشهر ما جعله يعاني من صعوبة كبيرة في الحركة واضطر إلى ملازمة السرير إلى أن ساءت حالته الصحية وفارق الحياةquot;.

ويعد الفنان، شكري العقيدي، من الفنانين الكبار الذين أغنوا الحركة الفنية العراقية بالعديد من النشاطات الفنية على مختلف المستويات، وأثبت قدرة على التفوق في الإدارة والتمثيل الذي كان عالمه المفضل، كما اكتشف العديد من الممثلين وقدَّمهم بشكل لائق من خلال أعمال التلفزيون والمسرح حين كان مديرًا للإنتاج في شركة بابل.

وكان العقيدي لامعًا ومشهورًا في الستينيات من خلال برنامجه الإذاعي quot;من حياتيquot; الذي كانت تبثه إذاعة بغداد حيث حظي آنذاك بصدى واسع، علمًا أنه تولى إخراجه وكان من إعداد إبراهيم الهنداوي، وتمثيلهما إلى جانب وداد سالم، واستمر لتسع سنوات.

إلى ذلك، ينتمي الفنان الراحل الى عائلة فنية، فشقيقه فخري العقيدي كان مخرجًا وممثلاً، وابنته هي الفنانة سوسن شكري وابنه الفنان الشاب أحمد شكري.

وامتنع شكري العقيدي عن الظهور في الإعلام منذ وقت ليس بالقصير بسبب استيائه مما يجري للفنّ وأعلن اعتزاله.

وفي السياق، أفادنا مدير التصوير، صباح السراج، ببعض المعلومات عن الراحل وقال: quot;كان موظفًا في الكمارك في الخمسينيات، وطالبًا في معهد الفنون الجميلة - القسم المسائي، تخرَّج منه عام 1954 وعمل في فرقة الإذاعة التمثيلية في السنة نفسها، وحدثت له مشاكل في العمل تغلَّب عليها وفرض نفسه بامكانياته الفنية، كان أجره حينها دينارين في الأسبوع، لأنه كان ممثلاً خارجيًا غير موظَّف منذ بدايته، وتدرَّج في العمل فأصبح مساعدًا للمخرج عبد الله العزاوي، وبعد فترة أصبح مخرجًا للدراما الإذاعية والبرامج حتى عام 1962 حيث نقل خدماته من الكمارك الى الإذاعة، واستمر بالعمل الإذاعي وشغل منصب رئيس قسم التمثيليات إضافة الى عمله مخرجًا إذاعيًا وممثلاً، وفي بداية السبعينيات أُبعد من الإذاعة لسبب ما ونقل الى وزارة الإعلام ليعمل في مكتبتهاquot;.

وأضاف السراج: quot;تعرَّفت إليه عام 1965عندما شاركت في مسلسل إذاعي من إخراج صادق علي شاهين وكان عمري 11 سنة، وشاركني في التمثيل أخي المرحوم سامي السراج والمرحوم قائد النعماني، وبعد انفصال السينما والمسرح عن الإذاعة والتلفزيون التحق أو نقل إليها وساهم في تأسيس الفرقة القومية للتمثيل واستمر ممثلاً فقط في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينماquot;.

يذكر أن الفنان الراحل شكري العقيدي انتمى عام 1954 إلى quot;فرقة المسرح الحرquot; التي أسَّسها جاسم العبودي، وكان من أبرز أعضائها، وشارك في الكثير من الأعمال المسرحية كان أشهرها quot;كلهم أولاديquot; من إخراج الفنان الراحل جاسم العبودي.

وتقول ابنته الدكتورة سراب عنه قبل رحيله بقليل: quot;عذرًا يا أبي فليس لي الحق في إصدار الشهادات ومنح الجوائز التقديرية وإقامة المهرجانات التكريمية، ولا أملك حق الجوائز والعطايا. ولكني أملك قلمًا حرًا وأملك قلبًا يحبك يا أبي، فلك مني هذه الكلمات... وأنا طفلة أسمع صوتك هادرًا بالمذياع فدخلت إلى بيوت العراقيين مواسيًا وململمًا آهاتهم وحكاياهم التي تبثها عبر الأثير والكل حول المذياع متحلقًا ويسمع (من حياتي)، وها أنت تقبع في دارك مودعًا الحياة بالوجع، وجع المشيب والروح إذ ضاقت بعالم الظلم يسرح فيه ويمرح سيبقى ذكرك طيبًا وإسمك وسامًا على صدورنا وفخرًا إنك كنت لنا خير أبquot;.