ايلاف من الرياض: قبل أشهر من عرض الجزء الأخير من المسلسل الجماهيري «la Casa de Papel» والمعروف في الدول العربية باسم البروفيسور ، كان لإيلاف فرصة زيارة موقع التصوير فكانت الوسيلة الإعلامية الأولى في الشرق الأوسط التي زارت موقع التصوير وأجرت العديد من المقابلات مع الفنانين والمؤلفين ومصممي الأزياء ومهندسي الديكور.

نجوم مسلسل البروفيسور: لانعرف نهاية المسلسل

كان لإيلاف حديث سريع مع أبطال العمل فكانت أولى الحوارات مع "إستر أكيبو" التي قالت عن دورها: "الحقيقة أنني سعيدة للغاية بتجسيد شخصية "ستوكهولم"، وبخوض كل ما مرّت به. إذ تحوّلت من شخصية السكرتيرة، التي بالكاد نتذكّرها، إلى فردٍ من أفراد العصابة. وبالمناسبة، ستتحلّى شخصيّتها أيضًا ببعض القوة والنفوذ والشجاعة لتقوم ببعض الأفعال الجنونية. لا أريد أن أُفصح عن الكثير. لكنني مستمتعة جدًا بتجسيد هذه الشخصية. لعب هذا الدور أمر مرهق حقًا، لكنه حماسي جدًا، وممتع للغاية إلى درجة تُسعدني".

"بيدرو ألونسو" مؤدي شخصية "برلين"

" أحاول أن أتماسك عاطفياً عند نهاية الأعمال" يصحّ القول بأن ثمّة أمور مهمّة قد حدثت. فأنا أشعر بطريقة ما بأن بابًا قد فُتح أو أصبح على الأقل مواربًا. وهو ما أعطى، بعيدًا عن أيّ اعتبارات شخصية، رؤية عن نوع العمل الذي كنا ننفّذه هنا لتقديمه للعالم كافة. ومن المذهل أننا نساهم ولو بقدر قليل في ذلك. أنا شخصٌ بدأت تصوير المسلسلات في زمن كانت ركلة واحدة للشاشة كفيلة بتدمير موقع التصوير بأكمله.

ما زلت أعتقد أن الأمر رائع حين أرى مواقع تصوير وأعمالًا فنّية كهذه.

لا أعرف كيف سينتهي المسلسل بعد! ما أستطيع إخبارك به هو أن هذا الموسم مليء بالتوتّر والحركة والحماسة الشديدة. وهو أمر مُرضٍ جدًا للممثل، رُغم أنه يتحتّم عليه الانغماس في تلك الأجواء وهذا مرهق جدًا، ولكن على نحو جيّد.

"ألفارو مورتي" صاحب شخصية البروفيسور

لا أعرف كيف سينتهي المسلسل بعد، فليس بحوزتي إلا ثماني حلقات فقط، ولم استلم حتى اللحظة الحلقتان 9 و 10. لهذا، لا أستطيع إخبارك عن نهاية المسلسل، ولا أستطيع إخبارك أيضًا ما إذا كانت النهاية جيدة أم لا. أتمنى حقًا لو يمكنني إخبارك. ما أستطيع ان أقوله لك هو أن هذا الموسم مليء بالتوتّر والحركة والحماسة الشديدة. وهو أمر مُرضٍ جدًا للممثل، رُغم أنه يتحتّم عليه الانغماس في تلك الأجواء وهذا مرهق جدًا، ولكن على نحو جيّد.

ومن أفضل ذكرياتي، دون أدنى شك، هي الفريق. لا شكّ في ذلك إطلاقًا. ومن المؤكّد أن ارتباطي بهذه الشخصية منحني الكثير. حظيت بوقتٍ رائع، واستمتعت بالعمل حقًا وقضيت وقتًا ممتعًا في كلّ مرة لعبت فيها دور "البروفيسور" بكلّ خصوصيته. ولكن كلّ ما يتعلّق بالعمل مع هذا الفريق كان تجربة رائعة حقًا. لقد علمنا منذ البداية بأن هذا العمل سيكون مشروعًا صعبًا للغاية.

أعني أن تنفّذ مثل هذا النوع من المسلسلات هنا في إسبانيا، في وقت لم تُنفَّذ فيه أعمال بمثل هذه الأحداث من قبل. كنا نعلم بمدى صعوبة الأمر، وأنه ما من سبيل أمامك لتنفيذ ذلك إلا بالاعتماد على فريقك. فشعور العمل الجماعي، كالآلة التي تسير بدقة وكفاءة وتؤدّي إلى نتائج جيدة، يُعتبر ذلك من التجارب التي لا تُضاهى.

تصميم الأزياء تم في إيطاليا

معروف أن اللبس والأزياء في مسلسل البروفيسور حققت نجاحا وانتشارا كبيرا فكان لنا لقاء مع مصمم الأزياء كارلوس دياز .

كل شخصية في مسلسل البروفيسور ذات طابع متميز ولبس مختلف لذا شكّل تصميم أزياء جميع الشخصيات، والمتمثّل في البدلات الحمراء الشهيرة التي يرتدونها في السطو، تحديًّا كبيرًا، سواء على نحو فردي أو جماعي. وهي فكرة انبثقت من السيناريو الأولي لـ"أليكس بينا"

وحول تصميم البدلة ذكر دياز بأن البدلة مر بعدّة مراحل مختلفة من التعديلات، فالبدلة في الموسمين الأول والثاني مختلفة عن البدلة الحالية، وقد أعدنا تصميمها في المواسم الثالث والرابع والخامس.نحن نحترم التصميم الأصلي، لكننا فصّلنا هذه البدلات في "إيطاليا". لقد فصّلنا حوالي 500 بدلة منها. وفي هذه البدلات مزايا جديدة، مثل أحزمة لتضييقها، بالإضافة إلى السحّابات الجديدة، والجزء الخلفي القابل للتعديل، وفتحات التهوية تحت الذراع.

جميع البدلات التي صمّمتها مشهورة جدًا، وعمومًا، البدلة الحمراء بحدّ ذاتها شهيرة للغاية، لأنها باتت معروفة في أرجاء العالم. لكن، إذا كان لا بدّ من اختيار بدلة واحدة، وهذه البدلة لم تُفصَّل في إيطاليا، فسأختار البدلة التي فصّلناها للنمسة "صوفيا"، والتي ظهرت في الموسم الثالث. وهي البدلة التي لبستها النمسة "صوفيا". هذه أصغر بدلة ولقد قمت بتفصيلها وخياطتها بنفسي، لأننا كُنّا نبحث عن ملابس لحيوان النمس، تكون حمراء بقلنسوة، وكما هو واضح لم يكن هذا الطلب متوفّرًا في المتاجر أو على الإنترنت، لذلك قمت بتصميم هذه البدلة لـ"صوفيا". وكم كان لطيفًا أن ترى نمسًا يرتدي ملابس اللصوص.

لقد بدأنا تصوير الموسم الثالث، تزامنًا مع تصوير الموسمين الرابع والخامس في الوقت نفسه. ولم يتمّ تصوير المشاهد بالترتيب نفسه الذي عُرض على الشاشة. لذا، توجّب علينا جمع كل الأزياء، حتى تلك التي استُخدِمت في المواسم السابقة، لتكون جاهزة في حال أراد الكُتَّاب تصوير مشاهد استرجاع الذكريات لأحداث وقعت في الحلقة الأولى من الموسم الثاني. لهذا السبب احتفظنا بأزياء الشخصيات كلّها، لأن كل شخصية تمتلك بدلتها الحمراء الخاصّة. وكان لكلّ ممثل وممثلة ثماني بدلات على الأقل بسبب التقيّد بإجراءات فيروس كوفيد-19. هناك بدلة نظيفة، وأخرى تغطيها بقع من الوساخة، والثالثة متّسخة بالكامل، والرابعة تغطّيها الدماء، وغيرها الكثير.

"نيروبي " احفتظت بجميع اكسسواراتها بعد المسلسل

"كارلوس دياز " وفريق التصميم ليسوا مسؤولين عن أزياء الطاقم وحسبّ، بل عن الأقنعة والإكسسوارات لكل شخصية من الشخصيات:

- لقد قمنا في كثيرٍ من الأحيان بتعديل المجوهرات التي اِرتدتها "نيروبي" لتناسب هذه الشخصية. لطالما ردّدت "ألبا فلوريس"، بأنه لو لم تكن "نيروبي" لصّة مصارف، لكانت على الأغلب صائغة مجوهرات. هذه هي قلادة العملة التي ارتدتها في الموسمين الأول والثاني، وهذه الخواتم التي اعتادت على ارتدائها.

وقد كانت تحبّ، مثلًا، أخذ مشبك الحزام المعدني لتصنع منه قلادة أو أقراطًا . ثمّة شيء واحد مفقود فقط، وهي النظارة المفردة التي كانت تحملها "نيروبي" معها طوال الوقت، وتستخدمها لفحص العلامة المائية للأموال، والتي كانت تُعتبَر رمزًا مميّزًا للشخصية. لم تعد لدينا، فقد كانت "ألبا" مولعة بها واحتفظت بها ككنز ثمين.

كلّ شخصية تحتفظ بإكسسواراتها الخاصّة، وقد احتفظت "نيروبي" بأغلب الإكسسوارات. اعتادت "ألبا" تشبيه "نيروبي" بطائر العقعق، فكلّ ما يلمع يبدو رائعًا عليها. ويمكنها أن ترتديه كقرط في أذنها أو خاتم في أصبعها أو كحزام أو تستطيع أن تصنع منه دبوسًا للزينة، فالمجوهرات هي شغف "نيروبي".

ولدينا أيضًا رمز آخر في مسلسل "البروفيسور"، وهي قلادة الصليب التي ترتديها "طوكيو". وكانت في غاية الأهمية لأنها ارتدتها طوال الوقت. ولدينا الأقنعة ايضًا، أقنعة مسلسل "البروفيسور" والتي تُعدّ رمزًا آخر من رموز المسلسل. فلكلّ ممثل وممثلة قناع يخصّه، ولديهم أيضًا أكثر من نسخة لهذا القناع. وهي مُعدّة حسب الطلب، فكما ترون، هناك عدّة مقاسات منها. فأقنعة الرجال أكبر حجمًا، وأقنعة النساء أصغر بقليل. وقد صُمّمت هذه الأقنعة حسب الطلب خصيصًا لمسلسل "البروفيسور".

المكتبة هي أهم مواقع التصوير في الجزء الخامس

وحول اختيار مواقع التصوير وتصميم الإنتاج كاملا ذكر "أبدون آلكنيز" - مهندس الديكور : كان مهمًّا بالنسبة لي ملء المساحات الفارغة بالفنّ. فالأمر متعلّق باستيعاب الأسلوب والسياق الاقتصادي والاجتماعي، وأخذ لحظة تاريخية في وقت مناسب متعلّق بالفنّ، كالأسلوب التعبيري الحديث في هذه الحالة، ومحاولة تجسيده لتصميم عالم الجريمة.

وخلال هذه العملية الإبداعية، بدأنا بالمرئيات والتوثيق، وبعد ذلك تقدّمنا شيئًا فشيئًا في التصميم. وكوّنا أنا وزملائي فريقًا مسؤولًا عن تصميم أي غرض تحمله الشخصيات والحفاظ عليه. وحاليًا يتألّف الفريق من أربعين عضوًا. إضافة إلى ثلاث شركات إنشاءات تعمل معنا خلال الموسم الخامس لتجهيز مواقع التصوير وفقًا للجدول الذي حدّده الإنتاج.

كما تقول إحدى الشخصيات في المسلسل: "هناك حفلة؟" حسنًا، هيّا لنحتفل! أشعِلوا الفتيل وفجّروه برمّته." وذلك أمر قاسٍ ومؤلم بحدّ ذاته! وفي الواقع، ذلك ما شجّعت عليه الحركة التعبيرية الحديثة، أليس اللون الأحمر رمزًا للغضب والشغف والجنون؟ لذا... وظّفنا هذا اللون واستخدمناه.

في الوقت الحالي، نحن في خمسة مواقع تصوير. فهو مشروع حيّ، يعتمد على بنية بصرية ضخمة، وتلك مسؤولية كبيرة، لأنه يواصل التطوّر والاتّساع.

أفضل جزء من هذا المسلسل هو المكتبة، وهو موقع مثير للإعجاب لأن هناك العديد من الخُدع المتعلّقة بتصميم موقع التصوير هنا، والتي لا يعلم عنها المشاهدون شيئًا أو تلك التي لم يلاحظوها. فعلى سبيل المثال، اختيارنا للون كلّ كتاب فيها. تخيّل لو أن زملائي يشترون الكتب من أنحاء مدريد حسب ألوانها! مثلًا، خذ كتابًا و ستجد أنه لا يوجد أي شيء داخل هذه الكتب.

لدينا أشخاص مبدعون جدًا يستطيعون صناعة الكتب. فهذا مصمّم للطابق الأول. وهذا للطابق الثاني. أنها كتب مزيّفة لتخفيف الوزن عن الطابق. ولا يقتصر الأمر على اللمسات الجمالية فقط، بل التلاعب بالفيزياء أيضًا.

جميع الكتب الموجودة في الطابق العلوي مزيّفة و قد صنعها زملائي أصحاب المهارات العالية. ماهي الحيل والخدع الأخرى التي قمنا بها؟ اللوحات الفنّية. فلدينا زملاء مثل "باكو" عضو المجلس البلدي، و"موسكو" الرجل الميت... فنحن نمرح مع بعضنا، حتى وجهي مرسوم في تلك اللوحات.

ومن الأمور المثيرة للفضول التي تحدث لنا مثلكم أيها الممثلون. ليس لدينا النصّ كلّه كاملًا منذ البداية، فقد صمّمت وجهّزت مكانًا كالحمام، وطُلِب مني فجأة تصميم بابٍ سريّ في الحمام.

هناك حادثة صغيرة أخرى وقعت لنا. وذلك عندما تلقّينا النصّ لنجد مكتوبًا فيه: "انفجار قنبلة يدوية في المصعد". حسنًا، رائع! لكن ما حدث بعد ذلك، هو كيف لنا أن نصمّم خدعة بصرية نُظهر فيها انهيار المصعد. هل يكون ذلك عن طريق رفع منصّة وإمالتها، ثمّ بناء جدران في ذلك المنحدر؟ يُفترَض مننا أن ننفّذ كلّ ذلك في مساحة صغيرة وينبغي عليك أن تجعله يبدو وكأنه بالكاد معلّق بعد الانفجار.