توجد في العراق كميات كبيرة من المياه الجوفية التي تفتقر لطرق استغلالها الصحيحة.

وسيم باسم من بغداد: يؤكد خبراء ري وزراعة و مزارعون وبدو أن أشد مناطق العراق جفافا لا تخلو من المياه الجوفية ، في إشارة واضحة الى الكنز الهائل من مصادر المياه الضائعة بسبب عدم توفر اليات استخدامها وتسخيرها في خدمة الزراعة والتنمية في العراق .
وبحسب خبراء فان العراق يحتاج الى مسح جيولوجي للوقوف على حجم المياه الجوفية ووضع الخطط الكفيلة بالاستفادة منها .
ويؤكد مهندس الري جواد كاظم ان الطبقات الرسوبية في الصحراء الغربية وجزيرة الموصل اضافة الى البراري في جنوب العراق ووسطه تحتوي على كميات هائلة من المياه الجوفية.

وبحسب كاظم فانه من الصعب الوقوف على حجم المخزونات الجوفية الحقيقية بسبب عدم توفر الدراسات ، لكنها بالتأكيد كميات هائلة جدا .
ويعتمد العراق على الابار الارتوازية وطرق الحفر التقليدية اضافة الى المضخات اليدوية في استخراج المياه.
ومع زيادة الجفاف في العراق وتزايد اعداد السكان وزيادة مشاريع التنمية يصبح من المهم وضع استراتيجية لتسخير المياه الجوفية.
وكان أول بئر عراقي حفر عام (1935) ، منذ ذلك التاريخ بلغ عدد الابار المحفورة الالية واليدوية حوالي ستين الف بئر .

ويقول المهندس الزراعي تركي عطيوي والذي عمل نحو عقدين في حفر الابار وانشاء قنوات الري في مناطق مختلفة من العراق انه على رغم توفر المياه الجوفية بكميات هائلة ، لكن ليس بامكان كثيرين الوصول اليها رغم حاجتهم الشديدة اليها .
ويتابع : اغلب سكان الصحارى في العراق والمناطق الريفية من الذين يعتمدون على الابار كمصدر للمياه ، لا تتوفر لديهم امكانية معالجة المياه الجوفية للتخلص من المواد غير المرغوبة مثل المعادن المسببة لعسر الماء بسبب عدم توفر الكلور أو برمنجنات البوتاسيوم لديهم .
وفي الصحراء الغربية فان مشاريع استخراج المياه الجوفية بتقنيات حديثة ستكون بكل تأكيد مجدية اقتصاديا ndash; بحسب فوزي - لكنها غير ممكنة في الوقت الحاضر من الناحية الفنية بسبب كلفتها الباهضة مع غياب الدعم اضافة الى غياب التقنيات الحديثة المتعلقة بالحفر والامداد.

ويعتقد المزارع حيدر صالح الذي يمتلك مزرعة كبيرة تعاني من قلة المياه على الاطراف الغربية لمدينة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) ان المخزونات المدفونة في صحارى العراق ستحول مساحات كبيرة من براري العراق الى مناطق صالحة للزراعة .

لكن المشكلة بحسب المهندس عطيوي ان المياه الجوفية عميقة وتصل الى حوالي 300 متر في بعض الاحيان مما يضع عقبات امام استخراجها لاسيما وان اغلب الطرق المتبعة في الاستخراج عبارة عن مضخات يدوية.

وفي العام 2010 أنجزت الجهات المعنية المرحلة الأولى من رسم خريطة موارد البلاد للمياه الجوفية بالتسيق مع مكتب يونسكو العراق لدمج بيانات المياه في قاعدة بيانات مركزية تساعد على تخزين المياه الجوفية حيث يتم استخدامها من قبل خبراء لجمع وتحديث المعلومات بشكل مستمر.
ويرى المهندس التقني حسن ثجيل خالد ان المياه الجوفية في العراق تتطلب معالجة فيزيائية وكيميائية متقدمة وباهظة التكاليف، تختلف كثيراً عن المعالجة التقليدية لمياه الأنهار والآبار النقية.