إستذكر مرارة الغزو العراقي لها وتدمير بيئتها بحرق الآبار:
العوضي : تراجع التخطيط لأن الكويت تضع أهدافًا أكبر من قدراتها

إيلاف من الكويت: أوضح وزير الصحة الكويتي الأسبق الدكتور عبد الرحمن العوضي أن الخدمات الصحية العامة في الكويت تحظى برعاية كاملة منذ ثلاثين عامًا لافتًا إلى أن نظام الخصخصة بدا في تغيير طبيعة هذه الخدمات حيث بات الجميع في حيره بين الاستمرار في الرعاية الصحية الحكومية أو الخروج إلى الخصخصة، متناسين أن الخصخصة لا تقتصر فقط على الصحة وإنما تكون في كل نواحي المجتمع. واستشهد العوضي الذي يشغل منصب الأمين التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية في حوار خاص مع إيلاف بالولايات المتحدة الأميركية حيث باتت الصحة احد قضاياها الرئيسة عند الرئيس باراك أوباما الذي بات همه الشاغل توفير تأمين صحي للناس هناك، حيث أن هناك نحو 75 مليون شخص لا يملكون تأمينًا صحيًا، لذلك فإن الكلام عن الخصخصة والتربية لهما أمرين مهمين مجتمعين ولا بد أن يكون للدولة دور فيها وحق من حقوق الناس والصحة حق والتربية حق لا يجوز أنه يقول أنه إذا كان يمتلك القدرة يحصل على الخدمات الصحية وإذا ليست عنده لا ينالها.

وأضاف كان الشيخ جابر رحمه الله يهتم بالخدمات الصحية ويتطلع الى ان تكون الخدمات الصحية في الكويت في متناول الجميع، وفق أحدث الإمكانيات المتطورة، وأيضًا بأشياء معقولة، لكن مع مرور الزمن بدأ يقل الاهتمام بدور الدولة في الرعاية الصحية لأسباب معينة حيث أن تكلفة الخدمات الصحية بدأت ترتفع مع الزمن، حيث أنه كلما شاخ المجتمع ترتفع الخدمات أي بمعنى آخر تختلف خدمات الإنسان في سنوات عمره الأولى، حتى يتقدم في العمر حيث تتزايد التكلفة في كافة الأشياء.

وأشار إلى أن العالم كله خلال فترة الرأسمالية بدأ يأخذ منحى التخطيط في الرعاية الصحية والذي ينقسم إلى نوعين احدهم التخطيط الملزم والتخطيط التأشيري، إذ يتم وضع مؤشرات كي تسير أمور الناس، وأما التخطيط الإلزامي كالنظام الشيوعي والنظام الاشتراكي مشيرًا الى ان السعودية تعتبر مثالاً على هذا التخطيط، حيث بدأ التخطيط عام 1960م، واستطاعت ان تقفز قفزات نوعية بعد نجاحها في توجيه رأس المال القومي لتحقيق أهداف معينة ، في حين أن الكويت تضع أهدافًا اكبر من قدراتها لذلك تجد الفشل في هذا النطاق ملحوظًا.

وأشار إلى إن المجتمع الكويتي مجتمعًا ناميًا وأفضل وسيلة لنموه هي التخطيط، الذي من دونه سوف تضيع كافة الأهداف كما أن التخطيط نفسه سيكون مستقبله سيئ إن لم يكن وفقًا لأهدافك الموضوعة.

البيئة البحرية في الخليج في خطر بسبب النفط والبناء داخل البحر

وحول الواقع البيئي العالمي قال العوضي إنه سيئ جدًا، حيث لا حديث هذه الأيام سوى عن ظاهرة الانتقاء الحراري، والجميع يتكلم أيضًا عن التغير المناخي المستقبلي وهذه بوادر تظهر أن البيئة قد تم تدميرها من قبل الإنسان الذي استغل النظام الرأسمالي ونسي النظام البيئي، وقضى على ثروات البيئة ، ومن أمثلة ذلك كل الغابات التي اقتلعت في العالم، كذلك المشاريع التي دمرت بفعل الصناعات الثقيلة، وأدى ذلك إلى هذا الدمار البيئي.

وأضاف أن الارتفاع الحراري المتسارع يعتبر قضية العصر، وبات يهدد البشرية كلها، لأننا نتحدث عن الأبعاد، حيث سيكون هناك آثار جانبية لذلك ، وظواهر بدأت بالانتشار منها ذوبان الثلوج في الدب القطبي والارتفاع الحراري يؤدي إلى ارتفاع في مستوى البحر ويؤدي إلى إغراق مساحات كثيرة في العالم وكل هذا يدل على أن الإنسان لم يعطِ البعد البيئي حقه وعنده وسائل واستطاع أن يدمر كل شيء.

وعن قضية شح المياه أكد بأن العالم يتحدث عن حرب المياه بعد نحو 15 سنة مقبلة بعد أن دمر الإنسان البحار ولوثها ، وخير دليل على ذلك منطقة الخليج فهي منطقة نفطية وجسر الماء الموجود بالكويت أكبر جسر مياه في العالم معرض للدمار البيئي ، وحاليًا تأتي الكائنات الحية الغريبة مع أن النفط يدمر البيئة، فنحن أمام كارثة بيئية محدقة.

وأكد أن البحر أيضًا يعاني معاناة كبيرة كونه يمتص كل ثاني أكسيد الكربون وتدميره مستمر بكل الملوثات الموجودة من العمران البشري إضافة إلى غزو البحر بالبنايات والعمارات التي تبنى في البحر والتي تؤثر عليه بشكل كبير، لذلك فمن الضروري أن يكون هناك وعي بيئي ومسؤولية من الجميع.

لن ننسى دور الملك فهد والرئيس مبارك في تحرير الكويت

وفي موضوع آخر أشاد العوضي بدور شخصيتين بارزتين في تحرير الكويت، رغم التدخل الأميركي، وهما الرجلان اللذان حملا الكويت للعالمية، وهما الرئيس المصري حسني مبارك، حيث دعا إلى مؤتمر قمة من أجل الكويت، و الملك الراحل فهد بن عبد العزيز الذي كان رجلا بمعنى الكلمة وقدم التسهيلات التي وصلت للكويت، وكان موقفه سياسيًا بمعنى الكلمة، إضافة إلى موقفه حين ذهب مئات آلاف الكويتيين إلى السعودية حيث وجدوا رعاية كاملة وإقامة وخدمات من قبل المملكة.

وقال إن الملك الراحل فهد والرئيس مبارك كانا سندًا للكويت في وقت الحرب، وهما من خارج الكويت، مضيفًا أن تربطه علاقة متميزة مع هاتين الشخصيتين، ولا ينسى تقدير الملك فهد له عندما عرض عليه منصب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد اعتذرت نظراً لارتباطاتي الخاصة في الكويت. مستذكرًا الرجال الذين ساهموا في تحرير الكويت، والذين كان لهم دور بارز، وفي مقدمتهم رجل الميدان الشيخ سعد رحمه الله وهو الجندي الذي حمل السلاح مباشرة وإقتحم المعركة من دون أي خوف، وكان الجميع وراءه لأنه قائد صلب وصريح وقوي، وكان في الخط الأمامي دوما.

وزاد: ولن أنسى كيفية تعاملنا مع خروج 30 ألف كويتي من فنادق القاهرة، لأن كل الشيكات تم إيقافها واغلبهم كانوا من النساء، قبل أن يتم التحرك من قبل الحكومة الكويتية وقتها وإعادتهم إلى حيثما كانوا ورعايتهم حتى تم التحرير.

وحول حرق الآبار من قبل العراقيين، أكد بأن ذلك كان له أثار جانبية ، قبل أن تتم مكافحة الحرائق من قبل فرق مكافحة الحرائق والدمار البيئي، بمساندة الأمم المتحدة، التي ساهمت أيضا.مستغربا موقف الرئيس العراقي السابق صدام حسين، حيث يقول : quot; أشعر برعشة وأسف وآسى القلب عن تصرفاته تجاه الكويت التي رعته و خدمته، حيث أنه خدم صدام شخصيًا بعد أيام الحرب العراقية في آخر 3 أشهر من الحرب، حيث قاطعوه من الأدوية، ومنعت عنه وكنت أنا شخصياً بصفتي رئيس مجلس وزراء الصحة العرب أحضر له الأدوية المطلوبة من كل أنحاء العالمquot;.

وتابع: quot; لقد غُدر بنا وقتل مئات الكويتيين، وأصبحنا فعلا في ذلك الوقت نشعر بأنفسنا كلاجئين وكان شعورًا عجيبًا وغريبًا جدًا وكانت هذه المأساة تذكرنا وخصوصًا حينما كنتبالفندق جاءني خبر الغزو وساعتها لم اعرف طعم النوم، حيث كنت يومها في فندق سميراميس في مصر، حيث عشت أسوء ليلة في حياتي.

والدكتور العوضي ينحدر من بيئة بسيطة، كانت بداياته في الكتاتيب يقرأ القرآن، ثم تدرج حتى دخل أرقى جامعات العالم، وقد تولى حقيبة وزارة الصحة ، قبل أن يتقلد مناصب عدة منها وزيرا للتخطيط ووزير دولة لشئون مجلس الوزراء. كما نجح في أن يشارك في التغيير في العديد من أنماط الحياة فيما يخص المجال الصحي، والتخطيطي.