ضيف "إيلاف" اليوم هو الممثّل السوريّ الكبير رشيد عسّاف الذي إلتقيناه ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الفجيرة الدوليّ للفنون.&



&سعيد حريري من الفجيرة:&
حلّ الفنّان السوريّ&رشيد عسّاف ضيفاً على مهرجان الفجيرة ليتابع فعالياته المتعدّدة، ويولي إهتماماً&خاصّاً لفنّ المونودرما التمثيليّ. وفي لقائه مع "إيلاف"&يتحدّث عسّاف عن إنطباعاته بالأعمال التي قدّمت ضمن هذا المهرجان، كما يحدّثنا عن الأعمال الجديدة التي يحضّرها، دون أن ينسى أن يبدي رأيه بالأزمة الموجعة التي تعاني منها سوريا موطنه ومسقط رأسه.&

بدايةً أعرب عسّاف عن سعادته بلقائه "إيلاف"، قائلاً: "سعيد جداً بلقائنا الثاني، الأول كان في بيروت العام الماضي، أثناء المؤتمر الصحفيّ الخاصّ بإطلاق مسلسل "طوق البنات"، واليوم نلتقي هنا في مهرجان الفجيرة".

وعن مشاركته في مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، قال: " هذه ليست زيارتي الأولى للفجيرة بالطبع، وإنّما أشارك اليوم في المهرجان كضيف شرف، وبعد إنتهائيّ سأعود لمتابعة تصوير أعمالي في سوريا، وعلى الرغم من أنّ هذه الدورة الأولى من مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، إلاّ أنّها الدورة السابعة لمهرجان المونودراما، وأنا تابعت عدداً من& الدورات في المونودراما، وكانت متميّزة جداً، وأعتبر توسيع دائرة المهرجان هذا العام نقلة نوعيّة، فأن تجمع عدداً من الفنون في مهرجان واحد هو نوع من الإختزال والإختصار، وفي الفنّ الإختزال واجب. كما يجب أن أنوّه بحفل الإفتتاح الذي كان عنواناً لهذا المهرجان الذي سيلقى النجاح من وجهة نظري، خصوصاً بوجود هذا الكمّ من المشاركين المبدعين الذي يبشّر بنوع من التطوّر في الدورات القادمة".

وعن أكثر عروض فنّ المونودراما التي نالت إعجابه قال: "أعجبني العرض المغربي "عمشوطة"، والعرض اللبنانيّ "ثلجتين بليز"، والعرض الجزائري "ميرة"، وتأثير هذا الفنّ كبير جداً في الناس، فالتركيز كلّه يصبّ على هذا "المونو" أي الممثّل الواحد، هذا الممثّل عليه أن يختزل على المسرح الحياة بأكملها، ويشعرك أنّه ضمن مجتمع حياتي كامل، وفي الوقت نفسه أنت كمتفرّج تتلقّى المعاناة الشخصيّة بسرعة، وتتعاطف مع الممثل ومع حيثيات العمل، وهذا يُعتبر من باب العمل التجريبيّ الإبداعي الفرديّ والقليل الكلفة، فعندما يتطوّر هذا الفنّ ويلقى الدعم اللازم له، وينتقل من بلد إلى بلد آخر بسهولة، كونه يحتوي على عدد قليل من الأشخاص، والأكسسوارات، ممّا يسهّل عمليّة تنقلّه، وبالإضافة لفنّ المونودراما، إستمتعت بفعاليات المهرجان الأخرى، ومنها عرض أطفال جورجيا للفنون الإستعراضيّة، لقد كان عرضاً غير عادي".
&
&وعن تحضيراته لشهر رمضان المقبل، قال: " تعوّدنا دائماً أن نقدّم لجمهورنا الحبيب الأعمال الممتعة، و"الفُرجة"، والأعمال ذات البيئة الشاميّة والدمشقيّة هي من تأخذ طابع "الفُرجة" في هذه الأيّام، لأنّها تتضمّن فنّ الحكاية الشعبيّة، وبعد "طوق البنات" العام الماضي، والذي لاقى نجاحاً كبيراً بجزئيه،& أصبح الجزء الثالث منه جاهزا ًللعرض، كما نحضّر لعمل جديد بعنوان "عطر الشام"، ومعي عدد كبير من نجوم سوريا، ومنهم سهير رمضان، وإمرت رزق، ورنا أبيض، وسلمى المصري، وعدد كبير من الممثلّين".

وعمّا إذا كان "عطر الشام" سيعالج أيضاً قضيّة الإحتلال الفرنسيّ، قال: "نعم العمل مستوحى من حقبة الإحتلال الفرنسيّ، ولكنّه ليس فاقعاً، فتركيزنا على الحكايا التي يتضمّنها الممثّل، حيث أجسّد شخصيّة "أبو عامر"، وهو كبير حارة القصب، وهو أيضاً بمثابة زعيم، وفي سعيه لإنجاب ولد يتزوّج "أبو عامر" ثلاث نساء، ويضيف الرابعة إليهنّ، وينجح أبو عامر في الإنجاب من الزوجة الثالثة، ولكنّ المشاهد يتعرّض لصدمة كبيرة أتركها مفاجأة ليتابعها في رمضان المقبل".

وعن تحضيراته لمسلسل "الغريب"، وعمّا إذا كان سيُعرض أيضاً خلال شهر رمضان، قال: " إن شاء الله نستطيع إنهاء التصوير قبل رمضان، لأنّنا سنبدأ بتصويره خلال الأيّام المقبلة، ولم نستطع أن ننسّق ما بينه وما بين عطر الشام الذي يحتوي على جزئين، كما قلت لك".

وعن مضمون مسلسل الغريب، قال عسّاف لـ "إيلاف": " إنّه عمل إجتماعيّ، وما زالت الأدوار تتوزّع على الممثّلين في سوريا، ولا يمكنني الإفصاح عن أسماء المشاركين به الآن، قبل أن يتمّ التوقيع والإتّفاق مع الجميع. العمل يعالج قضيّة موظّف في الجمارك، يتّهمونه بإرتكاب إثم كبير، هو بريء منه، ثمّ يدخل المعتقل ليخرج بعد عشرين عاماً إلى الحريّة، دون أن تُدرك إبنته أنّه كان في السجن، فتُفاجأ الأخيرة بهذا الأمر لتبدأ رحلة بحثه عن الحقيقة منذ البداية في سعيه لتبرئة نفسه أمام إبنته أوّلاً، ومن ثمّ أمام المجتمع."

وعن القنوات التي ستعرض مسلسل "عطر الشام" الرمضانيّ، قال "الحمد لله، لقد تمّ بيع هذا العمل لأكثر من بلد عربيّ، حيث علمت أنّه تمّ شراء المسلسل من قبل محطّة أساسيّة في لبنان، وكذلك الأمر في المغرب العربيّ، ومصر، والخليج".

وعمّا إذا كان يعتبر بأنّ الدراما السوريّة ما زالت قادرة على الإستمرار رغم المعاناة الكبيرة التي تعيشها سوريا، قال: " طبعاً، ونحن نتأمّل أن نخرج من هذه الأزمة التي وصلت إلى عنق الزجاجة، وأنت تعلم مدى الصعوبات التي نعانيها أثناء التصوير، جرّاء القذائف، والمتفجّرات التي تقع حولنا، أدعو الله أن يحمي الناس، ويحمي سوريا، ولبنان، وكلّ الأمّة العربيّة، هذا كأس نشربه مجبرين، أصبحنا اليوم في السنة الخامسة من عمر الأزمة، وأعتقد أنّها ستدوم كثيراً بعد، وأنا لستُ متفائلاً، لأنّي أرى بأنّ التاريخ يعيد نفسه، ولو بشكل آخر، هذه الأحداث تشبه بداية القرن الماضي، وتذكّرنا بمذابح الأرمن، ومذابح السريان، في منطقة ماردين وكيليكيا. اليوم يعيدون الإعتبار لمعاهدة "سايكس بيكو" جديدة لتحقيق ما يُسمّى بيهوديّة الدولة، حيث يجب أن يكون هناك دولة سنيّة، ودولة شيعيّة، ودولة درزية، ونحن نرفض هذا الأمر بشكل قطعيّ".

&