بعد غياب سنوات عن إصدار الألبومات الغنائيَّة، عاد الفنان اللبناني، وائل كفوري، بألبومٍ جديدٍ وصل إلى المرتبة الأولى منذ طرحه في مبيعات محلات الفيرجن وما زال محافظًا على هذه المرتبة بعد مرور ستة أسابيع على ذلك، وكأن الجمهور كان متعطشًا لجديد يصدر عنه. quot;إيلافquot; استفتت قراءها حول مدى إعجابهم بالألبوم، وأخذت بآراء بعض الإختصاصيين في المجال الموسيقي والنقَّاد الفنيين.


بيروت: بعدما غاب الفنان اللبناني، وائل كفوري، لمدَّة خمس سنوات عن إصدار الألبومات الغنائيَّة معتمدًا على سياسة إصدار الأغاني المنفردة الَّتي حقَّقت في وقتها النجاح والكثير من الأصداء الإيجابيَّة، عاد الفنان الشَّاب إلى السَّاحة بألبوم جديد يحمل اسمه من إنتاج شركة quot;روتاناquot; التي جدَّد عقده معها خلال الشتاء المنصرم بعد خلافات عديدة حصلت بينهما.

وصدر الألبوم في أوائل شهر أغسطس - آب الماضي ورافقته حملة إعلانيَّة ترويجيَّة على الطرقات حيث نشرت بوسترات صورة الغلاف الَّتي صمَّمها جورج يوسف وأتت جميلة وبسيطة بالأبيض والأسود، وأبرزت جمال ووسامة وائل بلحية طويلة أبرزت رجولة شوارعيَّة ولكن راقية.

ويتضمَّن الألبوم ثماني أغنيات هي quot;يا ضلي يا روحيquot;، quot;حتى نلتقيquot;، quot;غرَّبوكquot;، quot;ويلك من اللهquot;، quot;إنت فليتquot;، quot;هالقد بحبكquot;، quot;صفحة وطويتاquot;، وquot;مش مسموحquot;، تعامل فيها مع الشعراء منير بو عسَّاف، ورشيد الهاشم، وندى عبد النور، ونزار فرنسيس، ومع الملحنين بلال الزين، ووسام الأمير، وهشام بولس.

وما لا شك فيه أنَّ وائل حافظ في عمله الأخير على اللون الرومانسي الذي تميَّز به، وجاءت الأغنيات منوَّعة موسيقيًّا ومعبَّأة بحسِّ مرهف وإحساسٍ عالٍ، واللافت أنَّ بعض الأغاني اكتست برومانسية جديدة غير تلك الَّتي اعتادها الجمهور من وائل، وعلى الرغم من ذلك قدَّم الألبوم وبثماني أغنيات فقط جرعات كبيرة من الفن المحترم والصوت العذب والكلام السلس واللحن اللافت، علمًا أنَّ البعض من الجمهور يحنُّ إلى اللون الجبلي والشعبي الذي بدأ به وائل ولفت الأنظار إلى موهبة مميَّزة سطَّرت نجوميَّة ما زال محافظًا عليها... فما الجديد الذي قدَّمه وائل في هذا الألبوم؟ وهل نجح في تغيير جلده الموسيقي؟ وكيف تغيَّرت اختياراته بين إصداراته السَّابقة وإصداره الأخير؟

المرتبة الأولى منذ الأسبوع الأوَّل لإصداره
حقَّق الألبوم ومنذ إصداره خبطة في السوق الفنيَّة، خصوصًا أنَّه تزامن مع إصدار عدد من الفنانين ألبوماتهم الغنائيَّة الجديدة التي طال إنتظارها وأبرزهم السيِّدة ماجدة الرومي، والفنانة إليسا، والفنان ملحم زين وغيرهم.

ونجح ألبوم وائل الجديد في الوصول إلى المرتبة الأولى وفق مبيعات محلات الفيرجن ميغاستور بيروت ودبي منذ الأسبوع الأول لإصداره في الأسواق، ومازال محتفظاً بهذه المرتبة للأسبوع السَّادس على التوالي، متفوِّقًا على الألبومات الأخرى، في حين بقي ألبوم الماجدة لثلاثة أسابيع في المرتبة الأولى ليتأرجح لاحقاً بين المرتبة الثانية والثالثة والأمر مشابه بالنسبة لألبوم إليسا الذي احتل الصدارة لحوالي الثلاثة أسابيع، ليتراجع مع إصدار ألبوم الكفوري.

وكذلك استفتت quot;إيلافquot; قراءها حول رأيهم بالألبوم الجديد، فرأت نسبة 35.71% منهم أنَّ الألبوم جيِّد، 17.64% أقل من المتوقَّع، 5.42% متوسط، في حين أنَّ نسبة 41.23% لم تستمع له بعد.

النقَّاد يجمعون على قدرات وائل الصوتيَّة ولكن...
في سياق آخر، وفي تصريح خاص لـquot;إيلافquot; قال الملحِّن سمير صفير إنَّه استمع لبعض أغاني الألبوم الَّتي تبثها الإذاعات اللبنانيَّة، كـquot;صفحة وطويتاquot;، quot;إنت فليتquot;، quot;يا ضلي يا روحيquot;، quot;غرَّبوكquot;، وأشاد بصوت وائل الذي لا يقارن بأي صوت آخر، مشيرًا إلى أن إحساسه وقدراته الصوتيَّة العالية لا يختلف عليها إثنان، ورأى صفير أنَّ الكلمات كانت جميلة وموفَّقة، في حين أتت بعض الألحان تقليديَّة ولا تحمل جديدًا مفضِّلاً أن يعود وائل إلى الأسلوب اللبناني الذي عرف به وتميَّز من خلاله، في حين وجد أن التوزيع كان عاديًا جدًّا.

إلى ذلك، قال صفير إنَّ وائل لديه سحر خاص يفرضه على النَّاس الَّتي تعجب به وبكل أعماله الَّتي يطرحها، ورأى أنَّ فنانًا مثله تليق به كل أنواع الفنون نظرًا للمساحات الصَّوتيَّة الَّتي يمتلكها، وتمنَّى عليه أن يحيط نفسه بفريق عمل أكثر إحترافية لأنَّه نجم من نجوم الصَّف الأوَّل وعليه أن يقدِّم الأفضل دائمًا.

في حين وجد الصحافي والناقد الفني جمال فيَّاض أن وائل شدا بإحساسه وصوته عاليًا في جميع أغاني الألبوم، متحفظًا على بعض الأغاني أبرزها quot;ويلك من اللهquot; وquot;إنت فليتquot;، حيث رأى أنَّ الأولى ظلمها التوزيع والأغنية الثانية جاء لحنها عاديًّا مألوفًا، لكنه أبدى إعجابه بالأغاني الباقية وأبرزها quot;حتى نلتقيquot;، quot;غرَّبوكquot;، وquot;صفحة وطويتاquot;، ويا ضلي يا روحيquot;، التي أظهرت قدرات وائل الصَّوتيَّة الكبيرة وكأنها لحِّنت وكتبت على مقاييس صوته الطربي والمليء بالإحساس، بحيث لا يمكن لأحد أن يجيد غناءها كما فعل هو وبالإحساس نفسه المرافق للحن جميل ومميَّز وتوزيع موفَّق.

وخلاصة، رأى فيَّاض أنَّ وائل كان موفقًا في تعامله مع هشام بولس وبلال الزين، لكنه تمنَّى عليه لو عمل على عدد أكبر من الأغاني بدل الثماني الَّتي صدرت في الألبوم، وأشار إلى أن الإنتاج لم يكن كاملاً ولكن إطلالة وائل بعد غياب طويل غطَّت على هذا النقص.