إيلاف من الجونة: ضمن برامج مهرجان الجونة السينمائي الدولي عرضت بالأمس عدة أفلام منها تلك المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وهي الفيلم الفنلندي "الرجل الذ لم يرغب بمشاهدة تيتانيك" للمخرج تيمو نيكي والفيلم المغربي "علي صوتك بالغنا" للمخرج نبيل عيوش.

"الرجل الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك"

الفيلم الفائز بجائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا في دورته السابقة ، والذي يحكي قصة رجل كفيف مقعد على كرسي متحرك يعيش قصة حب ويتواصل مع حبيبته يوميا عبر الهاتف.

ياكو الذي يعيش حياته بشكل روتيني جداً، يستقبل يومياً مكالمة والده عند الثالثة مساء، يدخن الحشيش في ميعاده اليومي.

هو عاشق ومحب للسينما والأفلام .. ومع أنه كفيف لايزال يحتفظ بنسخ الأفلام التي يحبها، والجميل عندما يقول أحتفظ بها لأنها تعبر عني، فكل من يزورني سيعرفني من خلال الأفلام التي أتابعها.

كونه يعاني من إعاقة إضافة لأنه كفيف فهو لايرغب بمساعدة أحد، ولكنه يقرر فجأة أن يزور حبيبته، وحين يخطط للزيارة يجد بأنه سيكون بحاجة لمساعدة خمسة غرباء ليصل اليها.

نعيش مع ياكو هذه الرحلة بدءاً من غرفته في البيت ولا نعرف هل سيصل أم لا ؟

يحسب للمخرج أنه نقلنا الى ادق تفاصيل معاناة " ياكو " فلا نرى أي شخصية سواه، نسمع الأصوات كما يسمعها، والضبابية تحيط بكل الشخصيات التي يلتقيها.

الفيلم شاعري مؤثر وكان خياراً موفقاً ليفتتح عروض المهرجان.

"علي صوتك بالغنا" .. محاربة التطرف بالموسيقى

في تجربته السينمائية الرابعة يعود المخرج المغربي نبيل عيوش للغوص في الطبقات السفلى للمجتمع ولكن هذه المرة من خلال حياة الشاب المغربي المهووس بالهيب هوب، ومجموعة مراهقين في حي سيدي مومن الفقير في الدار البيضاء.

ولهذا الحي علاقة خاصة مع المخرج نبيل عيوش الذي سبق أن صور فيه عدد من أفلامه وهما "علي زاوا " وفيلم "ياخيل الله".

ومن يشاهد عنوان الفيلم يتذكر فيلم "المصير" ليوسف شاهين والأغنية الشهيرة ذلك الوقت "علي صوتك بالغنا" لمحمد منير، وكأنها تحية من المخرج لذلك الفيلم.

ويناقش الفيلم تقريباً نفس الأفكار التي طرحت في فيلم المصير منذ ٢٤ عام، وهي محاربة التطرف بالغناء والصراع الثنائي مابين التطرف والإرهاب والتنوير والإنفتاح.

من خلال مدرس هيب هوب يدرس في مدرسة يعلم فيها الشباب والبنات الرقص والغناء ويشاهد من خلال نقاشاتهم معه الأفكار التي يعتنقونها.

وكأن علوش يواصل دق جرس التحذير من التطرف الذي وصل للأسر الفقيرة في هذه الأحياء ووصول بعض الأفكار الظلامية كتحريم الغناء وكترديد أن صوت المرأة عورة.

يجمع الفيلم بين العديد من الممثلين الشباب والراقصين الموهوبين وكل ذلك نتاج المركز الثقافي الذي أنشاه نبيل عيوش "النجوم" والذي يقدم ورش لتعلم الموسيقى والرقص للشباب، وقد استقطب من بين رواده معظم ممثلي فيلم "علّي صوتك".

الفيلم شارك في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي الدورة السباقة وكان مقرراً أن يكون فيلم الإفتتاح لمهرجان الجونة السينمائي قبل أن تلغى فكرة وجود فيلم إفتتاح في المهرجان.