"إيلاف" من بيروت: تواصلت فاعليات مهرجان الجونة السينمائي بدورته الثالثة لليوم الثالث على التوالي بعروض مجموعة من الأفلام المميزة أبرزها الفيلم المصري "لما بنتولد" بعرضه العالمي الأول، بالإضافة إلى فيلم "جلد أمريكي" الذي يشارك بالمسابقة الرسمية وسط حضور جماهيري كبير.
وشهدت السجادة الحمراء ظهور عدد من النجمات اللاتي حضرن الأفلام منهن&منى زكي، نور، يسرا، المخرجة ايناس الدغيدي وغيرهن بوقت لم يظهر فيه الفنان محمد رمضان بأي من الفاعليات على الرغم من حضوره لحفل الافتتاح مساء الخميس الماضي. فيما شهد افتتاح معرض مقتنيات احسان عبد القدوس اقبالاً كبيراً من الفنانين على الحضور ومشاهدة المقتنيات النادرة للراحل والتي عُرِضَت بمناسبة مئوية ميلاده.

&

&

وخلال فعاليات المهرجان أمس،ّ تسلم المخرج السوداني صهيب قسم الباري، جائزة "مجلة فارايتي". علماً أن&فيلمه الوثائقي "حديث عن الأشجار" شارك بمسابقة الأفلام الوثائقية بعد عرضه للمرةِ الأولى&في الدورة الـ69 من مهرجان برلين السينمائي حيث نال جائزتي الجمهور وأفضل فيلم وثائقي في قسم بانوراما، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان إسطنبول السينمائي.
وفي فيلمه حديث عن الأشجار يجمع "صهيب" أربعة أصدقاء سودانيين قدامى، من صنّاع الأفلام الذين يعودون بعد غيابٍ دام سنوات بسبب بُعد المسافات والمنفى.& من أجل تحقيق حلم حياتهم بجعل السينما&واقعًا في السودان. فيصممون مجددًا على إحياء علاقتهم بالشاشة الكبيرة، عبر تأهيلهم دارًا قديمة للعرض في الهواء الطلق.

&



وضمن الفاعليات التي نُظمَت أمس، اجتماع عدد من قادة صناعة السينما والإعلام ورواد الأعمال، في جلسة نقاش حول التقاطع بين التكنولوجيا والإعلام، حيث تناول النقاش تقنيات الواقع الافتراضي، والبث المدفوع على الإنترنت وغيرها من التطورات الحديثة، التي تُغيّر شكل الإنتاج السينمائي والفني في العالم العربي والشرق الأوسط..
وشمل جدول الجلسة محاضرة قصيرة من ماجد فراج، المدير العام لشركة 5DVR عن تاريخ ومستقبل تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، واستخداماته المتعددة في القطاعات التعليمية والتجارية والفنية.

وعقب المحاضرة، عُقدت جلسة نقاش تحت عنوان "هل نعلن وفاة التليفزيون؟ فماذا نشاهد إذا؟" عن مستقبل خدمات البث المدفوع على الإنترنت ضمت المخرج عمرو سلامة، ومدير المحتوى الرقمي لشبكة MBC وجوهانس لاراتشر &واخرين.

وناقشت الجلسة الثانية من "سيني جونة" تأثير صناعة الأفلام على قضية اللاجئين، واختار القائمون على "سيني جونة" أصوات اللاجئين في السنيما، عنوانا لهذه لجلسة، حيث بدأت الجلسة شادن خلف رئيس وحدة السياسات منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بالحديث عن "كيف تلعب الأفلام والدراما دورا كبيرا فى تناول حياة اللاجئين".

وقالت شادن ان إقليمنا العربي يشهد نحو 40% من حجم اللاجئين فى العالم، بعد الصراعات الإقليمية الدائرة منذ سنوات طويلة، سواء بسبب الحروب الأهلية، أو النزاعات المسلحة بين القبائل المتناحرة في أنحاء الإقليم، وفيما بين الفصائل على حدود الدول.

وعبّر المخرج عمرو سلامة عن سعادته بإقبال الحضور على هذه الجلسة، في الوقت الذي تتوهج فيه المنطقة بسبب الصراعات المسلحة، ولم يغفل عمرو الحديث عن أهمية دور الموسيقى في معالجة القضايا الدرامية عامة، ودلل على تأثير الموسيقى بالمشاهدة الواسعة التى حصدتها أغنية "جانجوم ستايل" الكورية التى حققت مليارات المشاهدات.
وأوضح أن الموسيقى تؤثر بالقطع فى تغيير السلوك والتعبير عن الشعور، والأفكار والأيديولوجيات، وعلّق على تجربته مع إخراج احدى الأغنيات التي تناولت قضايا اللجوء بأن فريق العمل استمع إلى&حكايات حقيقية من أبطالها الواقعيين من اللاجئين.

&



أما الممثل السوري قيس شيخ نجيب فعبّر عن سعادته البالغة بعودة السماح بتصوير الاعمال الفنية مجدداً فى بلاده، وقال ان أهم القضايا&خلال الفترة الحالية والقادمة هي مناقشة وعرض قضايا اللجوء والنزوح وما تخلفه من أثر عنيف على الإنسانية ككل.&وقال أن للاجئين قصصاً مهمة فى الكفاح والنجاح والصمود فى جميع المناطق التي نزحوا اليها، وهي إحدى أدوات دعم اللاجئ نفسياً. ومن هذه القصص حكاية أسرة من الأطباء لجأت إلى كندا، وفشلت فى معادلة شهاداتها للعمل. لكن اليأس لم يطرق بابها وقررت صناعة نوع من الشوكولا المنزلية أسموه "السلام بالشوكولا" وتم توزيعه فى المحال التجارية الكبرى، وحققوا أرباحاً ضخمة، حتى تذوقها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو واشترى بعضاً منها فيما كان متوجهاً لزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وعرضها فى أحد اجتماعاته، وقال:&"هذا ما يصنعه اللاجئون فمتى تتاح لهم الفرصة للسلام".

وعن مسلسل "شنبكوت" أول عمل عربي يُبث عبر الأنترنت، قال أمين درة مخرج العمل أنه يروي قصة سليمان الشاب الذي عمل "ديلفري" لأحد المحال التجارية فالتقى أحد اللاجئين في المدينة، فعاش معه قصته بتفاصيلها، وقال أن سبب نجاح المسلسل هو استخدامه للغة عربية سهلة ودارجة، استطاع من خلالها توصيل قضية اللاجئين.

وحكت الممثلة صبا مبارك عن تجربتها مع مسلسل "عبور" الذي أنتجته، ومثلت به، وتناولت فيه قصصاً مختلفة لحياة اللاجئين في أحد المخيمات بالأردن. واستعرضت الجانب الإنساني لحياة اللاجئين، مشيرةً إلى أنها عاشت حياة اللاجئين بنفسها من حكاياتهم، وان كل مادار بالمسلسل من سيناريو وحوار وقصص جاء بالفعل من رواة حقيقيين.

أما دانيلا ساتشيلا مدير عام بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين،فقالت أن أهم مايمكن التركيز عليه أثناء تناول قضية اللاجئين هو الكلام مع اللاجئين وليس الكلام عنهم، وهذا يدعم مبدأ الانسانية بوضوح.