فتحي الشيخ من القاهرة: كشفت تحقيقات الجهات الرقابية في مصر خلال الشهور الماضية عن وجود مافيا من الوزراء السابقين وحاشية الرئيس السابقquot; مباركquot;، قامت بالاستيلاء على آلاف الافدنة من المحميات الطبيعية، بداية من الاعتداء على جزر النيل في اسوان باقصي جنوب مصر، والتي تعد كلها في مصر محميات طبيعية، إلى بحيرة البرلس على حدود البحر المتوسط في اقصي الشمال، والتي جري ردم مئات الافدانة منها لصالح هذه المافيا، التي قامت بدم بارد بتدمير البيئات الطبيعية لهذه المناطق وقتل مئات من الكائنات الحية سواء بطريق مباشر أو عن طريق تدمير البيئات التي تعيش فيها هذه الكائنات، وتخطي الامر هذا ليصل ان يسكن احد الوزراء داخل محمية طبيعية بعد ان بني قصره بها.

عاطف عبيد رئيس الوزراء الاسبق في مصر، وكذلك وزيري الزراعة يوسف والي وأحمد الليثي، بالاضافة لوزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وكثير من المسؤولين السابقين والافراد المقربيين من الرئيس السابق،كل هؤلاء الاشخاص الذين يمثلوا حكومة مصغرة، وجهت لهم تهم quot;الاحتيال للاستيلاء على اراضي المحمياتquot;، مثال على عمل هذه المافيا، يشرحه البلاغ رقم ٥٦٢٢ المقدم للنائب العام المصري بشهر مارس الماضي والتي جاء بها أسرار السطو على 5 آلاف فدان من محمية بحيرة البرلس الطبيعية، وكيف قام وزير الداخلية وكبار مساعديه على مدي 16عام من وراء جمعية وهمية لتنمية البحيرة وضع اسمائهم هم وعائلتهم كاعضاء بها، وكيف قامت هذه الجمعية بانشاء جسر على البحيرة في حراسة قوات الامن لاقتطاع الاف الافدانة الاخري، واقعة اخري في اقصي الجنوب في أحد جزر النيل تحديدا في جزيرة البياضية التي أستولي عليه رجل الاعمال حسين سالم، المقبوض عليه حاليا في اسبانيا بتهمة غسيل الاموال، وأحد المقربين من الرئيس السابق في مصر quot;حسني مباركquot;، وذلك بمعاونة رئيس وزار سابق وأكثر من وزير زراعة وبعض المسؤولين الاخرين ليضيع على الدولة مليار جنيه نتيجة الموافقة على التصرف بالبيع في تلك الأرض وحرمان انتفاع الدولة بها كمحمية طبيعية منذ عام 2000 وحتى الآن.

البيئة كانت تنتهك بشكل رسمي في ظل النظام السابق كما صرح لإيلاف المهندس ياسر عبد الغني رئيس الجمعية المصرية لحماية الحياة البرية مؤكد وجود العديد من الانتهاكات التي قام بها اقطاب النظام المستقل، وهو ما يوضحه عبد الغني مشيرا لعشرات القصور التي اقيمت في المحميات خاصة على حدود البحيرات كما في محمية بحيرة قارون اقرب البحيرات التي تمثل محميات إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث يوجود قصور لكل من وزيرالمالية الاسبق يوسف بطرس غالي يسمي بالقصر الاحمر وتم ردم جزء من البحيرة لاقامته وكذلك بالنسبة لوزير مجلس الشعب والشوري السابق كمال الشاذلي، ايضا وزير الداخلية السابق العادلي الذي وضح من التحقيقات انه يمتلك ارض بمحمية طبيعة بشرم الشيخ، هذا بجانب كل من حسين سالم وجمال عمر صديقا الرئيس السابق الذي تم لحسابهم ردم مئات الامتار بالبحر الاحمر، وقتل الشعاب المرجانية بها وتدمير البيئة البحرية لاقامة قصور وقري سياحية بها.

الدمار الذي لحق المحميات في ظل النظام السابق دمر بيئات عمرها الالاف السنوات كما يؤكد الدكتور ذكي مصطفي الخبير البيئي، مشيرا لتدمير الشعاب المرجانية، قائلا: الشعاب المرجانية تحتاج الاف السنوات للنمو وكذلك اي بيئة طبيعية يتم الاخلال بجزء من هذه البيئة يتم تدمير هذه البيئة بالكامل حيث ان هناك دورة حياة تكاملية قائمة بين عناصر هذه البيئة، وحدد مصطفي المحميات التي نالت الجزء الاكبر من التدمير على يد رجال السابق بانها القريبة من المناطق السياحية حيث يتم بناء مشروعات سياحية بها لا تراعي الابعاد البيئية كما حدث في جزر النيل بالاقصر واسوان وشرم الشيخ بالاضافة إلى محميات البحيرات التي أمتدت إليها يد الردم على مسئؤولي النظام السابق لاستغلالها في مشروعات بناء، وهو يثير تعجب مصطفي قائلا: نحن في مصر لا نسكن سوي على 5% من مساحة مصر وباقي المساحة صحراء، ومع هذا لم تتجه إليها انظار رجال النظام السابق إلى هذه الصحراء، واتجهت إلى اراضي المحميات المحدودة والممنوع البناء عليها والتصرف فيها بحكم القانون، وهو مايفسره المهندس ياسر عبد الغني بانه بهدف الربح المضمون والسريع والذي يصل إلى مئات الملايين، ويتمني عبد الغني أن يتم الاهتمام بالمحميات في الفترة القادمة وازالة كافة التعديات عليها التي تمت من رجال السلطة السابقة، وان تمتد مصر الجديدة بعد الثورة لمجال البيئة في مصر.