طلال سلامة من روما: اسمه ميخائيل غلاسكوك (Michael Glasscock) وهو الأختصاصي الأول عالمياً في أمراض الأذن. من مقر عمله بمستشفى جامعة جورج تاون يونيفيرسيتي بواشنطن، يتوقع هذا الأختصاصي العالمي علاجات جديدة لأمراض الأذن، تعتمد على خلايا المنشأ. حاورته ايلاف وفي ما يلي نص الحوار الهاتفي معه:

*هل لعب ارتفاع معدل الحياة عند البشر دوراً في زيادة أمراض السمع التي كانت نادرة الحصول في الماضي؟
- نعم. هذا صحيح. عموماً، نجد بموازاة التقدم نحو الشيخوخة تراجعاً تدريجياً في السمع بسبب موت الخلايا في الأذن الداخلية. لا نعرف بعد سبب موتها بيد أن ثمة عوامل معروفة تلعب دوراً في ذلك، كما التعرض لكمية مفرطة من الضجيج وقلة وصول الدم الى الأذن الداخلية وعصب السمع. ونسجل بداية تراجع السمع لدى بلوغ الستين عاماً وما فوق. بما أن معدل البقاء على قيد الحياة لدى البشر ازداد فإننا نرصد اليوم زيادة طبيعية في العدد الكلي للأشخاص الذين يعانون من خسارة في سمعهم. نحن نقوم بقياس خسارة السمع اعتماداً على سلٌم محسوب بالديسيبيل. ان مستويات خسارة السمع هي متوسطة(20 الى 40 ديسيبيل DB) ومعتدلة(40 الى 70 ديسيبيل) وجدية(70 الى 90 ديسيبيل) وعميقة(ما فوق التسعين ديسيبيل).

* هل الإجهاد في الحياة اليومية، منذ الطفولة، يؤثر على صحة نظامنا السمعي؟
- ان الإجهاد يؤثر على عدة زوايا من حياتنا اليومية. ثمة حالة مرضية، معروفة بمرض quot;مانييرquot;، تسبب خسارة متأرجحة في وظيفة العصب السمعي، وطنين داخلي ونوبات من الدوخة، من وقت الى آخر. وغالباً ما يؤثر الإجهاد على هذه العوارض. ان الطنين الداخلي صوت يسمعه المريض في الأذن. وهو مزعج للغاية وما تزال أسبابه مجهولة. في أي حال، فإننا نعتقد أن هذا الطنين يشتق من الدماغ أم من الأذن الداخلية. ويصبح هذا الطنين مزعجاً أكثر كلما عانى المصاب به من إجهاد، تذهب درجته من السيئ الى الأسوأ.

* هل تتمكن خلايا المنشأ من لعب دور ما في علاج أمراض في السمع، لا يوجد لها بعد علاج؟ هل ثمة بحوث دائرة تعتمد على التكنولوجيا الطبية المتقدمة أم خلايا المنشأ اليوم؟
- تقود العديد من الجامعات، حول العالم، سلسلة من البحوث التي تستعمل خلايا المنشأ في محاولة لاعادة تجديد الخلايا الموجودة في الأذن الداخلية، للحيوانات. بايطاليا، أعطت نتائج البحوث، في جامعتي quot;فيراراquot; وquot;بيزاquot;، نتائج ممتازة على الفئران. في النهاية، من الممكن أن تضحي خلايا المنشأ علاجاً فعالاً للطرش الذي يصيب العصب السمعي. لكننا ما نزال نحتاج لسنوات كثيرة! في ما يتعلق بالتكنولوجيا، فإننا نرى تقدماً مدهشاً في السنوات الأخيرة. فالأجهزة الداعمة للسمع تواصل تحسنها لمساعدة أولئك المصابين بعجز في أنشطة العصب السمعي. ان التقدم التكنولوجي الأبرز، اليوم، يتمحور حول تطوير جهاز قابل للزرع بالكامل في الأذن الوسطى، يجري تصنيفه ب(Timed) وتطوره شركة (Envoy Medical Corporation) بسان باول(مينيسوتا). في الوقت الحاضر، يجري اختبار جهاز من هذه الفئة، يدعى quot;استيمquot; (Esteem)، بايطاليا أيضاً. وهو مخصص لأشخاص يعانون من خسارة سمع، عصبية استشعارية، متوسطة أم جدية. ان ضحايا هذه الخسارة السمعية أشخاص تتراوح أعمارهم، كما قلت في السابق، بين 60 و65 عاماً. وثمة عوامل أخرى تلعب دوراً في ذلك، كما الإصابة بأمراض قد تكون معدية(التهاب السحايا وغيرها) والتعرض لضجيج مفرط ومتواصل والإصابة بالآثار الجانبية لأدوية الأنتبيوتيك أم التعرض للأشعة المؤذية.

* هل لديكم آلية وقائية أم نصيحة مفيدة تحافظ على سمعنا؟
- يعتبر الصوت العالي المؤثر الرئيسي على أنشطة العصب السمعي. وتشير العديد من الدراسات الى أن الفقدان المبكر للسمع يصيب راهناً مراهقين ومراهقات لا تتعدى أعمارهم 17 عاماً. ويعود أحد الأسباب الى سماع الموسيقى بواسطة سماعات تضخ في الأذن موسيقى عالية ومؤذية، في الوقت ذاته. ان التواجد في تلك الحفلات، التي توزع الصوت عبر مكبرات ضخمة، يمكنها إنتاج 120 ديسيبيل من الضجيج المستمر، مضر. وكأنك موجود على قدميك بالقرب من طائرة، تعمل محركاتها بقوتها الأقصى. ان تفادي خسارة السمع من جراء الصوت العالي خطر يمكن استباقه. من الهام جداً، مثلاً، وضع إكسسوارات حماية خاصة بالأذن(كما سدادات الأذن الخاصة بتقليص الضجيج) لدى تواجدنا في أماكن عمل منتجة للضجيج القوي(لدى استعمال المنشار الكهربائي أم في تلك الأماكن أين يجري التدريب بالأسلحة). ومن الممكن استعمال هذه السدادات الحرفية كذلك لدى الذهاب الى الحفلات الموسيقية العامة.