إيلاف من بيروت: عبرت الممثلة سلاف فواخرجي عن سعادتها بعملها الجديد "شارع شيكاغو" لأن جدران غرفة شخصيتها في العمل ستحمل صورة والدتها الأديبة الراحلة ابتسام أديب.

وكتبت الممثلة السورية تدوينة مؤثرة نشرتها عبر صفحتها على الفيسبوك بعنوان "ابتسامتي في شارع شيكاغو" قالت فيها: "رافقتني ماما طول فترة حياتي بأصغر التفاصيل وأكبرها ...
وكانت تروح معي عالتصوير دائماً، بكل وقت وبكل مكان وبلد، ومو بس ببداياتي، وبعدها وبعدها ...
بالبداية كان في ناس يفكروا انها معي لتحميني، وطبعا هادا حقها كأم، كان في ناس تقولها علني وكان في ناس يحكوها بالخفا، اللي يحكي عن الحالة بحب واعجاب واللي يحكي بالعكس بس طبعا مو بالوجه ... وانا اسمع وابتسم وماكان بيعنيني الرد او التوضيح ابداً ...
وكانت دايما ماما تقولهم، اللي مابيقدر يحمي حاله ماحدا بيحميه ... وسلاف مابينخاف عليها ...
واللي بيني وبين سلاف سر ماحدا قادر يفهمه ...
واللي ماكانوا يعرفوه كلهم، اني بس كنت اطلع بعيونها قبل المشهد وبعد المشهد، لاخد منها كل القوة والعزيمة والثقة وكل شي حلو ... واكبر شي لاقدر اعمل ابسط شي ...
بالايام اللي تعبت فيها وماعادت قادرة تكون معي قاومت تعبها مشاني لحتى انا ما اتأثر، لدرجة أنها بآخر عمل حضرت فيه معي واللي هو المسلسل المصري خط ساخن، سافرت وقتها من دمشق للقاهرة للغردقة لمرسى علم (واللي بيعرف الطريق بيعرف قديش هو طويل وصعب) رغم تعبها الشديد، بس لتعطيني القوة وهي بأضعف حالاتها ... ولتطبخلي كمان اكلات الزيت اللي بحبها واللي عودتني عليها، وهي يادوب وقتها قادرة توقف على رجليها ...
دعواتها الي هي سبب لكل شي منيح بحياتي، هي حجابي وتعويذتي وسري، بكل يوم بكل لحظة، بالشغل بالبيت
أو على باب البيت كلما تودعني وماتقدر تكون معي أو حتى برسائلها طول الوقت عالموبايل ...
أول يوم تصوير بعد رحيلها عز عليي كتير كيف ممكن روح إشتغل بدون صوتها وكلماتها ودعواتها ...
حسيت بمشكلة حقيقية بالتوازن، وغربة رهيبة عن المحيط، الناس والاماكن والمدن، حسيت بالفشل المسبق وانعدام الثقة لانها كانت القوة كلها مو جزء منها حتى وهي ضعيفة ...
كانت تعطيني كل الاوكسجين بالوقت اللي هي مو قادرة تتنفس فيه ...
وكان الحل اني الجأ لرسائلها لاقدر، ولو شوي،
اقدر احكي مع الناس واحمي حالي بكلماتها وارقي نفسي بروحها وطاقتها اللي ماغادرتني لحظة ...
وبعملي الأخير شارع شيكاغو اللي بتمنى من قلبي ينكتبله النجاح واللي اشتغلته ومازلت بحب واخلاص كبير ...
كمان عشت مع امي طقوسنا نفسها لأقدر كون منيحة بالحياة وبالشغل ...
بس كانت المفاجأة من المخرج والصديق محمد عبد العزيز اللي يمكن مابيعرف تفاصيل كتيرة عن علاقتي بأمي ...
واللي قد يكون استشفها بحساسيته العالية،
ويمكن من خلال بعض التواصل بينه وبينها ، بعيدا عني ...
محمد طلب مني انو ابتسام تكون حاضرة معي بالعمل ...
طلب مني صور ابتسام تكون موجودة بغرفة الشخصية اللي عم أديها لتكون روحها معي ،
ولتكون تحية حب منه الها ...
تصرف بسيط بيعنيلي كتير ، اهتمام انساني خارج حدود العمل ، أثر بصلب العمل وجعل شعوري بالانتماء اكبر ...
تفاصيل والدنيا تفاصيل بتعلّم بالقلب ...
لقطة قريبة كتير مو عامة ابدا ...
وجه طفلة مهما صار عمرها ... فرحانة ومرتاحة لوجود امها معها حتى ولو بصورة ....
وممتنة لكل لحظة حب عم تعيشها ...
شكرا محمد ... من قلبي ...
شكرا ابتسام ... ماتركتيني ومابتتركيني ...
لبعد ماتخلص الدنيا ...