يتعرض وادي شبيكة بالصحراء المغربية لخطر تناقص أعداد الطيور والحيوانات البرية مهددة التوازن البيئي في المنطقة الصحراوية.

أحمد عباس من الصحراء المغربية: يسمّى وادي شبيكة بهذا الأسم وذلك لتشابك الأشجار والنباتات الموجوده فيه، إذ كان الوادي في منتصف القرن المنصرم كثيفاً يصعب اختراقه الاّ من نقطتين. ويحتوي الكثير من الطيور المهاجرة والحيوانات البرية التي تتناقص أعدادها سنوياً وبشكل يهدّد التوازن البيئي.

يقع الوادي في منطقة كثبان رملية، على ساحل البحر، في تربة هشة وحساسة للغاية، تؤثر فيها حركة السيارات وحركة آليات الحفر، ما يجعل هذا الوادي الذي كان طوله 50 كم، يخضع إلى شروط الحماية التي أقرتها اتفاقية رامسار في 1979 التي تنص على ضرورة حماية المناطق الهشة والرطبة، ومنطقة وادي شبيكة لها نفس الخصائص والمعاير المنصوص عليها في الإتفاقية المذكورة. وتخضع منطقة quot;وادي درعةquot; في إقليم quot;طنطانquot; وquot;خليج خنيفيسquot; للمعاير ذاتها.

ثمة تهديد لوجود quot;وادي شبيكةquot;، بسبب قيام مشاريع عمرانية ضخمة على ترابه، تشمل إقامة فنادق وملاعب غولف. سوف نستعرض هنا واقع المشروع الحضري في quot;وادي شبيكةquot;، وفي المقابل، نستقصي آراء المدافعين عن البيئة، من أجل التوصل إلى خلاصة نعرضها على القارئ، وعلى المسؤلين المعنيين في إقليم quot;طنطانquot; لتلافي الأضرار البيئية الناجمة من جراء الأعمار.

في النشرة التعريفية لمشروع quot;وادي شبيكةquot;، التي تصدرها شركةquot; أوراسكومquot; المنفذه للمشروع بالتعاون مع مؤسسةquot; الإبداع والتدبيرCDGquot;، وصف شامل لخطة المشروع وفوائده الاقتصادية والاجتماعية ما يلي:quot;
برنامج التنمية المرحلة الأولى: المساحة الإجمالية 500 هكتار، يتضمن 8 فنادق مع تهيئة تكميلية لملاعب غولف من 18 حفرة ومركز يشمل على محلات تجارية، وفضاءات للحرفيين.

الفوائد الأقتصادية والاجتماعية بحسب نشرة المشروع هي:
توفير فرص العمل للشباب، في مهن السياقة والبناء، الحدادة، الصيانة والحراسة، مع فرص عمل في التسيير الوظيفي، في مجالات المحاسبة والهندسة، إضافة إلى خدمات الطبخ والفندقة.

قامت quot;ايلافquot; بزيارة عين المكان، والتقت فيما بعد الفاعلين في مجال البيئة الذين لهم آراء مخالفة ومخاوف بيئية حقيقية.
يقول السيد محفوظ بو نعاج فاعل بيئي وجمعوي، من ساكنة إقليم quot;طنطانquot; الذي يحتضن quot;وادي شبيكةquot;، وهو عضو الجمعية الصحراوية للبيئة والتنمية:
نحن كجمعية بيئية، لسنا ضد التطور الحضري الذي يراعي شروط حماية البيئة، فالمنطقة تحتاج إلى تنمية اقتصادية، تجلب اليها الطاقات البشرية وتساهم في حركة السوق، لكننا ضد هتك البيئة عشوائياً واختلال التوازن الطبيعي.

وملاحظاتنا على المشروع لهي في غاية الدقة، مثلاً: لم نتعرف في دراسة جدوى المشروع على الأضرار الناجمة من الاعمار، أو حتى على خطة الشركة في مراعاة البيئة، إسوة بتفاصيل المشروع المذكورة في النشرة السياحية، الأنكى، هناك ساتر ترابي يحيط بموقع العمل، يخفي بحسب وجوده هكذا أسلوب وطريقة الحفر، والمنطقة هشة ورطبة، تتأثر بأي حركة بناء في نظامها الجيولوجي. فقد تعرّض هذا الوادي إلى الاهمال والتقصير، ما جعل حجمه يتناقص وتموت الأشجار التي كانت تزينه سابقاً، إضافة إلى تناقص أعداد الطيورة المهاجرة ومنها الطيور النادرة، البجع الوردي، (وفي أثناء معاينة المكان، لاحظنا قلة الطيور بسبب وجود الإنسان وحركة السيارات)، معتبراً أن التنمية الأقتصادية للمشروع بحسب الشركة مبالغاً فيها ومن باب التهويل لاغير. كما يطالب السيد محفوظ الشركة المنفّذة باشراك جمعيات البيئة في إقليم quot;طنطانquot; من أجل التشاور وتبادل الآراء بغية تلافي الأخطار البيئية الناجمة من مشروع quot;وادي شبيكةquot;.