"إيلاف" من بيروت: تصدّر خبر رحيل المغني الكوري الرئيسي بفرقة شيني، كيم جونغ هيون المعروف بـ"جونغهيون" المواضيع الأكثر تداولاً على موقع تويتر العالمي. حيث أثار جدلاً واسعاً بين المعجبين الذين رفضوا تصديق الخبر المحزن.



ولقد عبّر العديد من مشاهير الكيبوب عن حزنهم الشديد لخسارة هذه الموهبة الفنية. حيث تجمع في محيط مستشفى آسان في العاصمة سول، الآلاف من معجبي فرقة شيني(SHINee) من مختلف الجنسيات، ولقد عبّروا عن صدمتهم بانتحاره بحضورٍ إعلامي كبير.

والجدير بحثه في هذا المجال، هو أن خبر وفاة هذا المغني الشاب الذي كان يضج بالحياة ولم يشعر أحدهم بحزنه الداخلي قد سلّط الضوء على طبيعة سير العمل في عالم فن الكيبوب وما يواجهه فنانو هذا العالم من ضغوطاتٍ نفسية صعبة. خاصةً أنهم يبدأون بممارسته في سنٍ مبكر، الأمر الذي يستدعي مواكبة صحية ونفسية لتوفير الرعاية اللازمة لهم. 

فعلى ما يبدو، لقد عانى هذا الفنان اليافع من الضغطوطات النفسية التي يتعايش معها فنانو الكيبوب بسبب التنافس الحاد المستمر وصعوبة الصمود فيه. الأمر الذي دفعه للإنتحار في عامه الـ27 بعد رسالة إنتحار وداعية تركها على حساب صديقه المقرّب في “إنستغرام”.

ولقد كشف عنها الصديق بعد موافقة أسرة النجم الراحل الذي عبّر فيها عن عمق معاناته واكتئابه الذي أخفاه عن الجميع. حيث كتب: "أنا محطم من الداخل. الاكتئاب يقضمني ببطء، ولقد التهمني تماماً، ولم أستطع أن أتغلب عليه." وفيما أشار إلى أنهم يقولون له بأن الشهرة هي سبب تعبه، أكد أن الأمر فوق إرادته. وقال: "يسألونني لماذا اخترت هذا العمل وأنت تجد صعوبةً فيه؟ وأنا أجد الأمر مضحكاً." وأضاف: "عندما التقي الطبيب يلقي باللوم على شخصيتي بصوتٍ هادئ. فوظيفة الطبيب سهلة. لأنه يلقي اللوم بسهولة على طبيعتي بدلًا من التفتيش عن السبب الجذري لمعاناتي. إنه لأمر مدهش كم أنا متألم. لا يوجد أحد على قيد الحياة أكثر عذابًا، وأشدّ ضعفًا أمام نفسه مني". وقال لصديقه: "حتى لو كنت لا تستطيع أن تبتسم، أرجوك ألا تودعني باللوم. لقد فعلت جيدا. وداعا”.

 


وفي التفاصبل، لقد استلمت شقيقته الكبرى رسالة نصية منه، وجاء فيها: "اسمحي لي بالذهاب، أخبريني أنني كنت جيدًا. إنه الوداع الأخير". فأبلغت الشرطة على الفور. لكنهم وجدوه في شقته مغمياً عليه، و سرعان ما فارق الحياة ليؤكد الأطباء في تقريرهم بأن سبب الوفاة كان الانتحار باستنشاق الغاز المنبعث من الفحم المشتعل الذي وجد في الشقة التي استأجرها حديثاً.


يشار إلى أنه يمتلك رصيداً من الأعمال المميزة مع معظم فناني الكيبوب. وهو يعد أحد أبرز الأصوات والمواهب في الساحة الفنية الكورية في الغناء والكتابة والإنتاج والتوزيع. إلا أنه وضع حداً لحياته بعد جولةٍ غنائية قام بها منفرداً وحقق فيها نجاحاً كبيراً. لكن فرح النجاح والشهرة الواسعة لم تساعده على التخلص من الإكئتاب الحاد الذي سيطر عليه. 


رحل "جونغهيون" تاركاً محبيه بصدمة، فيما طرح علامات الإستفهام حول ماهية الضغط النفسي الذي يعاني منه فنانو الكيبوب. فهل سيتبعه آخرون أم أنه يشكِّل وحده حالة اكتئاب خاصة ستبقى عصية على التفسير؟!