إيلاف من الصويرة:انطلقت مساء الخميس، بمدينة الصويرة المغربية ( جنوب الدار البيضاء) ، فعاليات الدورة الـ25 لـمهرجان "كناوة وموسيقى العالم"، التي تعد عشاق هذه التظاهرة الفريدة من نوعها، وعلى مدى ثلاثة أيام، بلحظات غنية بالنقاش الفكري والإبداع الموسيقي لكبار معلمي فن "كناوة" وموسيقيي العالم.

وانطلق حفل الافتتاح بموكب للفرق المشاركة، طاف بأهم شوارع المدينة، وسط متابعة جماهيرية كبيرة، وحضور رسمي تقدمه أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لـ"جمعية الصويرة موغادور"، ومحمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، وخوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، الرئيس الأسبق للحكومة الإسبانية، فضلا عن مسؤولين محليين وضيوف مغاربة وأجانب، قبل أن يلتئم الجميع بساحة مولاي الحسن، حيث كان الموعد مع عرض موسيقي، جاء احتفالا بـ"الأخوة عبر الأطلسي"، من خلال جمعه بين موسيقيين وراقصين من المغرب والبرازيل وإسبانيا وكوت ديفوار ، قدمت خلاله تجربة موسيقية مزجت بين فنون "كناوة" من المغرب، و"الباتوكادا" من البرازيل، و"الفلامينكو" من إسبانيا، و"الزاولي" من كوت ديفوار ، اكتشف خلاله الجمهور أوجه التشابه بين فنون قادمة من آفاق مختلفة.


جانب من الحفلة الموسيقية الاولى من افتتاح مهرجان كناوة في الصويرة

وتميز هذا العرض الفني الافتتاحي بجمعه، لأول مرة، في لقاء استثنائي، بين ثلاثة أصناف فنية مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي ("كناوة"، "الفلامنكو" و"الزاولي")، جمع بين النفحات الروحية للمْعلمين حسن بوصو ومولاي الطيب الذهبي من المغرب، وإيقاعات مجموعة "إيلي آيي" البرازيلية، المكونة من عازفي إيقاع يروجون للمكوِّن الإفريقي في موسيقى "باهيا"، فضلا عن مجموعة "دومانلي"، التي تمارس "الزاولي"، الذي هو فن شعبي إيفواري يجمع، في نفس العرض، القناع والزي والموسيقى والرقص، وفنان "الفلامينكو" نينو دي لوس رييس (إسبانيا) برفقة عازف الإيقاع سيرجيو مارتينيز (إسبانيا).

وقالت نائلة التازي، مديرة ومنتجة المهرجان، في كلمة الافتتاح، إن هذا الموعد الفني العالمي أثبت أن "الثقافة ليست مجرد ترف"، بل هي "قوة حقيقية ورافعة أساسية للتنمية"، مشيرة إلى أن مدينة الصويرة "أصبحت اليوم نموذجا على الصعيدين الوطني والدولي ومنارة للثقافة والانفتاح والتعايش والتضامن". وأضافت: "من قلب مدينة الصويرة نرسل اليوم رسالة تضامن كامل إلى فلسطين وإلى الشعب الفلسطيني ورسالة سلام إلى العالم".

جانب من جمهور المهرجان العريض

وشددت التازي على أن المهرجان يستضيف، في دورة هذه السنة، "بنفس روح السلام والتضامن"، فنانين من أكثر من 14 دولة، مع إشارتها إلى أن المهرجان "أصبح حدثا تاريخيا" يشهد على "استثنائية وتنوع" ثقافة المغربية في المشهد الفني العالمي، كما أصبح "مدرسة حية للإشعاع الفني وللتعايش بين الثقافات". وأضافت أن المهرجان نجح، بفضل مجهودات الجميع، وخاصة ساكنة الصويرة، في "إبراز فن وثقافة "كناوة"، حيث جذب الفنانين والجمهور من جميع أنحاء العالم". ورأت أن تسجيل "كناوة" كتراث عالمي غير مادي لدى اليونسكو "يعتبر اعترافا دوليا بقيمته الفنية والثقافية في بلد أصبحت فيه الصناعة الثقافية والإبداعية رافعة للنمو الاقتصادي".

وشددت التازي، في هذا السياق، على أن التزام المغرب بالمحافظة على التراث الثقافي المغربي وإشعاعه على الصعيد الدولي يجسد حرص الملك محمد السادس الدائم على "تعزيز الهوية المغربية والانفتاح على مختلف الثقافات".

من جهته، قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، إن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في الإنسان، ولأجل ذلك تنخرط وزارته مع مهرجان "كناوة" ومهرجانات مغربية أخرى، لأن "الثقافة هي الإنسان". وأضاف أن هذا المهرجان الذي تجاوز عمره 25 سنة، منح دينامية إيجابية لمدينة الصويرة، وجعل منها مدينة ثقافية، كما خلق فيها دينامية اقتصادية.

حضور رسمي وشعبي وازن

وتتواصل فعاليات دورة هذه السنة من المهرجان ببرنامج موسيقي يجمع أكثر من 400 فنان من 14 دولة، يتضمن 53 حفلا موسيقيا، وفقرة تحت عنوان: "شجرة الكلام"، و"منتدى حقوق الإنسان" في دورته الحادية عشرة، فضلا عن برنامج تكويني مع المؤسسة الموسيقية المرموقة "كلية بيركلي" للموسيقى، وموائد مستديرة حول ثقافة "كناوة"، تتناول "ثقافة "كناوة" بين الشفهية والطقوس" و"تحولات ثقافة "كناوة""، علاوة على معرض فني مشترك لتقديم أعمال فنانين مغاربة، تحت عنوان "نور وحركة في التنوع".

وبالموازاة مع الحفلات الموسيقية، وباقي الفقرات المرتبطة بفن وموسيقى "كناوة"، يناقش منتدى حقوق الإنسان، بداية من الجمعة، موضوعا يتمحور حول "المغرب وإسبانيا والبرتغال: تاريخ بمستقبل واعد"، تتوزعه ثلاث موائد مستديرة موضوعاتية، تسبقها مداخلة تمهيدية لخوسيه لويس ثاباتيرو.

وتهدف دورة هذه السنة من المنتدى، الذي ينظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى مقاربة واستكشاف العلاقات الغنية والمعقدة التي تربط بين هذه البلدان الثلاثة، على بعد سنوات قليلة من الحدث التاريخي المهم المتمثل في تنظيمهم المشترك لدورة كأس العالم لسنة 2030، حيث سيعمل المشاركون على طرح ومناقشة مواضيع لها علاقة بالتاريخ المشترك لهذه البلدان، ومكانة ودور الجاليات، والهجرة والتنقلات البشرية، وتأثير تنظيم مونديال 2030 على مسألة الجوار.

من افتتاح مهرجان "كناوة" في الصويرة

حضور رسمي وازن

متابعة جماهيرية غفيرة

عروض موسيقية ممتعة

كرنفال افتتاحي