ألدو مورو أثناء اختطافه
Getty Images
احتجزت منظمة الألوية الحمراء اليسارية ألدو مورو لمدة 55 يوما قبل إعدامه

بيعت وثيقة إعلان اختطاف رئيس الوزراء الإيطالي السابق، ألدو مورو، في مزاد على الرغم من انتقاد عملية البيع.

وكان مورو قد اختطفته منظمة الألوية الحمراء، وهي جماعة حرب عصابات شيوعية، عام 1978 واتهمته بالتواطؤ مع القوى "الإمبريالية" في الوثيقة المكونة من صفحتين.

وأعدمت المنظمة مورو في وقت لاحق.

وباعت دار مزادات "بيرتولامي" في روما الوثيقة يوم الخميس بقيمة 26 ألف يورو.

ويعد السعر أعلى بكثير من القيمة المبدئية للوثيقة، والتي تراوحت بين 1300 يورو و 1700 يورو.

وتنص الوثيقة، المطبوعة على ورق يحمل شعار المنظمة، على أن "خلية مسلحة من الألوية الحمراء اختطفت وسجنت ألدو مورو، رئيس حزب الديمقراطيين المسيحيين، في سجن الشعب".

واتهمت السياسي يمين الوسط بالانخراط في "برامج معادية للثورة تريدها البرجوازية الإمبريالية".

بيد أن شخصيات بارزة في شتى أرجاء البلاد انتقدت بيع الوثيقة، التي استمرت أسابيع.

وكتب فيليبو سينسي، نائب الحزب الديمقراطي، تغريدة على تويتر جاء فيها أنه "حزين للغاية" لرؤية مزاد يقام لهذه "الوثيقة المؤلمة".

كما انتقد جلسة البيع الصحفي ماريو كالابريسي، الذي قُتل والده أيضا، عام 1972، برصاص متمردين من اليسار المتطرف أثناء عمله كمفوض للشرطة في ميلانو.

وقال: "هذه الصفحات تقطر دما، لا يجوز شراؤها وبيعها وأن تصبح مادة لهواة جمع المقتنيات".

وأضاف أن أنسب مكان للوثائق هو عرضها في متحف أو في نصب تذكاري "كي تذكّرنا بوحشية الإرهاب".

ألدو مورو
Getty Images
كان مورو، الزعيم السابق لحزب الديمقراطيين المسيحيين في إيطاليا، شخصية بارزة في السياسة الإيطالية

بيد أن باولو بيرسيشيتي، عضو سابق في منظمة الألوية الحمراء، شكك في قيمة الوثيقة، وادعى أنها ليست نسخة أصلية، بل نسخة منها، ويوجد مئات منها في سجلات الدولة.

وكتب بيرسيشيتي في مدونة حديثة باللغة الإيطالية أن هناك "فرقا واضحا" بين الوثيقة الأصلية التي أرسلتها منظمته، وتلك التي طُرحت للبيع في المزاد يوم الأربعاء.

وكان مورو، الزعيم السابق لحزب الديمقراطيين المسيحيين في إيطاليا، شخصية سياسية بارزة لها نفوذ عندما هاجمه مسلحو منظمة الألوية الحمراء أثناء سفره بسيارته في العاصمة روما، وقتلوا خمسة من حرسه الشخصي بالرصاص أثناء اختطافه.

وعُثر على جثته في وقت لاحق داخل صندوق سيارة متوقفة في روما بعد 55 يوما من اختطافه، وبها إصابات بطلقات نارية.

ووصفت جريمة الاغتيال بأنها أبرز عمليات المنظمة شهرة، وحدثت خلال ما يعرف باسم "سنوات الرصاص" في إيطاليا، إذ كانت الجماعات اليسارية واليمينية المتطرفة تتبنى موجة من أعمال العنف التي استمرت طوال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تُباع فيها وثائق تتعلق باختطاف مورو في مزاد.

وكانت دار مزادات "بولافي" في ميلانو قد باعت، في عام 2012، 17 وثيقة وبيانا دعائيا صادرا عن الألوية الحمراء، بما في ذلك ما يعرف باسم وثيقة "الاتصال رقم 6" سيئة السمعة، التي أعلنت حكم الإعدام عليه.