محمد الشرقاوي من القاهرة : أشادت منظمة اليونيسيف بالجهود المصرية المبذولة للحد من ممارسة ختان الإناث المنتشرة في كافة قرى ونجوع مصر، وقالت المنظمة انه من بين ما يزيد على العشرين بلداً التى تمارس فيها عادة ختان الإناث، برزت الحكومة المصرية برعاية سيدة مصر الأولى سوزان مبارك والمجلس القومي للطفولة والأمومة، إلى المقدمة في محاولة القضاء على هذه الممارسة الضارة التي تنتهك حقوق الفتيات .

وقد تم تعزيز هذه الجهود بشكل كبير في حزيران (يونيه) 2007 بصدور القرار الحاسم (رقم 271) من وزارة الصحة والسكان يحظر صراحة قيام أي مهني طبي بإجراء ختان الإناث. ويلغي هذا القرار ما سبقه من قرار وزارة الصحة والسكان الصادر فى عام 1996 الذي كان قد ترك فجوة سمحت للممارسين الطبيين بالقيام بهذه الممارسة.

وموازياً لذلك أصدر المجلس الأعلى للبحوث الإسلامية بالأزهر، الذي يعد أعلى هيئة دينية في مصر، بياناً أعلن فيه أن هذه الممارسة ليس لها أساس في الشريعة الإسلامية وأحكامه الفرعية، وإنه ضار وينبغي عدم ممارسته. وفضلاً عن ذلك أصدرت دار الإفتاء، من خلال فضيلة مفتي الديار المصرية الشيخ على جمعة, فتوى تدين فيها هذه الممارسة.

وكانت سوزان مبارك قد أعلنت، بعد حدوث الوفاة المأساوية المرتبطة بهذه الممارسة لفتاة في الثانية عشر من عمرها بالصعيد، عن حملة قومية هدفها جذب مزيد من الاهتمام إلى هذه الممارسة الضارة وتعزيز الجهود للقضاء عليها .

وقد أشاد بهذه التطورات كافة الداعين إلى القضاء على هذه الممارسة في الجهات الحكومية وغير الحكومية.

وقالت آن فينيمان المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، السيدة انه منذ عام 2002، قاد المجلس القومي للطفولة والأمومة الحركة القومية ضد ختان الإناث على المستويين القومي والمحلى، ونجح في بناء شراكات مع مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية والمانحة ووكالات الأمم المتحدة، للدعوة إلى القضاء على هذه الممارسة .

ويعكف الآن المجلس القومي للطفولة والأمومة وشركاؤه، من خلال المشروع القومي لمناهضة ختان الإناث، على العمل في 120 قرية في كل أرجاء مصر باستعمال أسلوب مبتكر يستهدف مجتمعات محلية بأكملها. ويهدف ذلك إلى خلق بيئة مشجعة للحوار تستطيع فيها المجموعات ذات النفوذ كالقيادات الاجتماعية والطبية والدينية أن تساند الأسر على التخلي في نهاية المطاف عن هذه الممارسة.


وهناك بالفعل علامات إيجابية على أن هذه الجهود أخذت تؤتي ثمارها. ويشير المسح السكاني والصحي لمصر لعام 2005 إلى أن انتشار هذه الممارسة سيقل بمرور الوقت، من نحو 80 في المائة بين الفتيات البالغة أعمارهن 15-17إلى نحو 60 في المائة لنفس الفئة العمرية في حوالي عقد من الزمن.

ومن الواضح أن المجلس القومي للطفولة والأمومة، من خلال شراكات واسعة، يداوم على جهوده لمكافحة هذه الممارسة. ومن الممكن القضاء على ختان الإناث في العديد من البلدان بحلول عام 2015، وهو العام المستهدف لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وبالنسبة لمصر فالوضع يبدو مبشر نحو تحقيق إنخفاض ملموس في ممارسة هذه العادة الضارة.