إيلاف سألت اختصاصيًا في علاج الأرق
إضطرابات النوم تسبّب التعب وتنذر بالإكتئاب

اعتدال سلامه من برلين: الأرق وعدم النوم من الأمراض التي لا يمكن إعطاء تفسير واحد لها لأن اسبابها عديدة ومختلفة، واشارت دراسة لمعهد الالماني لبحوث النوم وأسباب الأرق إلى أن المرأة في سن الـ40 تشكومثلالرجل من عدم النوم، لكن بعد ذلك تميل الكفة إلى المرأة وتصبح أكثر شكوى من قلة النوم من الرجل. ومن المسببات العامة تراجع نسبة الهرمونات خاصة في فترة سن اليأس. لكن هناك عوامل اخرى مسببة كمشاكل العمل أو ظروفه السيئة أو غير المريحة وسوء التغذية والقلق من المشاكل المالية، ايضًا قلة الحركة. كما ان هناكمسببات عضوية لعدم النوم وتكون بسبب امراض جسدية. ويقسم الطب عدم النوم إلى اربعة انواع : عدم النوم الحاد ويسمى Hyposomnie Insomnie
وأسبابه نفسية عادة بسبب الارهاق الكثير وعدم الراحة أو عدم النوم وحتى التوتر العصبي الشديد. والنوع الثاني ويسمى Hypersomnieوهو عادة نوم متقطع ويستقيظ صاحبه بسبب شخيره لانه يحبس تنفسه كما تصحب هذه الحالة تحريك القدمين، والسبب العادي للشخير هو التعب والسرير او الوسادة غير المريحة. وهناك عوامل خارجية اخرى لها علاقة بحالة الارق منها عدم تجديد الهواء في غرفة النوم او ان درجة الحرارة فيها ساخنة او باردة والضجيج الخارجي وعدم الحركة، أي الجلوس الطويل. والنوع الثالث المسمىParasomnie وهو بقاء المريض بين النائم والمستيقظ دون ان يصل إلى النوم المتواصل.
ويصاب الكثير من الناس بالعصبية وسرعة الاستفزاز وقلة الصبر عندما يشعرون بالنعاس، وخاصة في مواقف تتطلب الانتظار كالقيادة في زحمة السير مثلاً.
وبينت دراسة المعهد الالماني لبحوث النوم واسباب الارق ان الذين حظوا بساعات نوم تقل عن 6 ساعات يشعرون بالتعب وبشدة نفسية وحزن، وغضب اكثر من الذين ناموا لمدة 8 ساعات خلال الليل. ولان النوم يؤدي دورًا مهمًا في كيفية تفكير الانسان واحساسه تركز بعض المعاهد الصحية على اهمية النوم المريح والعميق لوقت كاف.
وفي هذا الصدد التقت ايلاف الدكتور فرنر شتانغ الذي كان يشارك في برلين في لقاء لعدد من المختصين في مجال علاج الارق ومشاكل النوم هذا مضمونه.

*دكتور شتانغ ، ما هي اعراض وعلامات الحرمان من النوم؟
-الحديث عن الارق وقلة النوم يكون عندما لا نستطيع النوم ثلاث مرات اسبوعيا وعلى اشهر طويلة، ونعاني من الاستغراق في النوم ومن الوصول الى النوم العميق. وهذا له اسبابه الجوهرية، اهمها التوتر الجسدي والنفسي نتيجة قلق ومشاغل. ويربط البعض الذهاب الى السرير مع عدم التمكن من النوم، مما يجعل عملية النوم مثل الحلقة الشيطانية، لذا يخشى كثيرون الذهاب الى السرير كي لا يقعوا فيها.
واثبتت دراسات دولية بان عشرة في المائة من الناس مصابون بالارق المزمن، فيسيطر عليهم التعب والعصبية والنرفزة في اليوم التالي. عدا عن ذلك فان الارق لزمن طويلة له مخاطره، فقد يؤدي الى اصابة المرء بامراض اخرى، لان اصابته بالقلق والعصبية تؤثر على الاعصاب والقلب.
الا ان اعراض قلة النوم تختلف من شخص الى اخر، وفي الحقيقة ان بعض الاشخاص يتأثرون بشدة بالنقصان الخفيف لساعات النوم، بينما يمكن لاخرين تحمل الحرمان من النوم لساعات طويلة بشكل متواصل، ومن المحتمل ان يكون احتياج البعض مبينا على اساس يومي ، فعلي سبيل الماثل اذا وجد البعض انفسهم في حالة من النعاس الشديد قبل الوقت اليومي المعتاد لذهابهم للنوم فهذا دليل على انهم يعانون من قلة النوم، واذا شعر البعض انهم يعانون من صعوبة في النهوض من الفراش صباحا، حتى ولو كانوا
يعتمدون على ضجيج المنبه من اجل الاستيقاظ ،ويعاودون النوم لما بعد الوقت المحدد لاستيقاظهم في الصباح، فهذا مقياس اخر على انهم قد يكون لديهم حرمان من النوم. واخيرا اذا بقي البعض متمددا في السرير لفترة اطول من المعتاد كي ينهض خلال عطلة نهاية الاسبوع فهذا دليل على احتمال اصابته بقلة النوم ايضا.

*ما هو المعروف بالنسبة إلى النوم واثاره على المزاج؟
-يتأثر النوم والمزاج بالناقلات العصبية نفسها والموجودة في الدماغ، فاذا اختل التوازن بينهما فان كلا من النوم والمزاج يتأثران، واحيانا يكون من الصعب معرفة اي من الاضطرابين حدث اولا، قلة النوم ام تدني المزاج؟ واذا كان الاكتئاب موجودا فان العلاج بمضادات الاكتئاب قد يكون ناجحا في التغلب على مشكلة اضطراب النوم، حيث يتحسن المزاج وحالة النوم عند الشخص المصاب. من ناحية اخرى فان الذين يعانون من قلة النوم يشتكون من عدم الاستقرارالنفسي والتعب، ومن المكن ان يسبب قلة النوم الاكتئاب.

*كيف يمكن لنا ان نعرف ما هي مدة النوم التي نحتاجها وما السبيل لامكانية تحسين نوعية النوم؟
-لكل شخص وقت مثالي وعدد ساعات للنوم، وهي مدة النوم اللازمة التي يحتاجها ليبقى صاحيا ومتنبها طوال اليوم التالي، ففي حين يحتاج بعض الاشخاص الى 9 ساعات نوم ليشعروا بالنشاط ، فان البعض الاخر يكتفى بست ساعات او اقل، لكن معظم الناس يعرفون عدد ساعات النوم التي يحتاجونها. واذا شعر المرء بانه بحاجة شديدة لفنجان قهوة في الصباح او للبقاء في السرير اكثر من المعتاد قبل النهوض فمن المحتمل انه لم يحصل على ساعات نوم كافية، لذا يجب ان يصبح النوم من اولوياته.
واذ شعر المرء انه ليس صاحيا بعد ومتنبها بشكل كاف عليه ان يسأل نفسه عن السبب، فلربما يكون لديه الجواب، فقد يكون السبب هو المنبهات( الكافيين) التي يتناولها او التمارين الرياضية المرهقة التي يزاولها في المساء، او شرب الكحول او بعض الادوية التي يتناولها في الوقت الحاضر بسبب مرض ما. واذا لم يتمكن من حصر اسباب قلة النوم ومعرفتهاعليه ان يسارع بالحصول على المساعدة الطبية، فمن المحتمل انه يعاني من اضطرابات تحتاج الى علاج نوعي.

*هل تنصح بالقيلولة او ما يسمى بالغفوة الصغيرة في منتصف اليوم؟
-القيلولة من الوسائل الجيدةوانصح بها ،وعلى المرء ان لا يحرم نفسه منها، لكن يجب ان لا تدوم اكثر من 15 دقيقة الى نصف ساعة. فهي تعطي نشاطا كبيرا للجسم اذ كان المرء يعاني من الحرمان من النوم، ويوجد في بعض دول العالم شركات تخصص اماكن للموظفيها ليتمكنوا من النوم لفترات قصيرة او للقيلولة.

*هل من الضروري ان يذهب المرء مساء كل يوم في نفس الوقت الى السرير؟
-الامر الوحيد الاكثر اهمية والذي يمكن ان يقوم به معظم الناس ليحسنوا نوعية نومهم هو الحفاظ على موعد محدد للذهاب الى النوم، وكذلك الاستيقاظ وان يكون عدد ساعات النوم مناسبا. كما وان حرارة الجسم وعوامل اخرى حيوية مثل الهورمونات وكيميائية الجسم لها علاقة وثيقة بوقت الاستيقاظ. وبمقدار ما نستطيع الحفاظ على موعد منتظم للاستيقاظ بمقدار ما نكون منتبهين واقل شعورًا بالتعب خلال النهار.
ومن النصائح المهمة التي يقدمها ايضًا الدكتور شتانغ الى مرضاه عدم اللجوء الى السرير بعد موجة غضب او بكاء او شجار، لان ذلك يشنج الاعصاب ويسبب الارق. وافضل وسيلة للنوم هي القيام بنزهة قصيرة والمشي بهدوء في الهواء الطلق قبل ثلاث ساعات من النوم على الاقل وفتح النافذة قبل الدخول الى غرفة النوم. ايضا تفادي الاكل حتى التخمة في المساء، والاكل والشرب قبل النوم وتناول الكحول ، فهناك اعتقاد بان شرب كأس نبيذ او بيرة يساعد على النعاس. فالكحول قد يؤيد في البداية الى الشعور بالنعاس لكنه يحدث يقظة بعد ذلك، كما انه يسبب ذهاب المرء الى المرحاض عدة مرات مما يسبب الاستيقاظ الدائم.
ايضا تفادي تناول المنبهات مثل القهوة والشاي والكاكاو والكولا قبل النوم خاصة اذا كان المرء يعرف جيدا ان ذلك سيسبب له الارق. وجوب النوم في سرير مناسب يشعر فيه المرء بالراحة، ويجب ان تكون غرفة النوم غير ساخنة او باردة( مكييفة) مع فتح النوافذ لتجديد الهواء.