quot;إيلافquot; ترصد انعكاسات إنفلونزا المكسيك في شوارع القاهرة
فوبيا الأجانب تدفع بالمصريين الى اتخاذ إجراءات استثنائية

محمد حميدة من القاهرة : على الرغم من تطمينات وزارة الصحة والأجهزة المعنية بان فيروس إيه اتش 1 ان ا أو ما يعرف بإنفلونزا المكسيك ليس من النوع الخطر ولا يشكل تهديدًا خطرًا على صحة الإنسان ولا يستوجب اي إجراءات استثنائية، إلا ان ذلك لم يخفف من حالة الذعر والخوف التي انتابت البعض من المصريين بعد الإعلان عن إصابة الحالة رقم 12 بالفيروس ودفعتهم الى اتخاذ إجراءات استثنائية أثرت على قالب نظامهم اليومي. إيلاف جالت في أماكن مختلفة في القاهرة ورصدت انعكاسات الإعلان عن الحالات المصابة وحالة القلق التي تسيطر على المواطنين وخططهم لمواجهة الفيروس.
هلع وذعر
في حي الزمالك مقر المبنى السكني للجامعة الأميركية الذي خرجت منه معظم الحالات المصابة للطلاب الأجانب الذين يدرسون بالجامعة، تلاحظ انخفاض الحركةفي شوارع الحي الراقي منذ إعلان الحجر الصحي على مقر السكنى بشارع المرعشلي. وأكد سكان ل quot;إيلافquot; انهم فضلوا الالتزام ببيوتهم وعدم الخروج خوفا من الإصابة بالمرض. وقال السيد حبيب موظف في إحدى الشركات الهندسية يقطن بشارع المرعشلي بالقرب من سكن الجامعة الأميركية ان السكان بالحي أصيبوا بحالة من الهلع، وعزفوا عن الخروج من شققهم ومنازلهم سواء الى العمل او لقضاء حاجاتهم اليومية، خوفًا من الإصابة بفيروس إنفلونزا المكسيك، مشيرًا الى ان quot;الحكومة أعطت المصل لحراس المبنى والعاملين دون السكان، مما أصابهم بالاستياء والقلق على حياتهمquot;.
طلب متزايد على الكمامات
وحرص السكان على اقتناء الكمامات وبات من المألوف رؤية المارة فى الشوارع يرتدون تلك الأقنعة. وأكد محمد عبد الرحمن دكتور صيدلي لquot;إيلافquot; ان الإعلان عن الحالات المصابة بفيروس أنفلونزا المكسيك حدا بالمواطنين الى اقتناء الكمامات كإجراء للوقاية من المرض، مشيرًا الى انها quot;باتت الأكثر رواجًا بالصيدليات في الوقت الحالي عن اي أدوية أخرىquot; .

وأمام تزايد الحالات يومًا بعد يوم، زاد الطلب في الصيدليات على الكمامات الواقية التي كانت من المنتجات الأقل رواجًا بالصيدليات، مما أدى الى زيادة أسعارها بالأسواق، فالكمامة التي كانت تباع ب 8 جنية كما يقول ياسر أمين صاحب شركة مستحضرات طبية وصل سعرها الآن الى 50 جنية، وهى الكمامة الأميركية التي تتميز بتعدد الطبقات وجودة التهوية ومنع الفيروس من التسلل الى جسم صاحبها، بينما تراوحت أسعار الكمامات العادية التى تباع باقل من 8 جنيهات فى الأوقات العادية ما بين 20 و20 جنية هذه الأيام .

مقاه خالية وفوبيا من الاجانب
اما المقاهي أكثر الأماكن التي يتردد عليها الشباب، انخفض عدد روادها عن الطبيعي. فى منطقة وسط البلد التى تتميز بالمقاهي الشعبية والفاخرة والازدحام والصخب الشبابي حتى اوقات مبكرة من صباح اليوم التالي، تعيش هذه الأيام حالة غير طبيعية، وأثرت أنفلونزا الخنازير على حركة تلك المقاهي بشكل سلبي. وأكد حسين عبد الله عامل بأحد المقاهي انquot; الأعداد التي ترددت على المقهى في اليومين الماضيين اقل بكثير من الايام العادية، حتى الشباب الذي يدخن الشيشة اقلع عنها خوفًا من الفيروس، ولا يفضل الكثيرون الجلوس داخل المقهى ويأخذون مقاعدهم الى الخارج في الهواء الطلقquot;.

والمثير بحسب قول هاني محمود صاحب كافتيريا سياحي انquot; المصريين يصابون بالقلق عند وصول أجانب الى الكافتيريا سواء لتناول الطعام او المشروبات المفضلة، ويفارقون المكان على الفور، وهذه التصرفات شدت انتباه الأجانب انفسهمquot;، على حد قوله، ويضيف انه اعتاد ان يرى زبائن بشكل معتاد فى الكافتيريا، لم يعد يراهم منذ الإعلان عن الفيروس.

وامتدت الأزمة إلى أماكن الترفيه وصالات الألعاب أيضا، حيث أكد رامي احمد مدير إحدى صالات البلياردو، أن عدد الزبائن أقل من الطبيعي. ويطوف ضباط الشرطة على هذه الأماكن ويناشدون أصحابها الإبلاغ عن اى أشخاص يشتبه فى إصابتهم بالمرض .

وأعرب البعض ل quot;إيلافquot; عن خططهم فى عدم الخروج الى العمل والالتزام بمنازلهم فى حال تزايد حالات الإصابة بالفيروس وانتقاله الى المصريين، حيث ان المصابين بالفيروس لحد الآن من الأجانب او من المصريين الوافدين من الخارج .

تطمينات الصحة
ومن جانبها تحاول وزارة الصحة طمانة المصريين والتهدئة من حالة الروع ، مؤكدة في بيان لها يذاع على كل القنوات المحلية ان رفع الصحة العالمية درجة التأهب الى الدرجة السادسة لا يعنى شدته او ضراوته او خطورته على الصحة بل يستند الى معيار زيادة انتشاره. ونصحت وزارة الصحة المواطنين بممارسة حياتهم دون ذعر او هلع وعدم الانسياق وراء الشائعات . وذكرت المواطنين بوجود خطة مفصلة لمواجهة الفيروس فى حالة تحوله الى جائحة عالمية ، وطمأنتهم بوجود مخزون كاف من عقار التامفيلو, ونصحتهم بإجراءات الوقاية الشخصية.

وحول الإجراءات التي سيتبعها جهاز مترو الإنفاق في حالة تحول فيروس إنفلونزا الخنازير إلى وباء عالمي. اكد مصدر مسؤول بالجهاز انه تم رفع التهوية داخل عربات مترو الأنفاق، وتطهير جميع العربات بالمواد الكيماوية، والتقليل من زمن التقاطر منعًا لحدوث تزاحم على الأرصفة أو داخل عربات المترو، وزيادة عدد القطارات، مشيرًا الى ان تنفيذ حجر صحي بمحطات مترو الأنفاق مستحيل بسبب صعوبة الكشف عن العدد الهائل من الركاب الذين يستقلون المترو ويبلغ عددهم 3 مليون شخص يوميا، quot;لكن من الممكن ان يحدث ذلك فى حالة تفشى الفيروس وصدور تعليمات من وزارة الصحةquot; على حد قوله .