تخطط الحكومة البريطانية لإصدار تشريع لحماية التماثيل في إنجلترا من الإزالة "بسبب نزوة، أو انصياعا لرغبات الحشود"، وفقا لوزير الجاليات والحكم المحلي البريطاني روبرت جينريك.

وأضاف جينريك، في مقال نشرته صحيفة صنداي تايمز، إن "الآثار التي خلفتها وراءها الأجيال الماضية لابد أن تلقى القدر المناسب من العناية".

ومن المرجح أن يتضمن التشريع الذي تحدث عنه الوزير البريطاني ضرورة الحصول على تصريح لأي تغيير في وضع التماثيل وأن يكون للوزير المعني بها حق الاعتراض النهائي على أي تغييرات مقترحة.

ومن المقرر أن يُكشف النقاب عن مشروع القانون الخاص بحماية التماثيل البريطانية أمام البرلمان الاثنين المقبل.

وتأتي هذه الخطة التشريعية بعد إسقاط تمثال تاجر الرقيق، إدوارد كولستون، العام الماضي ووسط مناقشات على نطاق أوسع لقضية إزالة التماثيل المثيرة للجدل.

ووجهت اتهامات جنائية لأربعة أشخاص بتدمير تمثال كولستون، علاوة على حصول ستة آخرين على إطلاق سراح مشروط بعد اتهامهم بالتورط في الأمر.

وقال جينريك إن "بريطانيا لا ينبغي أن تغير تاريخها أو تفرض رقابة عليه" للإبقاء على ما تريد وحذف ما تريد منه".

وأضاف أن القرار بإزالة أي من عناصر التراث البريطاني يحتاج إلى تصريح بالتخطيط لذلك ومشاورات مع المجتمعات المحلية، مؤكدا على أنه يريد رؤية "منهجية مدروسة".

وتابع: "سوف تتضح وجهة نظرنا في هذا القانون، والتي تتضمن ضرورة أن توضع هذه الآثار في سياقها الصحيح، وألا تؤخذ وتُخفى بعيدا".

وأشار إلى أنه يلاحظ أن هناك محاولات لطمس جزء من تاريخ الأمة، "على أيدي التجمعات المفاجئة أو بقوة السلاح".

وقال: "نعيش في بلد يؤمن بحكم القانون، لكن عندما يتعلق الأمر بحماية تراثنا، نغض الطرف عن المعالجة الصحيحة للأمور، وهو ما لا يمكن أن يكون صحيحا".

وشدد على أهمية عقد مشاورات مع السكان المحليين حول ما إذا كان ينبغي الإبقاء على الآثار الموجودة في أحيائهم أو إزالتها.

وقال جينريك: "ما ظل صامدا عبر أجيال طويلة، لابد أن يتم التفكير بعناية شديدة قبل إزالته ولا يمكن أن يُزال بسبب نزوة أو انصياعا لرغبات الحشود".

وأثار مقتل جورج فلويد، الأمريكي الأسود، على يد ضابط شرطة أثناء احتجازه في مينابوليس موجة من الاحتجاجات المناهضة للعنصرية حول العالم.

وأثناء المظاهرات السلمية التي خرجت في بريطانيا احتجاجا على مقتل فلويد، أسقط متظاهرون تمثال كولستون المثير للجدل وقذفوا به في مرفأ بريستول علاوة على إلحاق أضرار بتمثال وينستون تشرشل ووسمه بكلمة "عنصري".

وقال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في ذلك الوقت إن "تمثال وينستون تشرشل في ميدان البرلمان كان دائما يذكرنا بإنجازه الذي تمثل في حماية هذا البلد وأوروبا كلها من الطغيان الفاشي والعنصري".

وأضاف: "من السخف والعار أن يكون هذا الأثر الوطني عرضة لخطر هجوم المتظاهرين العنيفين".

وتابع: "صحيح أنه كان يعبر عن آراء كانت ولا تزال غير مقبولة لنا الآن، لكنه كان بطلا ويستحق تخليد ذكراه".

تمثال تشرشل
PA Media
جرت محاولة لتشويه تمثال تشرشل وكتب عليه بالطلاء "كان عنصرياً"

"ماضٍ مظلم"

صنع كولستون ثروته من تجارة الرقيق، وخصص تركته للأعمال الخيرية في مدينة بريستول حتى أصبح الكثير من أحياء وشوارع ومعالم المدينة يحمل اسمه.

وقالت مؤسسة ميرشانت فينتشرز، التي تتخذ من بريستول مقرا لها وتدير مؤسسات تحمل اسم كولستون، إن إزالة هذا التمثال كانت "إجراء صحيحا، لأنه تمثال رجل استفاد من التجارة في أرواح البشر".

وأضافت أن التمثال كان يمثل جزءا من الاعتراف "بالماضي الأسود لبريستول"، واصفة إزالة هذا الأثر القديم بأنه "بداية لبناء مدينة لا وجود فيها للعنصرية والتمييز".

وعقب إزالة التمثال، غيرت مدرسة كولستون للفتيات اسمها إلى مدرسة مونتبلير الثانوية. كما تم تغيير اسم قاعة كولستون للموسيقى في المدينة إلى قاعة بريستول بيكون.

كما وضع تمثال لحركة "حياة السود مهمة" على المنصة بدلا من تمثال كولستون في يوليو/ تموز الماضي دون الحصول على تصريح من السلطات، لكنه سرعان ما أزيل من مكانه.