ردًا على الأخبار التي تناقلتها منابر إعلامية أخيرًا بشأن تعرّض فريق عمل الفيلم الوثائقي"أهلًا بك في الجحيم" لهجوم من طرف انفصاليين صحراويين في مدينة العيون (جنوب المغرب)، أكد فريد الركراكي، مخرج الفيلم أن ما تم تداوله لا يعدو كونه كذبًا وشائعات لا أساس لها من الصحة، أطلقت من طرف أشخاص لهم أغراض معينة.

إيلاف من الرباط: في غضون ذلك، أفاد الممثل والمخرج المغربي في اتصال هاتفي مع"إيلاف المغرب" أن تصوير الفيلم الوثائقي مر في ظروف جيدة في العيون، وأن الناس الذين استهدفتهم هذه الشائعات المغرضة قاموا بتقديم يد العون والمساعدة إلى طاقم العمل من أجل إنجازه.

وأوضح الركراكي قائلًا "كل ما في الأمر أننا قمنا ببناء وتجهيز ديكور خاص بالعمل، وحين هممنا بالتصوير، فوجئنا بهدمه وتعرّضه للتخريب، فالناس الذين قمنا ببناء الديكور لديهم، هم شركاء في المنتجع مكان التصوير، ويبدو أن الأمر يتعلق بسوء تفاهم وحدوث مشاكل بينهم".

الممثل والمخرج المغربي فريد الركراكي

أضاف مخرج "أهلًا بك في الجحيم" إن المشكل يكمن في أن أشخاصًا آخرين حاولوا استغلال هذه الواقعة، وادّعوا أن هناك انفصاليين قاموا بالاعتداء علينا وتهديد سلامتنا، والحقيقة أننا لم نتلقَ أي تهديد يذكر، وقمنا بالتصوير في أجواء جيدة، ويوم الأحد الماضي هو آخر يوم لنا في تصوير الفيلم الوثائقي الذي مر في ظروف إيجابية ومناسبة.

حول تفاصيل هذا العمل الوثائقي، موضوعه والفكرة التي يطرحها، أفاد الركراكي أنه يحظى بدعم من المركز السينمائي المغربي، ويتناول قصة واقعية لأربعة أشخاص مدنيين، كانوا في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر) وعادوا إلى وطنهم، ليحكوا عن تجربتهم عقب رجوعهم من تندوف.

وأشار الممثل والمخرج المغربي أن هذا الفيلم الوثائقي سيكون متاحًا لعموم المواطنين، الذين سيتمكنون من متابعته في القاعات السينمائية للمملكة والتلفزيون المغربي.

بشأن عمله في الإخراج، والسبب الذي دفعه إلى اقتحام هذا الميدان، اعتبر الركراكي أن مجال الإخراج يمثل حلمًا لأي ممثل، تكون لديه الرغبة في أن يأخذ خطوة إلى الأمام، ويطور من نفسه ويكتسب تجارب جديدة في المجال الفني.

صورة من"أهلا بك في الجحيم"

زاد الركراكي قائلًا "على مدى سنتين، قمت بتصوير 4 أفلام قصيرة، تمكنت جميعها من حصد جوائز كثيرة في مشاركات فنية وطنية ودولية".

وعن اتجاه عدد من الممثلين المغاربة لمجال الإخراج ومدى تفوقهم في التجارب التي قدموها إلى الجمهور المغربي، قال مخرج "أهلًا بك في الجحيم" كما ذكرت، فالمسألة تمثل حلمًا تحقق على أرض الواقع، ويرتبط بتراكم التجارب التي يكتسبها الممثلون، فأي ممثل ينتظر اليوم الذي سيمارس فيه المهنة، وعمومًا، فالممثل الذي يتجه نحو الإخراج يحس بمعاناة من يمارسون مهنة التمثيل ويقدرهم، لأنه يكون على علم مسبق بالمجال الذي سبق ومر منه، الإخراج تكوين أحترمه وأقدره، وهناك مخرجون كثر ليسوا في الأصل ممثلين، قاموا بأعمال فنية مهمة، ولها قيمتها ووزنها، وتظل تجربة الإخراج مهمة في أي مسيرة فنية".

بخصوص مشاريعه الفنية المستقبلية، أفاد الركراكي بوجود فيلمين سينمائيين، أولهما مع المخرج الجيلالي فرحاتي، والعمل الثاني رفقة أحد المخرجين المغاربة المقيمين في المهجر، وبالتحديد في فرنسا، فضلًا عن اشتغاله بصفة دائمة في المجال المسرحي، حيث يتم عرض 3 أعمال في إطار جولات مسرحية.

وفي ما يخص تأخر الدعم الخاص بالفرق المسرحية المغربية، والذي دفعها إلى القيام بوقفة احتجاجية داخل مقر وزارة الثقافة والاتصال في الرباط، انتقد الراكراكي الوضعية التي تعيشها الفرق المعنية، في ظل إصدار تصرفات غير مسؤولة من طرف بعض القيّمين على وزارة الثقافة، في إشارة إلى تصريح مدير ديوان وزير الثقافة والاتصال الخميس الماضي، حينما توجه بالحديث إلى لجنة من الفنانين المتضررين بكونه لا يفهم في الثقافة، وبالتالي فليس لديه ما يضيف إلى الموضوع، وفق تعبيره.

وأضاف الركراكي بالقول: "عيب وعار أن تخرج تصريحات مماثلة من أفواه أناس عهدت لهم مسؤولية تدبير المجال بالبلاد، لا يعقل أن نرى فرقًا مسرحية تحملت الكثير، انتظرت 7 أشهر، أنتجت أعمالًا على حسابها الخاص، ليأتي مسؤولون أخيرًا ويحبسوا عنهم الدعم بهذه الطريقة، إنها معاناة حقيقية، شخصيًا، أتفاجأ كيف أن الفرق المسرحية المعنية استطاعت الصمود كل هذه الفترة".
&