إيلاف من لوس أنجلس: بعد نهاية العصر الملكي في مصر استخدم ضباط ثورة 1952 غالبية القصور والمنشآت الملكية في أغراض أخرى، سواء كمدارس أو مستشفيات أو غيرها، الأمر الذي أهدر على مصر ثروة أثرية وتاريخية بالغة الأهمية في مسار التاريخ.
كما أن الكثير من القصور الأثرية، ومنازل الأيقونات والمشاهير ليس في مصر وحدها، بل في بعض دول العالم يتم بيعها لأثرياء لا يفكرون في قيمتها التاريخية، ويقومون بهدمها لتحويلها إلى"بنايات ضخمة" أو مشرعات تجارية أو غيرها.
الأمر على هذا النحو يعني أن الحفاظ على التاريخ ليس بالمهمة السهلة في مواجهة أصحاب الأيدلوجيات السياسية، وفي مواجهة بعض الأثرياء الذين لا يرون في الأشياء قيمة تاريخية و أثرية، بل يبحثون فقط عن المال.
منزل النجمة السينمائية العالمية مارلين مونرو، يفجر الجدل من جديد حول الصراع التاريخي بين "فكر الأثرياء" و"عقلية من يرغبون في الحفاظ على التاريخ".
منزل أيقونة السينما العالمية
فقد صنفت السلطات البلدية في مدينة لوس أنجلس الأمريكية منزل أسطورة السينما مارلين مونرو الواقع في حي برينتوود الثري معلما تاريخيا. وجاء قرار السلطات بهدف حماية المنزل ومنع هدمه من أصحابه الأثرياء الجدد. ولا يمنع تصنيف المنزل متحفا من هدمه، لكن هذا القرار يدفع لإجراء تدقيق صارم أمام لجنة التراث في البلدية، مما يعني أن ملاك المنزل لايزال بيدهم حرية التصرف في المنزل ولكن بالتنسيق مع الجهات الحكومية والبلدية.
في تصنيف وضعته بلدية مدينة لوس أنجلس الأمريكية ويرمي إلى تجنب تدمير العقار الذي توفيت فيه الممثلة الشهيرة مارلين مونرو، بات منزلها معلما تاريخيا وقبلة لمحبيها وعاشقيها بعد 62 عاما على وفاتها.
وتمت الموافقة بالإجماع على القرار الذي ينبغي أن يتيح لسلطات المدينة حماية المنزل الواقع في حي برينتوود الغني، والذي استحوذ عليه أخيرا أمريكيان ثريان كانا يرغبان في هدمه.
أشهر مكان في لوس أنجلس
وقالت المستشارة في البلدية تريسي بارك "لا يوجد أي شخص أو مكان في لوس أنجلس يحظى بشهرة وأهمية أكثر من مارلين مونرو ومنزلها في برينتوود".
وتابعت إن "عددا من أشهر صور مونرو التُقط في هذا المنزل وقرب حوض السباحة التابع له"، مضيفة "لقد ماتت مارلين فيه بشكل مأساوي، مما يجعلها مرتبطة بهذا المكان إلى الأبد".
واشترت مونرو هذا العقار ومساحته 270 مترا مربعا عام 1962، مباشرة بعد طلاقها من الكاتب آرثر ميلر. وفي هذا المنزل غير المرئي من الشارع، عُثر على جثة النجمة بعد 6 أشهر فقط من انتقالها إليه، جراء تناولها جرعة زائدة من المخدرات. وكانت تبلغ 36 عاماً فقط.
ثري اشتراه مقابل 8.3 مليون دولار
وانتقلت ملكية المكان إلى أشخاص كثيرين منذ وفاة مونرو. لكن جدلا أثير خلال العام الفائت بعدما اشتراه الأمريكيان برينا ميلستاين وروي بانك. وحصل الزوجان اللذان يملكان منزلا مجاورا، على العقار لقاء 8.35 ملايين دولار، وكانت خطتهما تتمثل في هدمه لتوسيعه. لكن سلطات المدينة ألغت سريعا إذن الهدم بسبب القضية التاريخية.
نقل المنزل.. هل يكون حلاً؟
ودفع هذا القرار المالكين الجديدين إلى رفع الموضوع إلى القضاء الذي لم يبت به بعد. ولا يمنع تصنيف المنزل متحفا من هدمه، لكن هذا القرار يدفع لإجراء تدقيق صارم أمام لجنة التراث في البلدية.
وعرض الزوجان نقل المنزل لجعله متاحا لمحبي مونرو، وهو اقتراح لا يزال قيد الدرس، بحسب بارك. وقالت المستشارة "لقد عملت وفريقي بشكل وثيق مع المالكين لتقييم إمكانية نقل المنزل إلى مكان تُمكِنُ للعامة زيارته وقضاء بعض الوقت فيه".
التعليقات