طلال سلامة من روما: يبدو أن حظر التدخين في المكاتب لم يعد كافياً لحماية صحة الموظفين. فالتهديد اليوم يتمثل في طابعات الليزر التي، وفق ما ينوه به الباحثون في جامعة التكنولوجيا بquot;كوينسلاندquot; الأسترالية، تبعث في الهواء جزيئات ميكروسكوبية أخطر بكثير من دخان السجائر.
في بادئ الأمر، كان هدف الباحثين تقويم فاعلية أنظمة التهوية داخل مكاتب الشركات. بيد أن الفحوص رصدت في الهواء كميات هائلة من الجزيئات الميكروسكوبية غير المرئية التي تصدرها طابعات الليزر. ويمكن لهذه الجزيئات أن تصل الى عمق الرئتين حاملة معها، في أغلب الأحيان، مواد كيماوية سامة يعتبرها الخبراء quot;مسرطنةquot;. وسوف يدرس الباحثون الأستراليون التركيبة الكيماوية لهذه الجزيئات بالتفصيل. بيد أنهم تمكنوا من الجزم بأن 13 من أصل 40 نوع من طابعات الليزر يبعث من خرطوشة الquot;تونرquot; (Toner) الداخلية أعداداً هائلة من هذه الجزيئات.
إن الquot;تونرquot; ليس مكوناً من مادة متجانسة إنما هو عبارة عن غبار دقيق يحوي جزيئات الكربون والحديد والراتينج(مادة تعد كيميائياً لأغراض صناعية). وكانت الانبعاثات الناجمة عن طابعات الليزر، حسبما تفيده الفحوص، أعلى خمس مرات من الكمية التي قيست في طريق مزدحمة بالعربات.
فيما كانت الجزيئات الأكبر حجماً تبقى quot;عالقةquot; في شعر الأنف(كان جزء منها فقط يصل الى الجهاز التنفسي)، كانت تلك الميكروسكوبية الحجم(الغبار المنبعث من خرطوشة الquot;تونرquot;) تصل الى مناطق أعمق في الرئة مسببة بالتالي مشاكل تنفسية وقلبية.
التعليقات